كشفت مصادر مطلعة عن فضيحة جديدة في مدينة عفرين، حيث تورط محمد الجاسم، المعروف بـ”أبو عمشة”، قائد ميليشيا السلطان سليمان شاه (العمشات)، في رشوة قاضي المحكمة العسكرية لتبرئة أخيه (سيف الجاسم) من تهمة اغتصاب زوجة أحد عناصره.
ووفقًا للمصادر، قدّم الجاسم سيارة حديثة قيمتها 11 ألف دولار أمريكي كرشوة للقاضي محمد طيب الموسى، وهو من مستوطني حولة بريف حمص، لتبرئته من جريمة اغتصاب زوجة أحد عناصره، عماد الفهد. يُذكر أن الفهد كان قد أُرسل إلى ليبيا للقتال كمرتزق ضد قوات حفتر لصالح تركيا ولاحقا ظهر زوجته (ريم بسام الأحمد) في تسجيل مصور – والذي يبدو أنّه مصور وأرسلته لزوجها في ليبيا – قصة اغتصابها من قبل “سيف عمشة الجاسم”، وتبدأ بذكر أسم زوجها عماد الفهد، إنّها اغتصبت عدة مرات.
هذه الفضيحة تأتي في سياق سلسلة من الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها ميليشيا العمشات تحت قيادة “أبو عمشة”، الذي سبق وأن وُجهت له اتهامات بالفساد واستغلال السلطة. وقد أثارت هذه الحادثة غضباً واسعاً واستياءً كبيراً بين سكان المنطقة، مما يسلط الضوء على تدهور النظام القضائي وانهيار العدالة في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات التركية المسلحة.
امرأة تتهم قائد فصيل مسلح مدعوم من تركيا باغتصابها بعد إرسال زوجها إلى ليبيا
اتهمت زوجة أحد عناصر “لواء السلطان سليمان شاه” بريف حلب الشمالي، نائب قائد الفصيل الذي يسيطر على بلدة “شيح الحديد” في منطقة عفرين، سيف الجاسم باغتصابها، بعد إرسال زوجها المقاتل ضمن الفصيل إلى ليبيا.
وتروي (ريم بسام الأحمد) في تسجيل مصور – والذي يبدو أنّه مصور وأرسلته لزوجها في ليبيا – قصة اغتصابها من قبل “سيف عمشة الجاسم”، وتبدأ بذكر أسم زوجها عماد الفهد، إنّها اغتصبت عدة مرات.
وتقول ريم: ” يا عماد….. سيف صار يتصل ع رقمك التركي بعدما رحت أنت الى ليبيا، ويجبرني أن افعل أشياء لا اريدها…. وصار يهدد، ويدق علي الباب ويخافوا الولاد…. اقتحم الدار، واغتصبي غصبا عني…مو بارادتي”.
وسيطرت القوات التركية مدعومة بفصائل معارضة سورية مسلّحة ومجهّزة من جانب أنقرة، على منطقة عفرين في آذار 2018، إثر عملية عسكرية استمرت شهرين وأدت إلى مقتل المئات ونزوح عشرات آلاف الأشخاص.
اعتقلت وعذبت وظهرت تكذب نفسها:
لم تمضي ساعات على انتشار مقطع الفيديو الذي تكشف فيه ريم عن تعرضها للاغتصاب من قبل قائد الامنيات في العمشات، وشقيق قائدها حتى ظهرت في مقطع فيديو ثاني وهي مصاب (تعرض لكسر في اليد\ الكتف) في جلسة تواجد فيها عسكريون وعناصر من الشرطة، وهي تضع يدها على القرآن، وتقول هذه المرة أنها اكرهت على نشر فيديو تعرضها للاغتصاب من قبل زوجها، عماد وقالت أنه كان يعذبها وتغيير كثير بعد العودة من ليبيا.
كما وتحدث أحد الحاضرين ويدعى فؤاد حسن محمود (يبدو أنه من شرعيي العمشات) وأن على معرفة شخصية بعماد، وأنه عماد لديه سوابق تتعلق بتعاطي المخدرات وقضايا السرقة وانتهاك الاعراض وغيرها.
عماد يظهر في مقطعين فيديو:
كما ونشرت صفحات مقربة من فصيل العمشات فيديو لعماد الفهد وهو يمتدح العمشات وقادتها وأنّ كل ما نشرته وتدعيه زوجته ريم بسام الأحمد كاذب ومحض افتراء لكن ظهر في نهاية الفيديو صوت وكأنّه يلقن عماد العبارات.
وظهر عقب ذلك مقطع فيديو ثاني لعماد وهو يقول إنّه اضطر وأجبر على تصوير الفيديو الأول الذي يبرئ فيه سيف ( العمشات ) بعد أن تلق تهديدات بقتل أطفاله من قبل ( سيف عمشة ) وكشف إنّه عاد من ليبيا من أجل هذه القضية، وإنّه كان على علم بوجود علاقة تربط زوجته بسيف عمشة. وإنّه تعرض للطعن في شرفه من قبل فصيله الذي انضم إليه منذ تأسيسه (قبل 10 سنوات).
وهذه ليست المرة الأولى التي تتكشف تفاصيل تورط قادة الجيش الوطني المدعوم من تركيا بقضايا الاغتصاب، وبالأخص ميليشيات العمشات والتي تشكل العمود الفقري في الجيش الوطني السوري، فبتاريخ 28 آب 2018 حدث حالة مشابهة هذه المرة مع قائد فصيل العمشات ( محمد الجاسم) حيث اتهمت زوجة أحد عناصره باغتصابها عدة مرات.
وروت إسراء يوسف خليل في تسجيل مصور قصة اغتصابها من قبل “أبو عمشة” عدة مرات، حيت بدأت بالتعريف بنفسها بذكر اسمها الثلاثي، ووضعها الاجتماعي كسيدة متزوجة.
ووضحت إسراء: “زوجي كان عنصراً في اللواء وعن طريقه بدأ عدد من العناصر بالتردد على منزلنا، ومنهم قائد الفصيل محمد جاسم والذي يلقب بـ(أبو عمشة)”، مضيفةً “كنت أقوم بغسل ملابسهم وطهو الطعام لهم”، وبينت أنّ “اثنين من عناصر اللواء واللذين كانا يترددان على منزلنا هما (سيف ومحمد)”.
وتابعت: “أصيب زوجي في قدمه خلال إحدى المعارك ما دفعني للعمل من أجل تأمين دخل إضافي”.
وتابعت عن أبو عمشة بالقول إنّ “زوجاته يقمن في تركيا”، موضحةً أنّ “(أبو عمشة) زار منزلنا وقام بإرسال زوجي للأمنية تمهيداً لنقله إلى المستشفى للعلاج”.
واستدركت قائلة إنّ “أبو عمشة استغل وجودي مع زوجة شقيق زوجي وطفلتي لوحدنا في المنزل، ليقوم بفعلته مهدداً بتصفية زوجي والعائلة بأكملها، بينما كان شقيق أبو عمشة (سيف) ينتظره أمام الباب”.
وواصلت إسراء سرد روايتها حول “فضائح القيادي (أبو عمشة) وإقدامه مع قيادات أخرى في لواء السلطان مراد على اغتصاب العديد من النساء في منطقة الشيخ حديد تحت تهديد السلاح وجميعهن زوجات مقاتلين في الفصيل”.
وبيّنت إسراء إنّها كانت حاملاً في شهرها الثالث حينما خسرت طفلها بعد اغتصابها، وأضافت أنّ العديد ممن اغتصبن كن حوامل لكنهن تعرضن للإجهاض القسري، وهن أساساً زوجات مقاتلين في الفصيل نفسه، على حد قولها.