في الذكرى السابعة للاحتلال التركي لمدينة عفرين في شمال سوريا، تظل التبعات الكارثية لهذا الاحتلال تلقي بظلالها القاتمة على السكان المدنيين والبنية التحتية في المنطقة. منذ دخول القوات التركية إلى عفرين في عام 2018، عانى السكان المحليون من انتهاكات حقوق الإنسان المستمرة والدمار الشامل للمنازل والمؤسسات الحيوية.
تمثل التبعات البشعة للاحتلال التركي جزءًا لا يتجزأ من الواقع اليومي للسكان في عفرين سواء أكانوا من المهجرين قسرا وتزيد نسبتهن على 70 % أم من الذين قرروا البقاء. يتعرض السكان المدنيون لانتهاكات مستمرة لحقوقهم الأساسية، بما في ذلك الاعتقال التعسفي والتعذيب والقتل ومصادرة الممتلكات والآتاوات كما تعرضت المناطق السكنية والمدنية لدمار هائل جراء القصف المتواصل والحملات العسكرية التي يشنها الجيش التركي وفصائل موالية له.
لا يقتصر الدمار على البنية التحتية فحسب، بل يمتد أيضًا إلى الاقتصاد المحلي وحياة السكان اليومية. تضطر العائلات إلى مواجهة نقص حاد في المواد الغذائية والخدمات الأساسية، مما يزيد من معاناتهم ويفاقم من ظروفهم الصعبة.
بالإضافة إلى ذلك، يواجه اللاجئون الداخلون من مناطق أخرى في سوريا تحديات جديدة وصعوبات متزايدة في الوصول إلى اللجوء الآمن والحصول على المساعدة الإنسانية اللازمة. تتضاعف معاناة النازحين مع الاحتلال التركي لعفرين، مما يجعل من الصعب عليهم العودة إلى منازلهم وبناء مستقبل آمن ومستقر.
على الرغم من محاولات المجتمع الدولي الخجولة للتدخل ووقف الانتهاكات، إلا أن الوضع في عفرين لا يزال يتدهور بشكل مستمر. يجب على المجتمع الدولي العمل بجدية لوقف الاحتلال التركي والتصدي للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في المنطقة، وضمان توفير المساعدة اللازمة للسكان المتضررين والنازحين.
انتهاكات حقوق الإنسان المستمرة:
توثّق العديد من المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية حالات انتهاكات حقوق الإنسان المستمرة في عفرين، بما في ذلك القتل التعسفي، والاعتقال التعسفي، والتعذيب، والاختفاء القسري ومصادرة الممتلكات. يعيش السكان المدنيون في حالة من الخوف المستمر وعدم الاستقرار.
الدمار البنيوي والبنية التحتية المتضررة: عانت المنطقة من دمار هائل للمباني والبنية التحتية الحيوية مثل المدارس والمستشفيات وشبكات الطرق نتيجة القصف التركي الذي استمر أسابيع استهدف بشكل مكثف البنية التحتية والمناطق الآهلة بالسكان.
التهجير والنزوح القسري : تسبب الاحتلال التركي في تشريد العديد من السكان المدنيين، مما دفع العديد منهم إلى اللجوء إلى مناطق أخرى داخل سوريا أو حتى اللجوء إلى الخارج بحثًا عن الأمان والحماية هؤلاء ممنوعون من العودة وتمت مصادرة كل ممتلكاتهم واراضيهم واشجار الزيتون العائدة لهم وهم ممنوع من التنفع بها.
النقص في الخدمات الأساسية والإغاثة الإنسانية: يواجه السكان المتضررون في عفرين صعوبات في الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل المياه النظيفة والغذاء والرعاية الصحية. كما أن التأمين على إيصال المساعدات الإنسانية إلى المنطقة يواجه تحديات كبيرة بسبب القيود المفروضة على الوصول من قبل تركيا التي تحتكر المساعدات الانسانية المقدمة وترفض السماح لمنظمات المجتمع المدني ووسائل الاعلام بالعمل.
الانعكاسات الاقتصادية: تأثرت الحياة الاقتصادية في عفرين بشكل كبير جراء الاحتلال، حيث تضررت الزراعة والتجارة والصناعة، مما أدى إلى زيادة معدلات البطالة والفقر.
في ظل التبعات الكارثية التي يعاني منها السكان في عفرين جراء الاحتلال التركي، يتزايد الدعوات لخروج القوات التركية وفصائلها الموالية من المدينة وعودة السكان إلى منازلهم. هذه المطالب تستند إلى الحق في العيش بسلام والعودة الآمنة والكريمة للمهجرين، وهي حقوق مكفولة بموجب القانون الدولي الإنساني.
من الضروري أن تلتزم الأطراف المعنية، بما في ذلك الحكومة التركية والمجتمع الدولي، بتحقيق هذه المطالب الشرعية وتوفير الحماية الكافية للسكان المتضررين والنازحين. يجب أن يكون للمجتمع الدولي دور فاعل في تسهيل عمليات إعادة الإعمار وتقديم الدعم اللازم لتأمين عودة السكان بشكل آمن وكريم إلى مناطقهم.