مأساة أخرى في الحرب السورية لعائلة تسبب صاروخ أطلقه الجيش التركي في تدمير حياة أفرادها، وضياع مستقبل من نجى من الموت.
تتذكر الأم جنات بكو (34) عاماً التي تعيش اليوم في منزل بائس بالآجار في حي الشيخ مقصود في مدينة حلب تفاصيل ما تسميه ب اليوم الأسود 15 آذار/ مارس 2018 هربنا من القذائف والصواريخ من منزلنا في بلدة جنديرس في ريف عفرين باتجاه المدينة، لتلاحقنا القذائف هناك أيضاً….حيث تعرض منزلهم لصاروخ أطلقته طائرة تركية، ليتحول إلى كتلة من الركام المختلطة بدماء أطفالهم … ابنتها الكبرى البالغة من العمر 9 سنوات تدعى (كورجين علي) استشهدت في القصف ولاحقا أخبروها إنّ المسعفين نقلوا جثمانها معهم ودفنوها في منطقة الشهباء في ريف حلب قرب مخيمات يقطنها أبناء عفرين المهجرين قسرا من مدينتهم. بقية الأبناء أصيبوا بجروح سببت لهم إعاقة دائمة .. ابنتها الصغرى ” آفرين” أصيبت بشظية في عامودها الفقري وتضرر نخاعها الشوكي بشكل بالغ وتسبب ذلك لها بشلل نصفي في الجزء السفلي من جسدها، فلم تعد قادرة على المشي والشعور.
تستطرد جنات قائلة “بعد أن تعرضنا بتاريخ 15 آذار/ مارس 2018، للقصف وأصيب أطفالي الصغار بجروح بليغة، نزحنا إلى مدينة حلب لمعالجة هؤلاء الأطفال، وكنتُ حينها حامل بأحد أطفالي الذي وُلد بعد مجيئنا إلى حلب، ابني الكبير مصاب بشظية في الرأس ولا يدرك ماذا يفعل، وهذا ما دفعه للقيام بحرق شقيقه الأصغر “خوشناف” ولم يكن حينها بوعيه وإدراكه، حيث أقدم على حرق الملابس التي كانت معلقة على الجدار، وتصادف وجود شقيقه الصغير البالغ من العمر آنذاك ثمانية أشهر، أسفلها والذي كان نائماً في سريره حينها وسقطت عليه قطع الملابس المحترقة مسببةً له بحروق من الدرجة الثالثة في وجهه ويديه”. الأبن الآخر “منذر” أُصيب بشظية في رأسه، وبترت ثلاثة من أصابع يده اليمنى وهو يفقد الوعي وعدواني وتصرفاته خارجة عن إرادته، فيما الطفل الصغير الرضيع خوشناف مصاب بحروق من الدرجة 3 في الوجه والأطراف.