فر الصحفي الأمريكي، داريل لامونت فيلبس المعروف باسم بلال عبد الكريم من إدلب حيث كان يقيم منذ دخوله سوريا في العام 2012، باتجاه مناطق تسيطر عليها ميليشيات الجيش الوطني الموالية لتركيا بريف حلب. ومغادرته إدلب جاءت بعد مضايقات تعرض لها من قبل هيئة تحرير الشام \ جبهة النصرة سابقا واعتقاله في 13 من آب/ أغسطس 2020 ثم الإفراج عنه بتاريخ 17 شباط 2021، بعد أكثر من ستة أشهر على اعتقاله.
وبلال اشتهر بفضل تغطيته المتسمرة والمتواصلة لأحداث الحرب الأهلية السورية. عمل بلال مع شبكة سي إن إن، وقناة الجزيرة كما فتحَ له قناة على اليوتيوب بعنوان “On the Ground News”.
مطلوب من أمريكا ومعتقل لدى “تحرير الشام”:
نقلت صحيفة “Dailymail” مكاتب شبكة بلال الإعلامية في شمالي سوريا تعرضت لسلسلة هجمات (خمس هجمات) جميعها في العام 2016. وقالت إنّه وُضع على قائمة الأهداف الأمريكية المعروفة باسم “Disposition Matrix”،
فقد تخطى عبدالكريم الخطوط الحمراء التي وضعتها السلطات الأمريكية بإجراء مقابلات مع قياديين في تنظيم القاعدة، مصنفين على قوائم الإرهاب وهي حوارات ما كانت لتُجرى لولا أنّ عبد الكريم مهد لها بعلاقات معهم. وهو متهم بأنّه يروّج لـ ”جبهة النصرة” فرع تنظيم “القاعدة” في سوريا (الذي فك ارتباطه وغيّر مسماه إلى فتح الشام بالاندماج مع مجموعة فصائل ثم تحول إلى تحرير الشام)، نتيجة سهولة التواصل والوصول إلى قياديي التنظيم من قبله.
بينما نقل الصحفيان ماكس بلومنتال وبن نورتون عن أحد عناصر الفصائل في مناطق المعارضة، أنّ بلال كان أحد عناصر “النصرة”، حسب “Dailymail“.
لكن السبب الأبرز لتوجيه اتهامات لبلال بالانتساب إلى “القاعدة” هو لقاؤه مع أحد أبرز قادة التنظيم، “أبو فراس السوري”، قبل فترة من مقتله عام 2013، وكان بلال آخر من التقاه من الصحفيين.
وأجرى لقاء مع القيادي والشرعي السابق في “تحرير الشام”، “أبو اليقظان المصري”، بعد إفتائه بقتل عناصر من “حركة أحرار الشام”، خلال اقتتال الفصيلين في شباط 2018، ومع “أبو العبد أشداء” في معارك حلب 2016، ولقائين آخرين، الأول خلال وجود “أبو العبد” مع “تحرير الشام” وانتقاده لها في أيلول 2019، والآخر بعد خروجه من سجونها.
كما أجرى لقاء مع قائد الجناح العسكري في “تحرير الشام”، “أبو خالد الشامي”، تحدث خلاله عن الوضع العسكري في محافظة إدلب، في تشرين الثاني 2018.
انتقاله إلى مناطق خاضعة لسيطرة تركيا في شمال سوريا
نشر بلال عبد الكريم، صورةً له وهو يقف إلى جانب لوحةٍ طرقية تشير إلى أنّه متواجدٌ حالياً في بلدة “دابق” شرقي حلب الخاضعة لسيطرة ميليشيات الجيش الوطني المدعومة من تركيا والصورة التقطت قرب أحد القواعد العسكرية التركية في بلدة دابق.
وأثارت الصورة التي نشرها الصحفي الأمريكي على حسابه الشخصي على فيسبوك العديد من التساؤلات وانتقاله للاستقرار في هذه المنطقة بحماية تركية رغم أنّه مطلوب من قبل الولايات المتحدة.
من هو بلال عبد الكريم:
هو الأمريكي الذي حمل اسم، داريل لامونت فيلبس، عند ولادته في ولاية نيويورك الأمريكية بالعام 1970، وخريج جامعة الفنون المسرحية بالولاية بالعام 1988.
واعتنق بلال الإسلام في العام 1997، وتوجه بعدها نحو الخرطوم لتعلم اللغة العربية من أجل قراءة القرآن الكريم والأحاديث النبوية، ليغادر بعدها إلى مصر ويدرس اللغة والتفسير.
ووصل بلال سوريا في العام 2012، ليذيع صيته بكونه آخر من قابل القيادي في جبهة النصرة “تحرير الشام حالياً”، أبو فراس السوري، والذي قتل بغارة أمريكية بعد أيام من اللقاء الذي جرى تداوله بشكل واسع في أمريكا.
وسطع نجم عبد الكريم أكثر وأكثر بعد تغطيته معارك وقصف حلب الشرقية، خاصةً مع بقاءه بأحياء المدينة حتى خروج الجميع بباصات التهجير.
وفي السنوات الأخيرة، بقي عبد الكريم في مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام في إدلب وريفها ليغطي تقاريراً باللغة الإنكليزية لقناته على اليوتيوب “أو جي إن وهو اختصار أون ذا غراوند”، ليتواجد بشكل عام ضمن مجموعة من الجهاديين الأجانب في المدينة وريفها.