عبرت عدد من نساء عفرين القاطنات في مناطق الشهباء بعد النزوح القسري لهم من قراهم ومدينتهم نتيجة “الغزو التركي”، عن سخطهم من ممارسات القوات المسلحة التركية والمجموعات السورية التابعة لها وعوائلهم حيث يتعاونون لما وصفوه بسرقة محاصيل الزيتون والرمان، والاستيلاء على منازلهم واراضيهم..وحرق الاشجار وقطعها.
أشجار الزيتون كانت مصدر رزقنا وتأمين مستقبل أولادنا
الأم نزيفة شاهين وهي من أهالي قرية كوباكة التابعة لناحية موباتا بلغت عمر الـ 70 عاماً، تقول إنّها قضت عمرها وهي تعتني بزراعة أشجار الزيتون ودفعت كل ما تملك لشراء أكبر حصة ممكنة لتؤمن مستقبل أولادها.
وتشير إلى أنّها في الوقت الراهن تعيش أيام صعبة بسبب ممارسات الاحتلال التركي الذي ينهب ويسرق تعب النساء اللواتي قضين عمرهن في العناية بأشجار الزيتون.
“نحن أصحاب الأرض وسنعود”
ومن جانبها تقول الأم صالحة محمد وهي من أهالي قرية خوزيونة في ناحية موباتا “كنا نعيش أنا وزوجي في القرية لوحدنا وفي كل عام وبعد تقديم الكثير من المجهود المادي والجسدي كنا نحصد موسم الزيتون ونستفيد منه من خلال تأمين مؤنة وتحضير أنواع متعددة من الزيتون بالإضافة إلى بيع الزيت لندبر أمورنا المعيشية إلا أن الاحتلال التركي قد حرمنا من ممتلكاتنا”.
وشجبت صالحة نهب مجهودهم قائلةً “نحن أصحاب الأرض من دفع الغالي والنفيس من أجل الاستفادة منها وتطويرها إلا أن الاحتلال التركي ينهب الآن تعبنا”.
الأم أمينة سيدو بدورها استنكرت هذه الأفعال وأكدت أن هدفهم هو تدمير ممتلكات المنطقة وتدمير ثقافة الشعب.
وكانت الفصائل السورية قد اصدرت بلاغا يقضي بأن تتسلم المجالس المحلية التابعة لتركيا في منطقة عفرين إنتاج بساتين الزيتون.
وفي تقرير سابق تم توثيق قيام عناصر من الفصائل بجني محصول الزيتون العائد ملكيته للمواطن القاضي عبد القادر عبد الرحمن و شقيقه محمود عبد الرحمن من أهالي قرية ميدانكي التابعة لناحية شران( حوالي 80 شجرة ) و لدى تسائلهم من حاجز السلطان مراد الموجود على مقربة من الأرض انكروا علمهم ومشاهدتهم لأي شخص بين الحقول رغم ان حاحزهم قرب الحقل ومرت السيارات في حاجزهم.
وشجب المواطنون في المنطقة استيلاء تركيا وأتباعها على موسم الزيتون العائد للأهالي، معبرين عن رفضهم القطعي لذلك. وقالوا إنّ “الاحتلال التركي يعمل على الاستيلاء ونهب كافة ممتلكاتهم، وهو الآن يستولي على موسم الزيتون وتسليمه للمجالس التي شكلها”.
وشجبت المواطنة مروش رشيد كلكاوي “المؤامرة” التي نفذت في عفرين والدول التي شاركت في احتلال عفرين، وأردفت “الأعمال التي نراها في عفرين خارج إطار الأخلاق والصمت الدولي المستمر يعتبر تشريعا لهذه الانتهاكات”.
وكانت هيئة الأركان العامة التابعة لـ “الجيش الوطني” حصرت مسؤولية قطف وعصر الزيتون في عفرين بالمجالس المحلية الخاصة بكل منطقة.
وقالت الهيئة، في بيان لها الأسبوع الماضي، إنّه على الفصائل تسليم قطاعات أشجار الزيتون العائدة للممتلكات العامة والخاصة للمجلس المحلي الخاص بالمنطقة.
وتحتل الزراعة المقام الأول لدى أهالي عفرين، وتسهم في تكوين الناتج المحلي بنسبة 70% من إجمالي إيراداتهم، ويبلغ عدد أشجار الزيتون حوالي 18 مليون شجرة، وتصل كمية إنتاج الزيت إلى 270 ألف طن في الأعوام المثمرة، كما توجد في المنطقة 250 معصرة زيت زيتون.