نرحب بقرار الولايات المتحدة فرض عقوبات على الميليشيات الثلاث في الجيش الوطني السوري “سليمان شاه، فرقة الحمزة، أحرار الشرقية” وعدد من قادتهم ونعتبره جديراً بالترحيب وذا أهمية بالغة. إلا أنّه يمكن تحسينه عندما يتضمن بقية الميليشيا المرتبطة بالجيش الوطني، المتورطة بارتكاب الانتهاكات.
يتعين أنّ تشمل هذه الخطوة مساءلة القادة والتحقيق معهم، مع إمكانية اتخاذ إجراءات مماثلة لما حدث مع داعش، حيث يجب أن يُجرى القبض على هؤلاء القادة وتقديمهم للعدالة، وذلك من أجل تحقيق العدالة ومنعهم من مواصلة ارتكاب جرائمهم المروعة ضد الشعب السوري.
إنّ جرائم هذه التنظيمات الإرهابية تجاوزت كل حدود، ولهذا يجب أن تُتخذ المزيد من الإجراءات الصارمة لمنع استمرار تفشي هذا العنف. تعمل هذه الخطوات على تعزيز الأمن والاستقرار في سوريا وتقديم دعم للضحايا الذين عانوا من جراء أعمالهم الشنيعة.
يجب أن تكون هذه الإجراءات جزءًا من جهود دولية أوسع نطاقًا للقضاء على الإرهاب وتحقيق السلام في سوريا. تعكس هذه الجهود التزام المجتمع الدولي بحماية الحقوق الإنسانية والعمل من أجل مستقبل أكثر أماناً واستقراراً للمنطقة بأكملها.
هل ستمنعهم العقوبات من ارتكاب المزيد من الانتهاكات:
في أول تعليق على العقوبات أكّد زعيم ميليشيا العمشات “محمد الجاسم” (أبو عمشة)، في منشور له على الفيسبوك، أنّه وميليشياته لا يُعيرون أيّ اهتمام للعقوبات التي فرضتها الخزانة الأمريكية ضدّه، مقدّماً الشكر للأتراك والقطريين كونها جهات تدعم ميليشياته.
الحكومة السورية المؤقتة من جهتها انتقدت القرار وطالبت بالغاءه. حيث يتبع الفيصلان وزارة الدفاع في ذات الحكومة.
دفاع الحكومة المؤقتة وهي التابعة للائتلاف عن الفصيلين المشمولين بالعقوبات يعطي ثقة لقادة هذه الجماعات بالمضي في تجاوزاتهم وأنّ هنالك مؤسسات تقف لجانبهم.
إضاقة لذلك توجد أسباب متعددة ستحوال دون نجاح إستراتيجية هذه العقوبات. و لن تمنع هؤلاء من ارتكاب المزيد من العقوبات.
قادة هذه الميليشيات يجيدون التهرب من العقوبات بمفردهم وبمساعدة تركيا وقطر، فقد أنشأوا محاور وشبكات متعددة من الأفراد والشركات في جميع أنحاء تركيا كمصدر ثراء اضافة لذلك فإنّ اقتصاديات هذه الميليشيات تعتمد على تجارة المخدرات، واردات المعابر عمليات الخطف مقابل الفدية والاستيلاء على أملاك وعقارات وأراضي أهالي عفرين وغير ذلك من وسائل الكسب الغير مشروع كما وأنّ كل من محمد الجاسم و سيف بولاد يعتبران الذراع اليمنى لزعيم تنظيم “تحرير الشام” التي تشيطر على إدلب.