تواصل الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا تنفيذ المزيد من الاعتقال وخطف المدنيين، حيث زادت معدلات العنف والجريمة والاعتقال والخطف في منطقة عفرين وعموم المناطق التي تسيطر عليها القوات المسلحة التركية في شمال سوريا.
القوات التركية والجماعات السورية المسلحة المدعومة منها تواصل ارتكاب المزيد من الانتهاكات ولا يكترثون لدعوات وقف عمليات المداهمة اليومية واعتقال المواطنين وخطفهم بدافع الحصول على الفدية ومنع ذويهم من معرفة مكان احتجازهم أو أسبابه ورفض عرضهم على المحاكمة ومنعهم من توكيل محامي.
وشهدت المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا في شمال سوريا خلال شهر شباط 2022 اعتقال ( 155 ) شخصاً، من الذين تمكنا من توثيق أسمائهم، فيما العدد الفعلي أكثر من ذلك لا سيما أنّ هنالك أسماء تحفظت عائلاتهم على ذكرها، إضافة لحالات اعتقال لم نتمكن من الوصول إليها، كما وتم متابعة وتوثيق مقتل مدنيين تحت التعذيب، وحالات انتهاك متعددة.
وبات السائد في هذه المنطقة عمليات نهب منظّمة يومية، وعمليات الاستيلاء على منازل وممتلكات الناس ومواسم الزيتون، وقطع الأشجار وغيرها إضافة للاعتقالات التعسفية اليومية، وخطف الناس كرهائن مقابل فدية مالية، والتضييق على السكان.
إطلاق فوضى العسكر وعشرات المجموعات الإرهابية، هي سياسة تركية متعمّدة؛ لكنّها تتم بأيدي “الجماعات السورية المسلحة” تحت اسم “الجيش الوطني السوري” التابع للحكومة السورية المؤقتة / الائتلاف، فكل ذلك يجري تحت أعين القوات التركية ومشاركتها.
وتزامنا مع احتفال الكرد في سوريا بعيد نيروز، ذكر شهود عيان إنّ دوريات مشتركة تضم عناصر من الجماعات المسلحة الموالية لتركيا خرجت تجوب شوارع وأحياء مدينة عفرين، وعدد من القرى وتم توثيق اعتقال 12 مواطناً في مناطق متعددة من عفرين في محافظة حلب خلال الأيام الماضية بينهم امرأة، وذلك خلال حملة اقتحامات عشوائية لعدد من الأحياء، وجرى نقلهم إلى مراكز التحقيق والتوقيف المختلفة.
وعادة ما تتم الاعتقالات من المنازل التي يتم تكسير وخلع أبوابها، واقتحامها، وتفتيشها، ونهب محتوياتها، وتخريب ما تطاله أياديهم.
وفق إحصائيات رسمية فقد وصل عدد المعتقلين في عفرين وحدها منذ بداية العام 2022 إلى (155) شخصاً، بينهم (7) أطفال و (18) امرأة و 58 مريضاً منهم 39 شخصاً بحالة صحية سيئة، وهم بحاجة لتدخل طبي عاجل.
ومنذ التوغل التركي في سوريا، تم رصد مقتل وإصابة 8605 شخصاً / القتلى 2596 شخصاً / فيما وصل عدد المعتقلين إلى 8283 شخصاً منذ بداية التوغل التركي في شمال سوريا، أفرج عن قرابة 5630 منهم، فيما لايزال مصير البقية مجهولا. ووصل عدد الذين قتلوا تحت التعذيب في السجون إلى 175 شخصاً، كما ارتفع عدد اللاجئين السوريين الذين قتلوا برصاص الجنود الأتراك إلى 524 شخصاً، بينهم (101 طفلاً دون سن 18 عاماً، و67 امرأة).
كما تم التأكد من قبل مراقبي المركز بأنّ مسلحي فصائل الجيش الوطني ألزموا الأهالي على الخروج للاحتفال بعيد نيروز في 5 مراكز على الأقل، بغرض التقاط الصور ومشاهد الفيديو ، ويبدو أنّ عدد قليلا من الناس استجابوا للدعوة خشية الاعتقال التي تزامنت مع حملات الترهيب من قبل هذه الفصائل بحق أهالي عفرين.