تتواصل معاناة مهجّري عفرين مع غياب حل دائم يضمن لهم الاستقرار والعيش بكرامة. وبين النزوح الأول والثاني، تتفاقم الأزمة الإنسانية، مما يستدعي استجابة عاجلة من المجتمع الدولي لوضع حد لهذه المعاناة المتكررة.
وشهدت الأيام الأخيرة موجة نزوح جديدة لآلاف المهجّرين من منطقة عفرين باتجاه مدينة الطبقة في محافظة الرقة، بعد تصاعد الهجمات التي شنتها الميليشيات الموالية لتركيا على المناطق التي كانوا يقيمون فيها بريف حلب.
نزوح متكرر ومعاناة مستمرة
هذه ليست المرة الأولى التي يُجبر فيها سكان عفرين على مغادرة منازلهم. فبعد الهجوم التركي على عفرين في فبراير/شباط 2018، اضطر عشرات الآلاف إلى النزوح نحو ريف حلب، حيث توزعوا على مخيمات وقرى تفتقر لأدنى مقومات الحياة.
ورغم مرور سنوات على هذا النزوح الأول، لم يتحسن وضع هؤلاء المهجّرين، بل تفاقمت معاناتهم بسبب نقص الدعم الإنساني، وغياب البنية التحتية اللازمة لتأمين حياة كريمة. واستمرار الهجمات التركية واليوم، يجد هؤلاء أنفسهم مجددًا في مواجهة المجهول بعد نزوحهم نحو الطبقة.
احصائية عدد المه٠رين
في آخر إحصائية لأهالي عفرين الذين كانوا يعيشون في المخيمات بريف حلب هي : (في المخيم الأول، مخيم برخدان، 702 عائلة تضم 2,772 شخصاً. في مخيم سردم، 904 عائلات تتألف من 3,774 شخصاً. بينما في مخيم عفرين، كان يوجد 122 عائلة تضم 498 شخصاً. وفي مخيم العود، كان هناك 145 عائلة تتألف من 584 شخصاً. أما في مخيم الشهباء، فيعيش 104 عائلات تضم 466 شخصاً.).
بلغ عدد القاطنين في مخيمات الشهباء الخمس 8094 شخصاً، وباقي مهجري عفرين كانوا يقطنون في قرى وبلدات الشهباء وتل رفعت.
كما كان يوجد في مخيم برخدان مركز للهلال الأحمر وسوق ومكتبة ومدارس توفر التعليم لطلاب المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية. يلتحق بهذه المدارس الأطفال الذين يعيشون في المخيم، بالإضافة إلى الأطفال من المناطق والقرى القريبة. أما مخيم سردم، فهو يحتوي على مركز للهلال الأحمر ومكتبة وسوق ومدرسة خاصة بطلاب المرحلة الابتدائية.
نداء إنساني
في ظل هذه المأساة، يناشد مهجّرو عفرين المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي تقديم الدعم الفوري لهم، وتأمين احتياجاتهم الأساسية، والعمل على إيجاد حلول تضمن عودتهم الآمنة إلى ديارهم. كما يطالبون بوقف الانتهاكات المستمرة بحقهم، ومحاسبة المسؤولين عنها.