شهادات مروعة من مهاجرين سوريين القتهم السلطات الجزائرية في صحراء النيجر في ظروف مميتة

قال أحد المهاجرين السوريين العالقين في صحراء النيجر أنّ وضعهم مأساوي وظروفهم سيئة للغاية ولم يعد يمتلكون أيّة أموال تكفي لشراء الطعام والماء وهم بلا مأوى بعدما قامت السلطات الجزائرية بالقائهم في تلك المنطقة المعزلة الواقعة ضمن أراضي النيجر، في صحراء لا تتوفر فيها أيّة مقومات الحياة.

مسعود قادر وهو مهاجر سوري، وقع ضحية شبكات الإتجار بالبشر ناشد مختلف المنظمات ذات الشأن والإدارة الذاتية (سوريا) و حكومة اقليم كردستان(العراق) بالتدخل لإنقاذهم من الموت وصرح بأنّ أعدادهم تتجاوز الـ 62 مهاجراً كلهم سوريين، منهم 50 من مدينة كوباني (ريف حلب) وأنّ هنالك نساء وأطفال معهم.

وتحدث مسعود قادر عن اعتقالهم في مدينة مستغانم بتاريخ 15 أكتوبر الجاري من قبل السلطات الجزائرية برفقة العديد من المهاجرين السوريين، وأنّهم طالبوا السلطات بحمايتهم لكونهم مهاجرون وهاربين من الحرب الأهلية في سوريا إلا أنّ السلطات الجزائرية رفضت النظر في لجوئهم وفرضت غرامة 250 يورو على كل مهاجر، وقامت بالاستيلاء على هواتفهم وما معهم من أموال وكل مقتنياتهم الشخصية ثم القتهم بعد مسيرة 3 أيام بلياليها بشكل متواصل عبر شاحنات سيئة للغاية وطرق وعرة وصعبة في تلك المنطقة المعزولة وهم بلا طعام وماء وبلا هواتف وأموال والمنطقة تبعد حوال 1700 كم عن مكان احتجازهم.

أضاف مسعود قادر، وهو يتحدث من قرية تمكن من الوصول اليها بعد مسيرة 30 كم مشياً على الأقدام، أنّ معهم نساء وأطفال وأنّهم شاهدوا خلال مسيرهم جثث لحيوانات توفيت نتيجة الجفاف والظروف الصعبة في هذه المنطقة، مؤكدا أنّهم لن يصمدوا لأكثر من يومين أو ثلاث أيام أخرى.

وكشف مسعود أنّه وقع مع آخرين ضحية شبكات الاتجار بالبشر وأنّه دفع ما مجموعه 26 ألف يورو لهم وهو الآن عالق في منطقة معزولة بلا ماء وطعام، وأنّ الكثيرين معه لهم نفس ظروفه.

أضاف مسعود أنّهم حاليا بحاجة إلى مبلغ 1200 يورو ليمكنوا من العودة إلى مدينة وهران أو مستغانم الجزائرية وأنّهم لا يملكون شيئا، رغم أنّ “المهرب” الذي كان من المفتر ض أن يتكفل بإيصالهم إلى اسبانيا عبر البحر مازال محتفظا بأموالهم لكنه يرفض دفع شيئا من تلك الأموال وإعادته لهم.

مسعود كشف كذلك أنّه وآخرين تلقوا تهديدات من عدد من المهربين بالقتل والخطف إن ظهروا على أي وسيلة إعلامية أو كتبوا شيئا في صفحات التواصل الاجتماعية وقال: إنّ هؤلاء المهربين هم أيضاً سوريون وذكر عدداً من الأسماء وأنّ هؤلاء استولوا على أموالهم ويهددونهم بالموت إن اشتكوا.

وأشار مسعود أنّ 55 مهاجراً سورياً مازالوا معتقلين في مدينة وهران ومهددين بالترحيل مطالباً مختلف الجهات بالضغط لإيقاف ترحيلهم الذي يشكل خطراً مميتا على حياتهم.

وأشار مسعود إلى وجود نساء حوامل وكبار في السن وأطفال وأنّ امرأة حامل ولدت في السجن في مدينة مستغانم.

ووجه مسعود مناشدة بضرورة التدخل لحمايتهم كلاجئين مهددين بالموت، مطالبا كذلك بحمايتهم من شبكات الإتجار بالبشر ومحاسبة المسؤولين.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك