تسبب خطاب الرئيس التركي أردوغان أمام الجمعية العامة في الأمم المتحدة في نقاش كبير على وسائل التواصل الاجتماعي، وسط اتهامات بالتناقض وتغير الخطاب حسب الزمان والمكان.
فأردوغان يهاجم إسرائيل لـ”توسعها” في الأراضي الفلسطينية، ثم يلوح بالمزيد من التوسع في سوريا في حال رفضت رغبته في توسيع المنطقة الآمنة.
ويرى محللون، أن الرئيس التركي يتناقض بين إدانته لإسرائيل و”احتلاله” سوريا وتهديده بعملية عسكرية ضد الأكراد في سوريا.
واستغرب عضو اللجنة الكردية لحقوق الإنسان بسوريا جوان يوسف، مضامين خطاب الرئيس التركي وقال كيف يسمح لمثل هذه الخطابات أن تلقى من منبر الجمعية العامة، ووصف خطاب أردوغان بالمثير للسخرية، قائلا “هو يدين إسرائيل لكن في نفس الوقت يحتل عفرين ويتوسع في سوريا ويهدد بتوسيع المنطقة الآمنة”.
وقال الناشط الكردي “إن خطاب أردوغان لا يحتاج إلى تعليق فهو يكيل بمكيالين، وعندما يتعلق الأمر بالمسالة الكردية فالرئيس التركي لديه مقاييس مختلفة”.
وهاجم جوان يوسف أردوغان قائلا “في الوقت الذي يأتي فيه إلى الجمعية العامة لإدانة الاخرين يلقى بالبرلمانين والمعارضين الأتراك في السجن”.
أما الكاتب الكردي فاروق حجي مصطفى فيقول “إن هناك تناقضا واضحا في خطاب أردوغان بالجمعية العام، والكل يعرف سبب هذا التناقض يضيف الكاتب الكردي، “فأرودغان يسعى بمهاجمة إسرائيل فقط إلى التناغم مع المحور العربي/ الإسلامي الإيراني”.
ويضيف حجي “إن اردوغان لديه مشكلة مع الأكراد ولديه خوف حقيقي من القومية الكردية وتناميها”.
“أما جزء خطابه المتعلق بالقضية الكردية وسوريا فهو لتصريف الأزمة الداخلية ومشاكله مع المعارضة في تركيا” يضيف الكاتب في حديثه للحرة.
ويقول المحلل التركي جواد غوك لموقع الحرة أن تصريحات أردوغان تأتي للاستهلاك فقط، فعندما يقول أرودغان أنه يدين إسرائيل فذلك يدخل في إطار ما يعرف بـ”التصريحات النارية”، إذ بالمقابل تشهد التجارة بين البلدين ارتفاعا كبيرا، ويشرف مقربون من الحكومة التركية على الاستيراد من إسرائيل.
ويضيف غوك “أرودغان يدين إسرائيل في العلن ولكن يسمح بالتجارة معها في الخفاء، كما أن أردوغان يستغل الجمعية العامة لإطلاق تصريحات تناقض الواقع”.
وأضاف المحلل “أن الأهداف التركية في سوريا كانت في البداية إسقاط نظام بشار الأسد، تم أصبحت توحيد الأراضي السورية قبل أن يتغير الأمر وتصبح الأهداف التركية هي القضاء على من يصفهم الرئيس التركي بالانفصاليين”.