صعدت الفصائل السورية المسلحة المدعومة من انقرة انتهاكاتها بحق من تبقى من الاهالي في مدينة عفرين.
حملات المداهمة العشوائية والاعتقالات وخطف المواطنيين لم تتوقف بل زادت منذ شهر رمضان وعيد الفطر الذي حرم أهالي عفرين من الاحتفاء به هذا العام في ظل وجود ثلي من اهاليها نازحين خارج مدينتهم ومن تبقى يعيش حياة صعبة وتهديدا يوميا بالخطف والقتل والاعتقال ومصادرة املاكه وعقارات والاستيلاء على منزله وارضه.
في اليوم الأول من عيد الفطر شن “لواء السلام” التابع للفيلق الثالث حملات مداهمة لاحياء مدينة عفرين ترافقت مع الاستيلاء على 4 منازل واعتقال 7 مواطنين.
وقال فيليب ناصيف، مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى منظمة العفو الدولية: “شهدت منطقة عفرين زيادة في اضطهاد الأشخاص الذين يظهرون أي نوع من المعارضة للوجود التركي أو المتمردين”.
وأضاف: “باتت سلوكيات، من نوع الاختطاف لأجل فدية والاحتجاز لأجل غير مسمى، والخشية من الخروج من البيت وممارسة حياة طبيعية في عفرين، شائعة بالنسبة لجميع السكان”.
وفي فبراير( شباط)، نشرت لجنة تقصي حقائق تابعة للأمم المتحدة تقريراً لتقييم الوضع في عفرين. وورد في التقرير: “وجدت اللجنة أن هناك أسباباً معقولة للاعتقاد أن أعضاء في جماعات مسلحة ارتكبوا جرائم حرب واحتجاز رهائن وسوء معاملة وتعذيب ونهب”. وشملت مزاعم موثوقة عدة حالات اعتقال واحتجاز تعسفي، وتعذيب وسوء معاملة طالت أكراداً، بمن فيهم نشطاء جاهروا بانتقادهم لمجموعات مسلحة ومن ينظر لهم كذلك”.
ويقول خبراء حقوقيون أنه يتوجب على تركيا وقف تجاوزات كتلك، وحماية المدنيين في المدينة السورية. وقال ناصيف من منظمة العفو الدولية: “تركيا قوة محتلة، لذلك يجب أن تكون مسؤولة عن سلوكيات قوات موالية لها تعمل داخل عفرين”.
وقال ناصيف لإذاعة صوت أمريكا إنه “عوضاً عنه، مكنت تركيا تلك الجماعات لملاحقة كل من يعارض وجودها، ولتنفيذ نفس الأجندة التركية المحلية في ما يتعلق بسحق المقاومة الكردية”.
ويقول آيكان إرديمير، خبير الشؤون التركية لدى مركز الدفاع عن الديمقراطيات، مؤسسة فكرية مقرها في واشنطن، لم يمنع تأثير تركيا على قوات موالية لها متمردين مدعومين من تركيا من الإساءة إلى سكان عفرين”.
وقال إرديمير إن “تكوين وميول المتمردين المدعومين من تركيا يجعلهم عرضة لارتكاب جرائم وتجاوزات لحقوق وحريات سكان المنطقة”.
وحسب بعض الخبراء، في ظل تصاعد تطورات عسكرية في محافظة إدلب المجاورة، نادراً ما حظيت تجاوزات بحق المدنيين في عفرين باهتمام العالم الخارجي.
وقال إلهان تانير، محرر “أحوال نيوز”: “باستثناء تغطية من قبل وسائل إعلام محلية وبعض الجماعات الحقوقية، لا يحظى الوضع في عفرين بتغطية كافية في الإعلام الغربي”.
وأضاف: “بالنسبة لمراقبين، ما يجري في عفرين” قضية صغيرة” بالمقارنة مع ما يجري حالياً في مناطق سورية أخرى مثل إدلب. وعندما تنتقد أحزاب تركية معارضة ما يمارسه الجيش التركي ومتمردون سوريون موالون له في مناطق مثل عفرين، يتم وصفهم بأنهم داعمون للإرهاب”.
ومنذ الاستيلاء على عفرين في مارس( آذار) 2018، ينفذ المتمردون الموالون لتركيا تغييرات ديموغرافية.
ويقول تانير أن الجيش التركي متواطئ في إحلال مكونات عرقية مكان أخرى في عفرين، ومنهم لاجئون سوريون كانوا يقيمون في تركيا منذ بداية الحرب الأهلية هناك في عام 2011. وقال: “يبدو أن متمردين سوريين حصلوا على ضوء أخضر من تركيا لتنفيذ عملية تغيير ديموغرافي، وتعريب تلك المنطقة الكردية”.
ورأى ناصيف أن “ترسخ هذا النمط من السلوك في سوريا، يصعب مهمة التوصل إلى حل للصراع”.
ترد “هيفين”، البالغة من العمر 19 سنة، من خلال تطبيق تلغرام على رسالة التهنئة بالعيد، وهي خائفة أنهم فقدوا أي أحساس الفرح، والعيد منذ أن أصبحت مدينتهم تحت “الاحتلال”. نوجين بقيت الى جانب امها المعاقة، بعد أن قتل اخواها، واختها الصغيرة البالغة من العمر 8 سنوات، ووالدها واصيبت والدها باعاقة دائمة في غارة لطائرة تركية استهدفت منزلهم في يناير 2018 بناحية جندريسه فربي حلب، ومنذ ذلك اليوم وبقيت الفتاة لوحدها تعيل والدها المقعدة لان القصف تسبب في بتر ساقها الايمن.
كل ذلك وحملات المداهمات الليلية، والنهاية لا تتوقف في منطقة عفرين، حيث تتقاسم لا أقل من 30 فصيل وجماعة مسلحة السيطرة على المدينة وتمارس أبشع أنواع الانتهاكات بحق من تبقى من سكان المدينة، حيث نزح قرابة ثلثي السكان عن قراهم وبلداتهم ومنازلهم نتيجة العمليات العسكرية التركية والقصف، ومن بقي منهم يتعرض للاعتقال والخطف ويتم الاستيلاء على أراضيهم وبساتينهم ومنازلهم تحت تهديد السلاح.
صور من احتفالات الاهالي في عدد من مدن شمال سورية ب #عيد_الفطر واداء طقوسه. pic.twitter.com/SzkiIz5yNG
— VdC-NsY Northeastern Syria (@vdcnsy) June 5, 2019
كشف تقرير مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا \ Vdc-Nsy\ الصادر في حزيران\يونيو 2019 تزايد معدلات العنف والجريمة وحوادث الاقتتال بين الفصائل، وحدوث المزيد من الانفجارات ضمن مناطق تسيطر عليها القوات التركية شمال سوريا.
التقرير الذي صدر في الأول من حزيران \ يونيو يرصد الانتهاكات التي جرت خلال شهر أيار\مايو 2019 كشف أن القوات التركية والميليشيات السورية التي تدعمها يواصلون ارتكاب المزيد من الانتهاكات، ووثق المركز خلال شهر ايار\مايو 2019 مقتل (37) شخص بينهم 9 أطفال، وبينهم قتل شخصان تحت التعذيب، وبلغت عدد حوادث الانفجارات\ألغام، مفخخات…\ 18.
فيما تم اعتقال (93) شخصا بينهم 15 امرأة وتعرض (9) منهم للتعذيب. وتمت المطالبات بفدية من 9 مختطف.
فيما بلغ عدد المصابين بجروح جراء المداهمات والاشتباكات بين الفصائل والتفجيرات (130\بينهم 9 أطفال).
كما وقامت القوات التركية بقصف 11 موقعا ضمن قرى بريف حلب، لجئ اليها السكان خلف القصف اصابة 8 بجروح وقتل 3 آخرين.
عدد حالات الاقتتال بين الفصائل بلغت 20 حالة اقتتال داخلي بين الفصائل المسلحة داخل المدن.
فيما قتلت قوات الجندرمة التركية لاجئيين سوريين حاولوا تجاوز الحدود، وإصابة 9 بجروح.
كما ووثق المركز مصادرة (22) منزل وتحويل بعضهم إلى سجون أو مراكز عسكرية و مسجد، كما ووثيق (4) حالة حرق متعمد لممتلكات الأهالي (المنازل والمحلات والبساتين). ووثيق هدم (7 ) منزل. جرف (6) قبور وتحويل (1) مدرسة ومركز تعليمي وخدمي إلى مقرات عسكرية.
بالاضافة الى ذلك تم العثور على خمس جثث مرمية على الطرقات، البساتين.
كما وتزايد حالات السرقة من المنازل وتشليح المدنيين أموالهم وهوياتهم الشخصية على الحواجز والاستيلاء على أملاك السكان: الباب 5 حالات، جرابلس 5 حالات، اعزاز 3 حالات، عفرين 19 حالة.
واستمرت انتهاكات قطع وحرق الأشجار المثمرة والغابات توسع ليشمل (23) قرية موزعة في عفرين و2 قرية في الباب وقرية باعزاز.
التقرير الإحصائي الشهري للانتهاكات في شمال سوريا في أيارمايو 2019
مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا \Vdc-Nsy\” وثق خلال شهر ايار\مايو 2019 الانتهاكات التالية:
مقتل (37) شخص بينهم 9 أطفال، مدني (مواطن، مستوطن)، وقتل منهم تحت التعذيب 2 شخص.
حوادث الانفجارات\ألغام، مفخخات…\ بلغت 18.
الاعتقالات (93) تضمنت تعرض (9) شخص للتعذيب، من بين المعتقلين 15 امرأة .
المطالبات بفدية، والاختطاف: 9
الإصابات بجروح (130\بينهم 9 أطفال) نتيجة مداهمة المنازل أو شظايا المتفجرات أو التفجيرات أو نتيجة تعرضهم للضرب من قبل المسلحين.
قصف “الجوي” ….″ غارة جوية…”المدفعي، الهاون”…: 11 حالات قصف القرى الآهلة بالسكان، خلفت 8 جرحى من المدنيين وقتل 3 آخرين.
الاقتتال بين الفصائل: توثيق 20 حالة اقتتال داخلي بين الفصائل المسلحة داخل المدن
إصابات وقتلى الحدود: القتلى 2 بينهم والإصابات 9 حالات.
مصادرة الملكيات الخاصة: توثيق مصادرة (22) منزل وتحويل بعضهم إلى سجون أو مراكز عسكرية أو مساجد، كما وجرى توثيق (4) حالة حرق متعمد لممتلكات الأهالي (المنازل والمحلات والبساتين). وتوثيق هدم (7 ) منزل. جرف (6) قبر.
المرافق العامة: تحويل (1) مدرسة ومركز تعليمي وخدمي إلى مقرات عسكرية.
احتجاجات شعبية: خرجت 14 مظاهرات شعبية ضد الوجود التركي بسورية
العثور على خمس جثث مرمية على الطرقات، البساتين.
تزايد حالات السرقة من المنازل وتشليح المدنيين أموالهم وهوياتهم الشخصية على الحواجز والاستيلاء على أملاك السكان: الباب 5 حالات، جرابلس 5 حالات، اعزاز 3 حالات، عفرين 19 حالة.
قطع وحرق الأشجار المثمرة والغابات توسع ليشمل (23) قرية موزعة في عفرين و2 قرية في الباب وقرية باعزاز.
التوثيق الاجمالي من شباط 2018، حتى أيار \مايو 2019:كما وأن مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا \Vdc-Nsy\” وثق منذ شهر شباط 2018 وحتى نهاية شهر نيسان\ابريل 2019 كل من الانتهاكات التالية:
مقتل ( 927 ) مدني (مواطن، مستوطن)، وقتل منهم تحت التعذيب 23 شخص.
الاعتقالات (5089) تضمنت توثيق (599) حالة تعرضت للتعذيب
حوادث الانفجارات\ألغام، مفخخات…\ بلغت 99.
المطالبات بفدية، والاختطاف: 359
الإصابات بجروح (1461) نتيجة مداهمة المنازل أو شظايا المتفجرات أو نتيجة تعرضهم للضرب من قبل المسلحين.
قصف “الجوي” 1051″ غارة جوية…”المدفعي، هاون”…: 57 حالة قصف قرى آهلة بالسكان.
الاقتتال بين الفصائل: توثيق 159 حالة اقتتال داخلي بين الفصائل المسلحة داخل المدن
إصابات وقتلى الحدود: القتلى 433 لاجئ، بينهم ( 79 طفلا دون سن 18 عاما، و 53 امرأة) كما وارتفع عدد الإصابات بطلق ناري أو اعتداء إلى 349 شخصا.
مصادرة الملكيات الخاصة: توثيق مصادرة (1365) منزل وتحويل بعضهم إلى سجون أو مراكز عسكرية أو مسجد، كما وجرى توثيق (69) حالة حرق متعمد لممتلكات الأهالي (المنازل والمحلات وبساتين). وتوثيق هدم ( 105 ) منزل. جرف (1386) قبر.
المرافق العامة: تحويل (54) مدرسة ومركز تعليمي وخدمي إلى مقرات عسكرية.
منذ سيطرة تركية وفصائلها السورية المسلحة على منطقة عفرين في آذار 2018 تعرض ما يقارب 11 ألف هكتار من أصل 33 ألف هكتار من الغابات الصناعية والطبيعية للقطع والحرق، في قرى ونواحي عفرين.
مجموع نقاط التظاهر ضد الوجود التركي في سوريا بلغ 344 تظاهرة، في 21 مدينة سورية.