هل تهديدات أردوغان بغزو شمال سوريا تصب لصالح حكومة الرئيس السوري بشار الأسد؟

هل سيغزو أردوغان شمال سوريا
يواصل أردوغان منذ 19 نوفمبر الجاري قصفا جويا ومدفعيا وصاروخيا مكثفا يستهدف المدن والبلدات السورية مركزا على تدمير البنية التحتية… مع التلويح بتنفيذ عملية برية.
سؤال: هل سينفذ أردوغان تهديده بغزو يشمل #كوباني #منبج #تل رفعت؟
الجواب: عملية كبيرة كهذه تحتاج من أردوغان إلى الحصول على الضوء الأخضر من قوتين عظميين متواجدين عسكرياً في سوريا، وهما الولايات المتحدة وروسيا، وإلى رضا إيران وهذا حتى الآن لم يتحقق.
سؤال: هل من ضوء اخضر امريكي لتنفيذ هجوم بري محدود؟
الجواب: لا … الولايات المتحدة اعتبرت الهجوم التركي يستهدف جنودها ويعرقل الحرب ضد داعش ويهدد الاستقرار في المنطقة.
سؤال: هل من ضوء أخضر روسي لتنفيذ هجوم بري محدود؟
الجواب:
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ينتظر من أردوغان تنازلات كبيرة تتعلق أولاً بفك الدعم عن هيئة تحرير الشام وميليشيا الجيش الوطني وفك الحصار عن سوريا والمصالحة مع الرئيس السوري بشار الأسد وهي شروط كان أردوغان قبلها لو استطاع فهو بحاجة للكثير من الوقت لتنفيذ شروط بوتين والتعهد بتنفيذ ذلك لاحقا ليس مفيدا لموسكو، لذا بوتين لن يعطي الضوء الأخضر لتوغل تركي.
سؤال: هل من ضوء اخضر إيراني لتنفيذ هجوم بري محدود؟
الجواب: إيران لديها نفوذ كبير في منطقة تل رفعت وأي تحرك هناك يلزم موافقتها أولاً نظرا لتأثير أي تطور عسكري على مدينتي نبل والزهراء الشيعيتين. كما أنّ المرشد الإيراني، علي خامنئي، قد حذر أردوغان-زاره لنيل الموافقة على احتلال بلدة تل رفعت في تموز- من خطورة القيام بعملية عسكرية شمالي سوريا وأغلق في وجهه الباب.
سؤال: ما هو موقف دمشق ولماذا هي صامتة؟
الرئيس السوري بشار الأسد قال في عدة مناسبات سابقا: إنّ أردوغان ينفذ الأوامر، ولا يستطيع التحرك إلا برضا أمريكا وروسيا.
أضف أنّ القيادة السورية تدرك ورطة أردوغان وإلحاحه على المصالحة التي يراهن عليها أردوغان كورقة انتخابية. كما أنّ وسائل إعلام روسية نشرت اليوم مفاده أنّ الرئيس الأسد رفض مقترحا من أردوغان تضمن ارسال وفد رسمي للقائه.
كما يجد أردوغان في الكرد تهديداً لأمنه القومي، فإنّ الرئيس الأسد يجد في الجماعات المسلحة والغير مسلحة في تركيا وضمن المناطق المحتلة تهديدا يجب إزالته أولاً.
بمعنى سوريا لن تمنح أردوغان الراغب في المصالحة شيئا قبل أن تحصل منه على كل شيء.
ماذا يريد الأسد من أردوغان لإكمال التطبيع ؟
يدرك أردوغان تماما أنّ التطبيع مع دمشق غير ممكن بدون القضاء على التهديد الذي تشكله “منطقة النفوذ التركية” (مناطق سيطرة الجيش الوطني، هيئة تحرير الشام) في الأراضي السورية. وفي واقع الأمر، فإن وزارة الخارجية السورية ربطت التطبيع بـ “برنامج أنقرة للانسحاب التدريجي للجنود الأتراك والسماح بهيمنة الجيش السوري.
سؤال: هل مزاعم ربط الهجوم التركي بتفجير شارع تقسيم صحيحة وما علاقته بالانتخابات؟
الجواب: لا طبعا. أنّ الحكومة ستستخدم هذا الهجوم كأساس لسياساتها قبل الانتخابات كما حدث سابقا في انتخابات (2015، 2017، 2018، 2019) والتي سبقتها حروب افتعلها أردوغان ولكن من غير المرجح أن تحقق الحكومة نفس النتيجة.
أردوغان يطمح عبر القصف والضغط الاعلامي لتليين موقف الكرد في تركيا عبر مفاوضات سيخوضها مع اوجلان لكسب أصوات أنصاره في الانتخابات المقبلة سيبدي التودد له أولاً في التسريبات الإعلامية ستشهدون ذلك قريبا. أردوغان يدرك تماما أنّه لن يكسب الانتخابات دون أصوات الكرد ويدرك أيضاً أنّهم لن يمنحوه هذا الشرف دون تنازلات جبارة وتغييرات جذرية.
أضف أنّ منفذة التفجير من عائلة داعشية، أخوها قيادي في الجيش الوطني يعمل تحت امرأة اقرب واحب حلفاء أردوغان ومخابراته واسمه أبو عمشة، قامت تركيا مؤخرا وبعد كشف هويته بنقله من عفرين الى منزل آمن في اسطنبول.
المعارضة قبل يومين قدمت مقترح لإجراء تحقيق في هجوم تقسيم. تم رفض الاقتراح من قبل حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية.
أضف أنّ السلطات التركية حظرت تداول القضية بعدما تكشفت الخديعة واستثنت فقط الإعلام الموالي.
أردوغان لا يخفي مطامعه في الأراضي السورية، عبر تشكيل حزام بعمق 30 كم يكون خاضع لاحتلالها مباشرة.
سؤال: هل سيغامر أردوغان بهجوم بري رغم كل شيء؟
الجواب: أعتقد أنّه بالنظر إلى التوغلات التركية السابقة في شمال سوريا، هذه المرة، لا يبدو أنّ شيئاً ما يتقدم يسير وفق ما خطط له أردوغان. عادة ما تأتي التوغلات التركية بعد يوم أو يومين من القصف عبر الحدود بضربات المدفعية والطائرات، ثم يتحرك الجيش وهو مالم يحدث حتى الآن.
سؤال: ماذا تريد روسيا من تركيا في سوريا حتى الآن؟
الجواب: لا شك أنّ كل مافعله أردوغان في سوريا منذ الاعتذار عن اسقاط طائرة سوخوي 2016 خدم الرئيس بشار الأسد..التسويات والمصالحات وتسلم المدن بدءا من حلب الشرقية ونقل المسلحين ولقاءات الاستانة وترويض الجماعات المسلحة.
تريد روسيا أكثر من ذلك فالمناطق التي تحتلها تركيا الآن بدءا من إدلب إلى رأس العين هي تحصيل حاصل… لكن روسيا تود استخدام تركيا في ضرب التواجد الأمريكي في شمال شرق سوريا وتحجيم نفوذه عبر استهداف قسد وهو ما يظهر تماما حينما تعرض روسيا شروطها على قسد المتعلقة بالانسحاب 30 كم من الحدود ونشر قوات الفيلق الخامس الموالي لروسيا كي يتوقف التهديد التركي.
سؤال: هل ستعود تركيا الى الساحة الدولية كقوة اقليمية وهل سيفوز نظام أردوغان؟
الجواب: لا ..
رغم تودد أردوغان لكل من إسرائيل ومصر والإمارات والسعودية وسوريا لكن الضرر الذي انتجه أكبر من الإصلاح
أنهى هذا النظام نفسها داخليا وخارجيا وبات مصدر إزعاج وهو داعم للإرهاب ومتورط في انتهاكات لا تحصى باقتصاد مدمر.
أخطاء السياسات التركية تسببت في خسارة تركيا خاصة في الاقتصاد والسياسية في ملفات بحر إيجة/ البحر المتوسط ​​واليونان وسوريا وليبيا والعراق ومع الولايات المتحدة وأوربا. وصل معظمها الآن إلى مستوى لا يمكن إصلاحه.
نظام أردوغان كانت سياسته الخارجية قائمة على الابتزاز، حينما كان يواجه توتراً مع روسيا، يلجأ إلى الولايات المتحدة، وعندما يواجه مشاكل مع الولايات المتحدة، يتوجه إلى موسكو، والعلاقات مع أوروبا تقتصر فقط على التجارة وابتزازها بورقة اللاجئين السوريين، والذهاب لأي منطقة فيها مشاكل وتوترات بأدوار خبيثة لكن كل هذا بات مكشوفا ونظام أردوغان خاضع للعقوبات من الجميع ومصدر إزعاج للجميع.
سؤال: من المستفيد من التهديدات/الهجمات التركية؟
الجواب: دون شك الرئيس السوري بشار الأسد، فهو يرغب في تفكيك القوى الثلاث التي تقف عقبة في اكمال سيطرته على البلد وهم: قوات سوريا الديمقراطية، الجيش الوطني السوري، هيئة تحرير الشام.
التهديدات التركية تحقق هدفاً من 3 أهداف.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك