هيئة تحرير الشام تواصل حملتها شمال غربي سوريا ضد “جنود الشام” و “جند الله”

شنت “هيئة تحرير الشام” المصنفة كتنظيم إرهابي حملة أمنية واسعة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والدبابات ضد جماعات متشددة أخرى، غالبية مقاتليها من الأصول الشيشانية تتمركز في جبل الزاوية في الريف الشمالي لمحافظة اللاذقية، شمال غربي سوريا ضمن صراع نفوذ ورغبة الهيئة في تمدد سيطرتها.

ومن بين الجماعات المستهدفة تنظيم “جنود الشام”، الذي تعود غالبية أصول مقاتليه إلى الشيشان، ويتزعمه، مراد مارغوشفيلي، المعروف باسم “مسلم أبو وليد الشيشاني”، وينحدر من قبائل شيشانية مقيمة في جورجيا.

وتنظيم “جند الله” التي يقودها المدعو “أبو فاطمة التركي”، وتعود أصول غالبية مقاتليها إلى منطقة القوقاز، وأذربيجان.

هذه التنظيمات دخل عناصرها إلى سوريا عبر المطارات والحدود التركية المفتوحة و أعلن عن تشكيلها عام 2012 تنشط في مناطق ريف اللاذقية الشمالي (جبل التركمان)، وريف محافظة إدلب الغربي (مدينة جسر الشغور ومحيطها)، وكان شارك في السنوات الماضية في عدة معارك كبيرة إلى جانب “تحرير الشام”، كالمعارك الأولى التي شهدتها مناطق اللاذقية أثناء السيطرة على “القمة 45 الاستراتيجية”، وصولا إلى معارك “سجن حلب المركزي” في مدينة حلب، ومؤخرا إدلب وسجلت بحقها الكثير من الانتهاكات بحق المدنيين.

تعتبر “هيئة تحرير الشام” التي كانت تسمى جبهة النصرة وتمثل الفرع السوري لتنظيم القاعدة أبرز التشكيلات العسكرية التي تسيطر على مناطق شمالي غربي سوريا، من الناحية العسكرية على الأرض، و الإدارية، والاقتصادية، وهي جماعة مصنفة كتنظيم إرهابي.

وسبق أن استهدفت تحرير الشام الجماعات المسلحة التي كانت متحالفة معها  تباعا حيث واجهت ما كان يسمى بالجيش الحر ولاحقا استهدفت “حركة أحرار الشام الإسلامية” و”حركة نور الدين الزنكي” كما وأطلقت حملة ضد تنظيم “حراس الدين” التابع لتنظيم “القاعدة”، الأمر الذي مكّنها من تفكيكه بشكل شبه كامل، واعتقال غالبية القادة الذين يسيّرون نشاطاته في المنطقة.

مع حشد الهيئة لقواتها ومحاصرة منطقة انتشار جنود الشام وعزلهم فرضت تحرير الشام اتفاقا مع قائد “جنود الشام” أبو مسلم الشيشاني، قضى بخروجه مع 70 مقاتلاً من مناطق ريف اللاذقية الشمالي، إلى منطقة أخرى لم تحدد.

ونص الاتفاق أيضا على إجبار “الشيشاني” على تسليم المطلوبين داخل التشكيل الذي يقوده، على أن تبقى الحملة الأمنية مستمرة ضد “أبو فاطمة التركي”، من تنظيم جند الله .

واظهرت صور وتسجيلات فيديو خروج “الشيشاني” مع مقاتليه من جبهات ريف اللاذقية الشمالي، لجهة مجهولة.

ويبدو أنّ قائد هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني يحاول الظهور بمظهر “المعتدل” أمام المجتمع الدولي، بعد سنوات من الممارسات “الإرهابية”، عبر شنه لهذه الحملة التي يبدو أنّ روسيا أيضاً راضية عنها لكونها تستهدف جماعات متهمة من قبل موسكو بالإرهاب حيث نشر تسجيلات تكشف عن قيام طائرات روسية باستهداف المنطقة.

ويصنف تنظيم “جنود الشام” الذي تعود أصول مقاتليه إلى الشيشان ضمن ما يعرف بـ”إمارة القوقاز الإسلاميّة”، وهي مجموعات تقول إنّها “مستقلة تنظيميا” بأعمالها العسكرية في شمال غرب سوريا، بعد انفكاكها عن تنظيم “القاعدة” قبل سنوات.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية صنفت قائد التنظيم، مسلم الشيشاني، باعتباره قائد جماعة إرهابية مسلحة في سوريا منذ يوليو 2014، واتهمته ببناء قاعدة للمقاتلين الأجانب في سوريا.

كما تصنف الولايات المتحدة “هيئة تحرير الشام” وقائدها الجولاني على قوائم الإرهاب، وعرضت مكافأة مالية مؤخرا للجهة التي تقدم أي معلومات عن الأخير، أو أماكن تواجده في الشمال السوري.

ومنذ عام 2015 ظلت مناطق شمال غربي سوريا مقصدا لمجموعة جهادية متشددة غير سوريين بالإضافة إلى “الجهاديين السوريون المرتبطين بـ”القاعدة”، ونظرائهم الأجانب.

ومن بين غير السوريين، مقاتلون من أوزبكستان والشيشان وأقلية الأويغور العرقية في الصين.

وفي وقت لم يتحدد بعد مستقبل المنطقة، تسود ضبابية حول مصير المقاتلين الأجانب، فيما يرجح أن ينتقلوا إلى مناطق خاضعة لسيطرة الجيش الوطني حيث ترغب تركيا في الاستفادة منهم وتجنيدهم ضد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن.

وإلى جانب المجموعة الشيشانية “جنود الشام”، هناك أخرى تشاطرها الأصل والعقيدة أيضا، بينها “كتيبة أجناد القوقاز”.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك