تنظيم “الدولة الإسلامية” يختطف أكثر من 153 طفلا من كوباني … كانوا عائدين إلى بيوتهم في كوباني، قادمين من مدينة حلب بعد تقديمهم امتحانات الشهادة الإعدادية

أطفال كوباني أثناء تواجدهم في سجون داعش بمنبج

بتاريخ 29 مايو / أيار 2014 قام التنظيم باعتقال 153 طالبا تتراوح أعمارهم بين 14 إلى 16 سنة، حين كانوا عائدين إلى بيوتهم في كوباني، قادمين من مدينة حلب بعد تقديمهم امتحانات الشهادة الإعدادية، تعرض الطلاب، للتعذيب على يد مقاتلي تنظيم “داعش” الذين احتجزوهم خلال عودتهم من المدرسة. وأجبر الطلاب على مشاهدة مقاطع فيديو لقطع رؤوس كما تم ضربهم بخراطيم المياه والكابلات الكهربائية.

كان جميع الأطفال أكرادا وبلغ عددهم 153 تتراوح أعمارهم بين 14 إلى 16 اختطفهم تنظيم داعش في 29 مايو / أيار عام 2014، حين كانوا عائدين إلى بيوتهم في كوباني قادمين من مدينة حلب بعد الانتهاء من تقديم امتحانات الشهادة الإعدادية. أطلق داعش سراح آخر 25 طفلاً في 29 أكتوبر/تشرين الأول. وتكشف مقابلات أجريناها مع عدد منهم أنهم تعرضوا للضرب المتكرر بخراطيم المياه والكابلات الكهربائية، كما تمّ إجبارهم على مشاهدة أشرطة الفيديو لقطع الرؤوس وهجمات داعش.

أوقف تنظيم داعش حوالي 250 من الطلّاب الكرد من كوباني أول الأمر، أثناء عودتهم إلى منازلهم بعد امتحانات المدارس المتوسطة في مدينة حلب في 29 مايو/أيار. وأطلق تنظيم داعش سراح جميع الفتيات، حوالي 100، في غضون ساعات قليلة، لكنه أبقى على 153 من الصبية في مدرسة في بلدة منبج، التي تقع على بعد 55 كيلومتراً جنوب غرب كوباني.

فر حوالي 50 من الأولاد أو أُطلِق سراحهم في الفترة بين يونيو/حزيران وسبتمبر/أيلول، كما جرى تبادل نحو 15 منهم مقابل مقاتلين من داعش كانت تحتجزهم وحدات حماية الشعب. أطلق داعش أواخر سبتمبر/أيلول 75 من الصبية المتبقّين. وأداعش داعش سراح آخر 25 صبياً في 29 أكتوبر/تشرين الأول 2014.

ضرب حراس داعش في مدرسة منبج الأطفال الذين حاولوا الفرار، أو من كان ضعيفاً في الدروس الدينية الإلزامية، أو فعل أي شيء آخر ينظر إليه من قبل خاطفيهم على أنه سوء تصرّف.

قال أحد الصبية والبالغ 15 عاماً: ” طلب تنظيم داعش منا عناوين عائلاتنا وابناء العم والخال والأعمام والأخوال، قائلين: ’عندما نذهب إلى كوباني سنجدهم ونقطّعهم‘، كانوا ينظرون إلى وحدات حماية الشعب على أنّهم كفّار”.

قال الصبي البالغ من العمر 15 عاماً إنّ حراسا من داعش استخدموا كابلا كهربائيا لضرب الأطفال على اليدين والظهر وباطن الأقدام، وخاصة عندما يسيئون التصرف، ووصف إحدى الوقائع: “تمتم أحد الأطفال قائلاً “يا أمي!” فتمّ وضعه في غرفة مجموعة أخرى، وتعليقه من يديه بعد أن ربطوهما خلف ظهره، وإحدى قدميه مربوطة بيديه، وقالوا إنه يجب إن ينادي على الله وليس والدته.

قال الفتيان الأربعة إن داعش قسّم الأطفال إلى ثماني مجموعات، كل مجموعة تنام في أحد صفوف المدرسة. استلم كل طفل ثلاث بطانيات: اثنتان لوضعهما على الأرض للنوم وواحدة كغطاء، وسمح الحراس لهم بالاستحمام مرة واحدة كل أسبوعين، وقدّموا الطعام مرتين يومياً لكنهم لم يسمحوا للأطفال باللعب في الخارج بعد هروب بعضهم.

قال الأطفال إنهم حصلوا على زيارات ومكالمات هاتفية قليلة جداً من ذويهم. كانوا أيضاً ممنوعين من التحدث بالكُردية.

وصف الأطفال جميعاً إجبارهم على الصلاة خمس مرات في اليوم والخضوع لتعليم ديني مكثف، كما أجبرهم المدرّسون على مشاهدة مقاطع فيديو لمعارك داعش وقطع رؤوس الأسرى.

قال الأطفال إن الحرّاس ومدرّسي الدين في المدرسة كانوا خليطاً من العرب السوريين ومن الأردن وليبيا وتونس والمملكة العربية السعودية، وكان السوريون الأقسى في الضرب، وخاصة رجل يدعى أبو شهيد، من قرب حلب.

تحدث أحد الصبية ويبلغ 16 عاماً، بتفصيل أكبر الضرب المتكرر: تعرض للضرب أولئك الذين لم يتوافقوا مع برنامج التدريس، وضربونا بخرطوم أخضر أو كابل ثخين بداخله سلك معدني، ضربونا أيضاً على أخمص أقدامنا، واستخدموا إطارات السيارات في بعض الأحيان. وضعوني مرة داخل إطار وضربوني. كانوا يختلقون الأعذار في بعض الأحيان ليضربونا من دون سبب، وكان الحراس السوريون الأسوأ وأقساهم في الضرب. أجبرونا على تعلم آيات من القرآن، وضربوا أولئك الذين لم يتمكنوا من التعلم، وساءت معاملتهم لنا وعاقبونا جميعاً وأعطونا كمية أقل من الطعام عندما حاول بعض الصبية الفرار.

قال الصبية الأربعة إنّ أحدا لم يخبرهم بسبب الإفراج عنهم عدا أنّهم انتهوا من دروسهم الدينية. أعطوهم 150 ليرة سورية (دولار أمريكي واحد) وقرص مدمج (دي في دي) يحتوي على مواد دينية وأطلقوا سراحهم.

شهادة وثقها أحد الأطفال المعتقلين “محمد تمو” : قام عناصر داعش بقيادة الحافلات التي كان من المفترض أن تتابع طريقها إلى كوباني، دون ان ندري الى أين ستتجه بنا..دخلنا مدينة منبج، وصلنا الى جامع قديم يقع في وسط أحد احياء المدينة، حيث انزلونا من الحافالات، طلبوا منا الوضوء والجلوس) يتابع تمو : بقينا فترة في المسجد، ثم قاموا باعادتنا للحافلات مجددا.. وبدأنا نتساءل : (( الى اين ستأخذوننا ))، فصرخوا في وجوهنا بأن نتوقف عن الكلام باللغة الكردية، وامطرونا بكلمات قاسية بذيئة، مليئة بالإهانات، وصلنا الى شارع فيه عدة مدارس، ففتحوا الأبواب، ودخلت الحافلات، وتوقفت في باحة المدرسة، نزلنا منها طلبوا منا الاصطفاف كمجموعات، كل مجموعة اثنا عشر شخصاً ).

يضيف : ( كانت الايام البطيئة تمر علينا، ونحن في السجن، وسط اجواء مأساوية مشحونة بالروتين والبرنامج اليومي والمصير المجهول، من الصلاة وتناول الطعام والدروس، جميعها في اوقات محددة، ونحن اسرى لدى داعش، رغم وجودنا نحن الطلاب معاً، إلا ان حريتنا مقيدة داخل اسوار مدرسة حولوها الى سجن، وببرنامج يومي لا يتغير، وان حاولنا فعل شيء، مخالف لخططهم وبرامجهم كان مصيرنا التعرض لعقاب شديد ابسطه واحلاه الجلد بالسياط بطريقة وحشية ).

 الدكتور اذاد والي الذي اعتقل في 21 آب 2014 من قبل مسلحي داعش في منبج
الدكتور اذاد والي الذي اعتقل في 21 آب 2014 من قبل مسلحي داعش في منبج

وفي فترة احتجاز الطلاب ، تمكنا أحد أطباء مدينة منبج وهو مدير مشفى الأمل رئيس الطبابة الشرعية في منبج “الدكتور آزاد خشمان والي” من زيارتهم والتقاط عدد من الصور معهم ، وطمأنة عوائلهم.. لكن الدكتور آزاد بنفسه اعتقل من قبل داعش في 21 آب 2014 وتم قتله تحت التعذيب.

تؤكد شهادات أن داعش احتجز بالإضافة إلى الأطفال المختطفين في شهر مايو/أيار، أطفالاً آخرين وبالغين من الذكور والإناث المدنيين من القرى القريبة من كوباني، واحتجزوا بعضهم على ما يبدو كرهائن للمساومة من أجل الافراج عن مقاتلين من داعش تحتجزهم وحدات حماية الشعب.

قالت امرأة وزوجة ابنها من قرية عفتار قرب كوباني تم مقابلتهما سويةً، إن تنظيم داعش احتجز رجلين و12 من النساء والأطفال بعد أن سيطر على القرية في 21 مايو/أيار.

وقالت زوجة الابن البالغة 20 عاماً إنها كانت واحدة من المحتجزين الذين أُطلق سراحهم، وقالت إن داعش احتجر 14 شخصاً في منبج، وقالت إن امرأة أنجبت طفلاً أثناء احتجازها وأخذها حراس داعش إلى المستشفى للولادة.

قال أحد أقارب اثنين من المحتجزين إن تنظيم داعش احتجز سبعة رجال مدنيين عندما سيطر على قرية ميناس قرب كوباني في بداية أكتوبر/تشرين الأول، وإن ثلاثة من الرجال المحتجزين كانوا قد ظلوا في القرية عند دخول داعش. كما قال إن أربعة آخرين، بينهم اثنان من أعمامه، عادوا بعد وصول داعش لإحضار بعض الممتلكات الشخصية، وقال الرجل إنّه اتصل بأحد أعمامه وتحدث معه لفترة وجيزة بعد أن تم القبض عليه.

قال مزارع يبلغ من العمر 40 عاماً من قرية حلنج إنّ داعش اختطف أربعة من أبناء أخيه، أعمارهم 16 و17و18 و27 أو 28، في أواخر فبراير/شباط بينما كانوا يقودون سيارتهم عبر الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم في طريقهم إلى كُردستان العراق. وقال إن العائلة وجدت سيارتهم في مكان يدعى عالية على طريق حلب-الحسكة على بعد 10 كم غرب تل تمر، وأضاف: “كانت هذه المنطقة تحت سيطرة داعش وليس لدي أي شك في أن داعش اقتادتهم لغرض إخافة الناس وإرهابهم”.

والرجال الأربع من بين نحو 160 من الرجال والصبية الذين اختطفهم داعش من نفس الموقع في أواخر فبراير/شباط، بينما كانت المجموعة مسافرة إلى كُردستان العراق من أجل العمل.

للمتابعة :
-في يوم 21 تموز 2013, قام تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) والكتائب الإسلامية المتحالفة معه بحملة الاختطافات طالت مئات المدنيين الكرد في منطقة تل أبيض التابعة لمحافظة الرقة في سوريا.
-اختطف تنظيم داعش يوم 16 آب 2013 في قرية حويجة في المنطقة التي تسمى سكيرو في ناحية سلوك التابعة لمنطقة تل أبيض في محافظة الرقة كل من عمال الحفارات: محمد إمام محمد, فاروق إمام محمد, نيجرفان محمد مع حفارتهم, وكذلك في شهر تموز 2013 تم -اختطاف المواطن الكردي محمود مسي آيبه من قرية خراب موس من منطقة كوباني ، بالقرب من كازية الاتحاد الفلاحين في ناحية عين عيسى التابعة لمنطقة تل أبيض في محافظة الرقة.
-بتاريخ 24 آب 2013, اختطف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) الناشط الإعلامي محمد ويس مسلم (23 سنة) بالقرب من مدينة الرقة في سوريا, أثناء سفره من منطقة كوباني لإتباع دورة إعلامية في إقليم كردستان العراق, وكان ذلك بدعوة رسمية من وزارة الثقافة التابعة للإقليم.
-منذ شهر كانون الثاني 2014, اختطف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) العشرات من المواطنين الكرد المدنيين في مدينة منبج، وعرف من بين الذين ما زالوا رهن الاختطاف لدى تنظيم داعش على سبيل المثال: حسين رشو, علي عثمان, مصطفى حج أحمد, جزائر دالي, مسلم نبي حجو, نبو بركل سعدو, ياسر عارف, شاهين قباط.
-بتاريخ 19 شباط 2014, اختطف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) حوالي 160 مواطناً كردياً على الطريق الدولي بين محافظتي حلب والحسكة وضمن حدود محافظة الرقة وغربي ناحية تل تمر بحوالي 20 كم بالقرب من قرية عالية, كانوا في اثني عشرة ميكروباص متوجهين من مدينة كوباني إلى إقليم كردستان العراق بحثاً عن فرص العمل، أفرج عن البعض منهم, وعرف من بينهم على سبيل المثال: تحري عبدالله عبدي, نقشي فخري, خليل محمد عبدي, محمد خان بالي, أدهم علي, مصطفى علي, غالب مصطفى بالي, محمد خان عبدالرحمن, محي الدين محمد مسلم ….الخ.
-بتاريخ 7 أيار 2014, اختطف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) حوالي 30 موظفاً من مدرسي وموظفي الدوائر الرسمية في منطقة كوباني بالقرب من مدينة منبج أثناء عودتهم من مدينة حلب بعد استلامهم لرواتبهم من مدينة حلب في سوريا وعرف من بينهم على سبيل المثال: عبدالحميد حسن, صبري عبدي, عصمت عبدو العلي, محمود عبدو, عبدالقادر زيتو, موسى العلي, محمود بدران ….الخ..
-بتاريخ 29 أيار 2014, اختطف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) بالقرب من مدينة منبج 153 طالباً كردياً من منطقة كوباني أثناء عودتهم من مدينة حلب بعد انتهائهم من تقديم امتحانات الشهادة الإعدادية في مدينة حلب, كانوا ضمن 11 حافلة صغيرة متوجهين من مدينة مدينة حلب إلى منطقة كوباني وتتراوح أعمارهم ما بين 13-15 سنة, وكان التنظيم المذكور يحاول استخدام هؤلاء الطلاب الكرد المعتقلين لتبادلهم مع مقاتلين المحتجزين من قبل وحدات حماية الشعب, وعرف من بين الطلاب المعتقلين على سبيل المثال: زيوار حجي, آذاد عنتر نعسان, مروان حسين, محمد تمو, مراد مراد, شيرو مصطفى خانو ….الخ, وبعد هجوم داعش على مدينة كوباني بفترة, أفرج عن جميع الطلاب.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك