تحول الترحيل القسري إلى سلاح بيد سلطات اقليم كردستان يشهره بوجه الصحفيين الأجانب الذين يرغبون في التوجه إلى شمال سوريا والإطلاع على أوضاع المنطقة وأحوال الناس في ظل تهديدات يطلقها الرئيس التركي رجب اردوغان بغزوها.
وتشكل قضية ترحيل الصحفية الهولندية فريديريك غيردينك أحدث حلقة في مسلسل التضييقات التي يتعرض لها الصحفيون الذين لديهم تقارير تنتقد السياسة التركية في سوريا ودعمها للتطرف وسبق أن كتبوا مقالات ونشروا دراسات تكشف جرائم حرب نفذتها تركيا وجماعاتها المسلحة بحق السكان في شمال سوريا.
وكانت الصحفية الهولندية فريديريك غيردينك قد أعلنت، مساء الأربعاء، أنّ سلطات كردستان اقتادتها إلى مطار أربيل تمهيدا لطردها من الإقليم، متّهمة حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالوقوف خلف طردها.
BREAKING
i'm deported from the kurdistan region in iraq. i almost crossed the border into northeast-syria when suddenly atmosphere changed, i was put in a car with police and brought to erbil airport, where i'm now. persona non grata. erdoğan's arm is long. #journalismisnotacrime— Frederike Geerdink (@fgeerdink) July 13, 2022
وقالت فريديريك غيردينك في تغريدة على تويتر “أنا مطرودة من إقليم كردستان في العراق، لقد وُضعت في سيارة برفقة الشرطة وتمّ نقلي إلى مطار أربيل حيث أنا الآن”.
وتابعت الصحفية الهولندية في تغريدتها “أنا شخص غير مرحّب به. ذراع أردوغان طويلة”.
وبحسب التغريدة فإنّ الصحفية كانت في طريقها إلى كوباني في شمال شرق سوريا حين تمّ توقيفها مباشرة قبل أن تعبر الحدود عبر معبر فيشخابو باتجاه شمال سوريا.
اضافت “من المحزن حقّاً أنّ سلطات الإقليم الكردي في العراق تخاف إلى هذه الدرجة من امرأة تحمل قلما”.
وقالت إنّ الصحفيين المحليّين في إقليم كردستان هم بدورهم “يتعرّضون للسجن أكثر من أي وقت مضى”.
وسبق لغيردينك أن احتُجزت لمرتين خلال عام 2015 في تركيا ولاحقا أخلت السلطات التركية سبيلها بعد محاكمتها.
من جهتها، نقلت وكالة الأنباء الهولندية عن متحدّث باسم وزارة الخارجية قوله إنّ قنصل هولندا العام في أربيل “على اتّصال وثيق” بغيردينك.
وأضاف المتحدّث الهولندي “نعتقد أنّه يجب أن يكون الصحفيون قادرين على القيام بعملهم في أيّ مكان في العالم، ولهذا أكّدنا على أهمية حرية الصحافة”.
وبحسب الوكالة نفسها فإنّ السفير الهولندي في بغداد أجرى بدوره اتّصالا بوزير الخارجية العراقي لبحث قضية الصحفية الهولندية.
وفي مركز توثيق الانتهاكات نحث الحكومة العراقية وسلطات اقليم كردستان والحزب الديمقراطي الكردستاني بالتوقف عن إجراءات الترحيل واستخدام الترحيل كسلاح ضد الصحفيين الذين ينتقدون الحكومة التركية وجرائمها في سوريا. كما نحث على “احترام” و “المحافظة” على حرية الصحافة والتعبير.