جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تأكيد حكومته في ترحيل أكثر من مليون سوري زاعماً إنّ “دراسات مؤسساته تظهر أنّ عدد اللاجئين المستعدين للعودة الطوعية إلى سوريا أكثر من مليون بكثير”، وأضاف في كلمة خلال اجتماع الحكومة في المجمع الرئاسي في أنقرة الاثنين: “لا يساور أحد الشك أنّ عدد السوريين في بلادنا سينخفض إلى مستويات معقولة كلما وفرنا الإمكانات اللازمة للعودة الطوعية”.
وكشف أنّ تركيا تعمل على إنشاء 200 ألف وحدة سكنية في 13 منطقة على الأراضي السورية مطالبا بتمويل من منظمات إغاثية دولية”.
وأكد أنّ تركيا تبذل ما بوسعها لإبقاء نحو 4 ملايين سوري في الأماكن التي يتواجدون فيها وعلى رأسها إدلب بدعم من منظمات إغاثية دولية، وأضح أنّ استمرار التوتر في إدلب وغياب الأمن والأمان في مناطق أخرى حال دون انخفاض عدد السوريين في تركيا بشكل ملحوظ.
مزاعم تركيا في المنطقة الآمنة وترحيل السوريين يشجع دول الاتحاد الأوربي على إعادة السوريين المقيمين لديها:
يتابع مركز توثيق الانتهاكات ويرصد مختلف المواقف الدولية وتصريحات القادة الأتراك والمعارضة الذين حولوا قضية اللاجئين السوريين إلى دعاية وورقة انتخابية يحاول كل طرف استثمارها للفوز بأصوات الناس يترافق ذلك التحريض مع تصاعد النقمة والحقد على السوريين وزيادة العنصرية تجاههم وهو ما يمكن ربطه بكثرة حوادث الاعتداء عليهم في مختلف الولايات عدا التي يشكل فيها الكرد غالبية.
يجد باحثوا مركز توثيق الانتهاكات أنّ هناك “معوقات قانونية” أمام تنفيذ الخطة التركية سواء في تركيا أو في المناطق التي يزعم النظام التركي بأنّها آمنة. وإن مسألة إعادة مليون لاجئ ليس سهلا على الإطلاق وسيورط تركيا في اشكاليات عديدة خاصة أنّ المنطقة ليست آمنة وأنّ المدن التي تحتلها تركيا شمال سوريا سجلت فيها أرقام قياسية من الخطف والقتل والاغتصاب والاعتقال والتعذيب والاشتباكات بين الميليشيات المسلحة واقتتالهم اليومي، فهي مناطق ليست آمنة على الاطلاق.
أضف لذلك إنّ تلك المناطق والتي تشرف عليها تركيا، تشهد قصفا شبه يومي من الطيران السوري والروسي ويسقط ضحايا ولا توجد صيغة لوقف إطلاق النار أو حظر طيران.
باحثوا مركز التوثيق يعتقدون أنّ الخطوة التركية ستكون تبعاتها كارثية على السوريين الذين ستتم إعادتهم وتركهم فريسة للميليشيات المسلحة الغير منضبة التي سبقت واعتقلت المئات من الذين أعادتهم تركيا قسرا بعض منهم قتل تحت التعذيب وآخرون مازالوا مجهولي المصير والقليل منه أفرج عنهم بعد دفع فدية مالية كبيرة. الفدية باتت أحد أهم المصادر التي تمول عبرها الميليشيات نفسها. أضف لذلك إنّ المستوطنات التي سبق وأن تمت بنائها مهملة الخدمات والمرافق الصحية والخدمية وغير مجهزة بشكل صحي إضافة إلى أنّ الفساد في الجهات التي تبنت انشائها وتنفيذها جعلتها سيئة وانهارت الكثير من المنازل على رؤوس قاطنيها أو نتيجة الفيضانات والظروف الطبيعية.
أضف إنّ ملكية الأراضي التي تقام عليها المستوطنات تثير إشكالية، فهذه قضية ليست سهلة ستؤدي إلى تغيير ديمغرافي أو توطين وهو هدف تركي مضمر من خطتها حيث تسعى لتشكيل حزام حدودي ضمن ما يعرف ب مشروع اصلاح شرق الأناضول(للاطلاع على مشروع اصلاح شرق الاناضول اضغط هنا).
والأخطر من كل ذلك أنّ الدعاية التركية وتداول هذه الخطة يمكن أن تدفع الدول الأوروبية إلى إعادة لاجئين لديها، لا سيما وأنّ الدنمارك سبق وأن اتخذت قرارات مجحفة بحق السوريين متذرعة أنّ دمشق باتت آمنة والخطة التركية ستشجعها أكثر للمضي في خطتها وستشكل فرصة لبقية الدول مثل هولندا والمانيا والسويد والنروج وبلجيكيا وفرنسا لإعادة اللاجئين السوريين إلى تلك المناطق.
المناطق الخاضعة للاحتلال التركي في شمال سوريا ليست آمنة، على الإطلاق فهي مهدد من قبل النظام السوري ومن قبل الجماعات المسيطرة عليها بدعم تركي.