السلطات التركية تعتقل وتعتزم ترحيل 7 سوريين شاركوا مقاطع فيديو مع الموز

بالتوازي مع تسجيل عدد من الانتهاكات بحق اللاجئين السوريين في تركيا، عززت واقعة جديدة الجدل حول وضع السوريين داخل المجتمع التركي، وهي الواقعة التي صاحبتها تعليقات كثيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كان الخط المشترك فيها “الموز”.. حيث تدخلت السلطات التركية وقالت أنّها اعتقلت 7 سوريين وهددت بترحيلهم وهو إجراء قاسي في ظل ما تشهده سوريا من تصعيد عسكري.

التهديد بالترحيل:
قالت الإدارة العامة للهجرة في تركيا ترحيل 7 سوريين ألقت القبض عليهم، على خلفيةِ تفاعلهم مع قضية “الموز” على مواقع التواصل الاجتماعي، ولم تعلن الإدارة عن قيامها كذلك باعتقال مواطنين أتراك سواء من الذين حرضوا ضد السوريين وهددوهم في الفيديو الذي أثار المشكلة أم من الأتراك الذين قاموا لاحقا بالتحريض على منصات وسائل التواصل الاجتماعية حيث وصل التحريض للقتل والدعوة لطرد كل السوريين من تركيا متجاهلين تماما أنّ رئيسهم وحكومتهم مشاركة في الحرب التي دمرت سوريا كطرف أساسي يمد المسلحين بالأسلحة ويوفر لهم الدعم والغطاء الدبلوماسي ويعرقل مساعي وقف الحرب وجهود إحلال السلام.

وأعلنت وزارة الداخلية التركية في بيانٍ نشرته عبر موقعها الرسمي، ليل الأربعاء – الخميس، إلقاء القبض على 7 أشخاص سوريين شاركوا فيديوهات “أكل الموز” على مواقع التواصل الاجتماعي، بشكلٍ قالت إنّه “تحريضي استفزازي”.

وأوضحت الوزارة في بيانها قائلةً: “بعد عبارة (لا أستطيع أكل الموز.. السوريين يشترون الموز بالكيلو) خلال مقابلة في الشارع، شوهدت مشاركات لـ صور ومقاطع فيديو استفزازية من قبل أشخاص يعدّون مواطنين أجانب في تركيا”.
وبحسب البيان – وفق ما ترجم موقع تلفزيون سوريا – فإنّ إجراءات الترحيل ستبدأ بحق السوريين السبعة الذين ألقت مديرية الأمن القبض عليهم، وذلك بعد الانتهاء من الإجراءات القضائية.

وأضافت “الداخلية التركية” أنّ “الجهات المختصة تتابع الموضوع عن كثب، وستلاحق أصحاب الفيديوهات والصور التي انتشرت مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص حادثة الموز الاستفزازية”.

يشار إلى أنّ قضية “الموز” ظهرت، قبل أيام، عقب حديث لأحد المواطنين الأتراك خلال مقابلة في الشارع، وهو يشتكي من أنّه “لا يستطيع أكل الموز، بينما السوريين يشترونه بالكيلو في تركيا”.

وكان فيديو تضمن لقاءا مع مواطنة تركية قد أثار ردود فعل كثيرة من السوريين وغيرهم، شارك بعضهم مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، وهم يأكلون “الموز”، الأمر الذي اعتبرته السلطات التركية تجاوزا للقانون، وتدخلت لمحاسبة الفاعلين من السوريين وحدهم وليس الأتراك.

كذلك تصدّر وسم (هاشتاغ) تحت اسم “سوريلي” الذي أطقله ناشطون أتراك موقع “تويتر” في تركيا، حيث تطرقت التغريدات إلى قضية الموز والفيديوهات التي نُشرت من السوريين بشأنها.

تفاصيل حادثة الموز:
تداول سوريون على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لسيدة تركية، ودخل معها على الخط مسن تركي، تحدثا بعنصرية عن السوريين في بلادهم، وهاجموا تصرفاتهم بالأسواق وإنفاقهم.

التعليق الأكثر لفتاً للأنظار والذي كان محط سخرية الكثيرين، كان تعليق المسن التركي، والذي قال نصاً: “أنا لا استطيع أكل الموز، وأنتم (السوريين) تشترون الموز بالكيلوغرامات من الأسواق”.

وقالت السيدة التركية في مقطع الفيديو المُتداول: “لا أستطيع شراء الزيت والسكر والشاي، وزوجي يعمل ويأخذ 800 ليرة، أدفع 100 و200 للإيجار.. أنا خضعت لـ5 عمليات لذا لا استطيع العمل، ويقولون لي لو أنك أنجبت الكثير من الأطفال من سيعتني بهم، بينما لدى السوريين الكثير من الأطفال، يقدمون الدعم لأولئك”. قبل أن يدخل الرجل المسن على الخط معلقاً: “يعتنون (الحكومة) بالسوريين أكثر منا”.

وقالت السيدة التركية بلهجة حادة: “نحن نذهب إلى السوق ننظر فقط إلى الخضار والفاكهة، ولكنهم (السوريون) يذهبون إلى الملابس، تعالوا وانظروا.. نطالبهم بوضع الكمامة يقولون لا تتدخلي في شأننا”، منتقدة سياسة حزب العدالة والتنمية بخصوص اللاجئين.

وتابعت: “أنا لا استطيع المشي فقد خضعت لـ5 عمليات، وابنتي مدرسة لغة إنجليزية ولم يتم تعيينها منذ 5 سنوات.. أين هذه الدولة؟”

فيما ردّت فتاة سورية، عرفت نفسها خلال الفيديو بكونها طالبة تدرس في تركيا، قائلة إنّه لولا الحرب في بلادها ما أتت إلى تركيا، فيما نهرتها السيدة التركية قائلة: “اذهبي ولا تتكلمي أبداً.. اذهبي إلى سوريا.. إنّهم (السوريون) لا يخرجون من عند الكوافير أبداً، أما أنا لم أذهب للكوافير أبداً”.

من جانبها، قالت الفتاة السورية مدافعة عن موقف اللاجئين: “نحن نذهب بمالنا الخاص، لا نأخذ شيئاً بالمجان”.

ويتواجد في تركيا نحو أربعة ملايين لاجئ سوري، وزعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقت سابق أنّ بلاده أنفقت 40 مليار دولار عليهم منذ بدء الحرب في بلادهم، وهي التصريحات التي أثارت غضباً تركياً ضد السوريين في تركيا من جانب كثير من الأتراك ممن انتقدوا إنفاق موارد بلادهم على السوريين وهو ما يتسبب في التعليقات العنصرية والانتهاكات المماثلة، إلا أنّ وزيرة الأسرة والعمل والخدمات الاجتماعية في تركيا، زهرة زومروت سلجوق، قالت إنّ تلك المساعدات ممولة من الاتحاد الأوروبي.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك