شهدت قرية ميركان التابعة لناحية معبطلي في ريف عفرين حادثة جديدة من الانتهاكات التي تمارسها ميليشيا الجيش الوطني، حيث قامت باختطاف أربعة مواطنين، من بينهم طفل، على خلفية عجزهم عن دفع ما يعرف محليًا بـ”الخوة”، وهي الإتاوة المفروضة على السكان.
وبحسب مصادر محلية، فقد تم اختطاف المواطنة ربيعة حمو حمو وحفيدها إبراهيم عبدو سينو، الذي يبلغ من العمر 12 عامًا، بالإضافة إلى السيدتين أمينة محمود سينو و ليلى كنج خميس. وذكرت المصادر أن هؤلاء المواطنين عجزوا عن دفع المبالغ المالية المفروضة عليهم كإتاوة، مما أدى إلى اختطافهم تحت تهديد السلاح.
وتعاني قرى وبلدات ريف عفرين من انتهاكات مستمرة منذ سيطرة الفصائل المسلحة التابعة للجيش الوطني عليها، حيث تُفرض على الأهالي مبالغ مالية تحت مسمى “الخوة”، وهي ممارسة تُستخدم لابتزاز السكان المحليين، خاصة في ظل الوضع الاقتصادي المتدهور في المنطقة. ويأتي هذا الحادث ضمن سلسلة من التجاوزات التي تهدف إلى إرهاب السكان المحليين ودفعهم إلى الهجرة من قراهم.
تواصل الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا تنفيذ المزيد من عمليات اقتحام المنازل وخطف المدنيين، حيث زادت معدلات العنف والجريمة والاعتقال والخطف في منطقة عفرين وعموم المناطق التي تسيطر عليها القوات المسلحة التركية في شمال سوريا.
القوات التركية والجماعات السورية المسلحة المدعومة منها (الجيش الوطني ، هيئة تحرير الشام) تواصل ارتكاب المزيد من الانتهاكات، ولا يكترثون لدعوات وقف عمليات المداهمة اليومية، واختطاف المواطنين بدافع الحصول على الفدية ومنع ذويهم من معرفة مكان احتجازهم أو أسبابه ورفض عرضهم على المحاكمة ومنعهم من توكيل محامي.
وشهدت منطقة عفرين ومناطق أخرى منذ بداية كانون الثاني 2025 خطف ( 28 مواطنين )، فيما ارتفع عدد الذين تم اختطافهم منذ بداية العام الحالي 2025 لأكثر من ( 28 ) حالة خطف، فيما بلغ عدد المختطفين خلال عام 2024 أكثر من ( 700 ) كما بلغ عدد المختطفين خلال عام 2023 أكثر من ( 478 ) وخلال عام 2022 أكثر من ( 720 ) حالة اعتقال وهم الذين تمكنا من توثيق أسمائهم، فيما العدد الفعلي أكثر من ذلك لا سيما أنّ هنالك أسماء تحفظت عائلاتهم على ذكرها، إضافة لحالات اعتقال لم نتمكن من الوصول إليها، كما وتم متابعة وتوثيق مقتل مدنيين تحت التعذيب، وحالات انتهاك متعددة.
وبات السائد في هذه المنطقة عمليات نهب منظّمة يومية، وعمليات الاستيلاء على منازل وممتلكات الناس ومواسم الزيتون، وقطع الأشجار وغيرها إضافة للاعتقالات التعسفية اليومية، وخطف الناس كرهائن مقابل فدية مالية، والتضييق على السكان.
إطلاق فوضى العسكر وعشرات المجموعات الإرهابية، هي سياسة تركية متعمّدة؛ لكنّها تتم بأيدي “الجماعات السورية المسلحة” تحت اسم “الجيش الوطني السوري” التابع للحكومة السورية المؤقتة/ الائتلاف، فكل ذلك يجري تحت أعين القوات التركية ومشاركتها.
ويؤكد فريق مركز التوثيق أنّه على تواصل مع عوائل ومقربين من المعتقلين، وأنّ جميع الاعتقالات التي تنفذ في مناطق سيطرة الجيش الوطني السوري وهيئة تحرير الشام شمال غرب أو شرق سوريا لا تستند إلى مذكرات قضائية من المدعي العام، ومعظم عمليات الاعتقال تتم بطريقة غير قانونية، وبشكل تعسفي. وأنّ هذه الاعتقالات تحتوي على سلسلة من الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان، وغالب المعتقلين لا يمكن التواصل معهم بعد احتجازهم أو معرفة مصيرهم.
ومنذ الاحتلال التركي والتوغل التركي في سوريا، تم رصد مقتل وإصابة 10460 شخصاً / القتلى 2139 شخصاً / فيما وصل عدد المعتقلين إلى 9600 شخصاً منذ بداية التوغل التركي في شمال سوريا، أفرج عن قرابة 8200 منهم، فيما لا يزال مصير البقية مجهولا. ووصل عدد الذين قتلوا تحت التعذيب في السجون إلى 184 شخصاً.
ارتفع عدد السوريين الذين قتلوا برصاص الجندرما التركية إلى 570 شخصاً حتى 30 من كانون الأول 2024، بينهم 107 أطفال دون سن 18 عاماً و69 امرأة. كما أصيب 3120 شخصاً بجروح، سواء من الذين حاولوا اجتياز الحدود أو من سكان القرى السورية الحدودية والمزارعين وأصحاب الأراضي المتاخمة للحدود، حيث يتعرض هؤلاء لإطلاق النار المباشر من قبل الجندرما التركية.