نقلت وسائل اعلام روسية عن اتفاق جديد توصل إليه الوفدان الروسي التركي يتضمن إعادة تشغيل محطة علوك للمياه بعد انقطاع دام أكثر من شهر، وحل المشكلة في إمدادات المياه إلى مدينة الحسكة وبلدة تل تمر شمال شرقي سوريا ، وذلك مقابل توفير الكهرباء لمدينتي تل أبيض ورأس العين وهما خاضعتان لسيطرة مسلحين مدعومين من تركيا.
ويقضي الاتفاق المبرم بتشغيل محطة علوك التي تعتبر المصدر الرئيسي لمياه الشرب لنحو مليون شخص في مدينة الحسكة وريفها وبلدات أبو راسين وتل تمر والشدادي ومخيمات واشوكاني والهول والعريشة (مناطق الإدارة الذاتية)، بالمقابل تتعهد الإدارة الذاتية بتوفير الكهرباء لـنحو 200 ألف شخص في مدينتي تل أبيض شمالي الرقة، ورأس العين شمال غربي الحسكة.
يأتي هذا وسط اتهامات من قبل الرئاسة المشتركة لمديرية المياه في مقاطعة الحسكة سوزدار أحمد، لتركيا بأنّها تزعم تشغيل محطة علوك إعلامياً فقط، وقال “أزمة المياه في المدينة، مازالت مستمرة، نتيجة سيطرة الاحتلال التركي ومرتزقته على محطة علوك، وقطع ضخ المياه بين الحين والآخر. مشيرةً: ” الاحتلال ومرتزقته يقومون بتشغيل المحطة إعلامياً فقط، وليس عملياً، لأنّ المحطة تعمل، ولكن لا يصلنا الوارد المائي منها”.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف”، قد طالبت في بيان لها، بوقف ما أسمته بالاضطرابات المتواصلة في محطة مياه علوك، الواقعة شمال شرق سوريا، مشيرة إلى أنّ أكثر من مليون شخص بمن فيهم الأسر النازحة معرضة للخطر.
ولفت البيان إلى أنّ محطة مياه علوك “تعطلت” 24 مرة على الأقل، منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، والتي توفر مياه الشرب النظيفة لنحو 460 ألف شخص في البلاد.
وأضاف بيان المنظمة “منذ أن تضررت محطة مياه علوك لأول مرة في الأعمال العدائية في أواخر عام 2019، قام الشركاء الإنسانيون – بشكل يومي – بتسليم ملايين اللترات من المياه الطارئة للأسر في المنطقة المتضررة، بالإضافة إلى تدابير أخرى، مثل إعادة تأهيل المنطقة المجاورة لمحطة مياه الحمة وتركيب مضخات في مدينة الحسكة. ومع ذلك، لاتزال محطة مياه علوك هي المصدر الوحيد لتلبية الاحتياجات المائية العاجلة لسكان المنطقة”.
ووفقاً للمنظمة، فقد تأثر عدد يصل إلى مليون شخص بانقطاع المياه، بما يشمل الكثير من الأسر النازحة المعرضة للخطر والتي تعيش في مخيمات وتجمعات غير رسمية.
وأشارت المنظمة إلى تقارير تؤكد أنّ بعض تلك الأسر تلجأ إلى استخدام مصادر مياه قد تكون غير آمنة، وأنّ أسراً أخرى باتت تحد من استهلاكها المائي.
وأضافت أنّ اللجوء إلى تلك المصادر المائية قد يساهم في نمو عدد من الأمراض المنتقلة بالمياه، والتي قد تكون قاتلة، مما يقوض أمر الصحة العامة التي لا تعيش أفضل أحوالها أصلاً.
وشددت المنظمة على أنّ الوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي، في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد، يشكل خط الدفاع الأول والحاسم لوقف تفشي الوباء.
وحثت المنظمة على توفير ممر آمن ووصول بلا عوائق للفنيين والعاملين في المجال الإنساني، لتتمكن محطة علوك من العمل دون انقطاع.