تعاني سوريا منذ سنوات طويلة من آثار الحرب الدائرة فيها، ومن بين الأضرار التي تعاني منها الأراضي الزراعية والمدنية هي وجود الألغام والأسلحة غير المنفجرة في تلك المناطق. ومع تزايد حوادث الانفجارات التي تسفر عنها هذه الألغام، فإنّ الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وفعالة لإزالة تلك الألغام أصبحت ملحة.
ومع ذلك، فإنّه لم يتم بذل حتى الآن جهود كافية لإزالة تلك الألغام والأسلحة غير المنفجرة من المناطق المتأثرة في سوريا، سواء في المناطق الزراعية أو الحضرية. وعلى الرغم من أنّ هناك بعض المنظمات المحلية والدولية التي تعمل على تنفيذ بعض العمليات الصغيرة لإزالة الألغام، إلا أنّها لا تتمكن من التغلب على الكميات الهائلة من الألغام التي مازالت موجودة في سوريا.
ويظل هنالك الآلاف من المدنيين الذين يعيشون في تلك المناطق الذين يتعرضون للخطر الدائم من انفجارات الألغام والأسلحة غير المنفجرة، وهذا يشكل تهديداً كبيراً لحياتهم وأمنهم. وتشير التقارير إلى أنّ العديد من حوادث الانفجارات التي وقعت في الأشهر الأخيرة نتجت عن عدم تمكن السكان المحليين من التعرف على الألغام والأسلحة غير المنفجرة وتجنب الأماكن التي يوجد بها تلك الألغام.
وبالنظر إلى الوضع الراهن، فإنّه يتعين على الحكومة السورية والمجتمع الدولي بذل المزيد من الجهود لإزالة الألغام والأسلحة غير المنفجرة من تلك المناطق.
وهذا يشكل تهديداً خطيراً لحياة المدنيين الذين يعيشون ويعملون في هذه المناطق، وخاصة الأطفال الذين يمكن أن يلعبوا بالألغام الغير منفجرة دون معرفة خطورتها. ولذلك، فإنّه يجب على الجهات المسؤولة أن تقوم بالإجراءات اللازمة لإزالة الألغام وتنظيف المناطق المتأثرة في أسرع وقت ممكن، وتقديم الدعم اللازم للمدنيين الذين تضرروا جراء هذه الألغام.
علاوة على ذلك، يجب على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته ودعم جهود إزالة الألغام والأسلحة غير المنفجرة، وتقديم المساعدة اللازمة للمدنيين المتضررين منها. وينبغي أيضاً التركيز على التثقيف والتوعية بخطورة الألغام والأسلحة غير المنفجرة، وذلك لتجنب وقوع حوادث مماثلة في المستقبل.
إنّ إزالة الألغام والأسلحة غير المنفجرة في سوريا يجب أن تكون أولوية قصوى، ويتعين على الجهات المسؤولة توفير الدعم اللازم والتعاون مع المجتمع الدولي لإنقاذ الأرواح المحتملة والحد من مخاطر هذه الألغام.