في ظل تصاعد الأحداث في المناطق الشمالية من سوريا، يعاني عشرات السوريين من مصير مجهول بعد اختطافهم على يد المخابرات التركية وتنظيم الذئاب الرمادية، وهو التنظيم الذي يعد محظوراً في الاتحاد الأوروبي. من بين هؤلاء المختطفين طفل لم يبلغ العاشرة من العمر.
تمكنت عوائل المختطفين من التعرف على أبنائهم من خلال فيديوهات مصورة بثت على التلفزيون الحكومي التركي وصفحات تديرها منظمة الذئاب الرمادية. في هذه الفيديوهات، ظهر المختطفون وهم يقدمون اعتذارات لتركيا ويقبلون العلم التركي، فيما بدت آثار التعذيب واضحة على بعضهم.
تعيش العائلات حالة من القلق الشديد لعدم معرفتهم بمكان احتجاز أبنائهم، حيث يعتقدون أنه تم نقلهم إلى السجون داخل تركيا بعد اختطافهم من مناطق عفرين واعزاز والباب وجرابلس، التي تخضع للاحتلال التركي. تخشى العائلات من إمكانية تصفية أبنائهم على يد تنظيم الذئاب الرمادية، وذلك على خلفية اتهامهم بإهانة العلم التركي خلال مظاهرات شارك فيها هؤلاء انتقدت الهجمات التي شنها التنظيم ضد اللاجئين السوريين.
تكشف الفيديوهات التي تم بثها أن المختطفين يتواجدون لدى الاستخبارات التركية، حيث ظهروا مجبرين على الاعتذار وإعلان ندمهم. العائلات لم تتوصل حتى الآن إلى أي معلومات إضافية عن مصير أبنائهم، وتعيش حالة من الرعب المستمر خوفاً على حياتهم.
تعد هذه الفيديوهات مهينة للغاية للنفس البشرية، حيث أظهرت المختطفين في أوضاع مذلة ومهينة، مما يضيف أبعاداً جديدة لمحنة هؤلاء الأشخاص وعائلاتهم التي تعاني من غياب العدالة والمعلومات المؤكدة حول مصير أحبائهم.