فصل جديد من المآسي التي تلاحق السوريين، حيث توفي العشرات إثر غرق قارب كان يقلهم قبالة السواحل الليبية، في أثناء محاولتهم العبور باتجاه الشواطئ الإيطالية طلباً للجوء.
وبلغ عدد ضحايا غرق القارب 25 مهاجراً سورياً، فقدوا حياتهم؛ نتيجة غرق مركبهم في البحر المتوسط بالقرب من مدينة طبرق الليبية؛ خلال توجه المهاجرين إلى إيطاليا.
وتم التعرف على عدد من الضحايا وهم: حجي ويسو أحمد (29 عاماً) وشقيقه محمود ويسو أحمد (30 عاماً) وزوجته بيريفان محمد فتحي (27 عاماً) وأولادهم؛ ألند (7 أعوام) ولفند (5 أعوام) وفؤاد (4 أعوام) وهم من قرية بير مامي جنوب شرقي مدينة كوباني، وبكر محمود (30 عاماً) من قرية قجك شرقي في ريف كوباني، بالإضافة إلى شخصين آخرين من القرية نفسها، لم نتمكن من الحصول على اسميهما، إلى جانب شخص آخر من المفقودين من مدينة كوباني.
و من بين المفقودين امرأة عفرينية وابنتيها من قرية ميدان اكبس ( الأم عايدة حميد آغا والبنات: آية محمد، ديانا محمد ) كانوا يقيمون في حلب الشيخ مقصود، انتقلوا إلى لبنان. الأب بقي في لينان، أمّا الأم وابنتاها توجهوا إلى ليبيا أملا في الوصول إلى ايطاليا، فيما لايزال مصير الآخرين مجهولاً.
شهادات لناجين من الغرق:
يروي أحد المهاجرين العالقين في ليبيا تفاصيل عن غرق القارب ووفاة المهاجرين، وتحدث عن الوضع المأساوي للمهاجرين حيث يتم تجمعيهم لأشهر في مستودعات أشبه بسجون سرية مغلقة من قبل مهربي بشر وعصابات تتاجر بالبشر. يقول ” هنالك عدة مستودعات اعتقال في كل واحد منها أكثر من 600 مهاجر من جنسيات مختلفة، منهم سوريون”
ويروي المهاجر السوري تفاصيل عن أوضاعهم حيث كشف عن وجود المئات من المهاجرين في مستودعات مغلقة لا يمكن لأحد الخروج منها، أو الاتصال مع أي شخص في الخارج، وأنّ السماسرة وتجار البشر يتحكمون بمصير هؤلاء، حيث يتم، بعد الحصول على آلاف الدولارات منهم أو من ذويهم، تجميعهم في قوارب مهترئة للإبحار مسافة 4 حتى 10 كيلومترات للوصول إلى سفن أكبر في قعر البحر للإبحار عبرها مدة قد تصل من7 إلى 20 يوما حتى الوصول إلى السواحل الإيطالية في حال نجاتهم.
أضاف المهاجر السوري أنّ المهربين قاموا بتحميل أكثر من 40 شخص في القارب الذي غرق رغم أنّ القارب يستوعب أقل من 20 شخص وبعد دقائق من الابحار انقلب بهم القارب (البلم) الذي كان من المتأمل أن يصل إلى سفينة كانت تنتظرهم على بعد كيلومترات في عرض البحر. يضيف “الحمولة الزائدة أدت إلى انقلاب القارب ووفاة غالب المهاجرين”.