يعيش الشعب السوري الذي عانى من حرب أهلية دامت 10 سنوات أسوأ مأساة إنسانية في القرن الحادي والعشرين. حيث لايزال أكثر من 13 مليون سوري نازحين وهم في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية والحماية المدنية. تستضيف تركيا حالياً حوالي 3.6 مليون لاجئ سوري مسجل إلى جانب أكثر من 300 ألف شخص من دول أخرى، وأصبح الجمهور التركي معادياً بشكل متزايد للأجانب. يستخدم نظام الرئيس رجب طيب أردوغان هؤلاء اللاجئين في العمالة الرخيصة في البلاد. كما تواصل تركيا تجنيد السوريين من أجل طموحاتها العسكرية مع استغلال الموارد الاقتصادية لمدينة عفرين شمال سوريا.
يمثل عمدة مقاطعة بولو المتطرف في شمال غرب تركيا، تانجو أوزكان، الذي تعهد بفرض رسوم على السوريين عشرة أضعاف مقابل المياه بقصد إجبار “الأجانب” على مغادرة البلاد، مثالاً صارخاً على انتشار المشاعر المعادية للاجئين.
فيما عبّر مصمم الأزياء المؤثر أرزو سابانجي، وهو من أغنى العائلات في تركيا، علناً عن المشاعر المعادية للاجئين على تلغرام ، قائلاً: “لا أريد لاجئين في بلدي. قل “لا” للاحتلال الصامت “.
رد ياسين أكتاي، مستشار أردوغان الذي كان له دور فعال في تصميم سياسات تركيا بشأن اللاجئين، على مشاعر العمدة أوزكان المعادية للاجئين، قائلاً: “أرباب العمل والمستثمرون والصناعيون راضون جداً عن السوريين، وإنّ ابعادهم عن بعض أماكن العمل المهمة للغاية، سوف يتسبب في انهيار اقتصاد هذا البلد “.
خلال ذلك هنالك من اتهم ياسين أكتاي وأعضاء آخرين في حزب العدالة والتنمية الحاكم بأنّهم “تجار رقيق”.
نُشر يوم الثلاثاء على موقع خبرتورك، قال التيللي إنّ أكتاي وغيرهم ممن يسمون بـ “المؤيدين للاجئين” هم الفاشيون الحقيقيون.
وسلط الضوء على كيفية إجبار اللاجئين على العيش في منازل صغيرة ومكتظة، وكسب أقل بكثير من الحد الأدنى للأجور وبدون تأمين، بينما يعيشون في خوف دائم من أن يتم شراء أطفالهم وبيعهم من قبل تجار البشر.
المتاجرة بالمحنة السورية سوف تدمر حياة أجيال بأكملها:
قال التليلي إنّ مسؤولي حزب العدالة والتنمية ليسوا مدافعين عن حقوق الإنسان، بل هم تجار رقيق حديثون لا يعاملون اللاجئين كبشر بل كعمالة رخيصة.
وصف زعيم المافيا التركية سادات بكر كيف يستغل نظام أردوغان سوريا. زعم بكر، الذي أصبح ظاهرة على موقع يوتيوب من خلال مقاطع الفيديو الخاصة به عن السياسيين الأتراك، في مقطع الفيديو الثامن الذي نشره في 30 مايو إنّ مجموعة سادات، وهي مجموعة شبه عسكرية شكلها المستشار السابق لأردوغان عدنان تانريفيردي، أرسلت أسلحة إلى جبهة النصرة في سوريا.
اعترف بكر بأنّ منظمته أرسلت معدات عسكرية، بما في ذلك طائرات بدون طيار، إلى المتمردين التركمان في منطقة بايربوجاك في سوريا بإذن من حزب العدالة والتنمية، لكنه أدرك لاحقاً فقط أنّ سادات أرسل أسلحة إلى الجماعات الإرهابية باسمه. شرح رئيس المافيا بالتفصيل كيف يتحكم متين كيراتلي، مدير الشؤون الإدارية الرئاسي، بمليارات الدولارات من التجارة بما في ذلك النفط الخام والشاي والسكر والسيارات المستعملة في الداخل السوري.
بكر ليس أول شخص تحدث بصراحة بشأن أنشطة تركيا الغير القانونية في سوريا. بعد حادثة أسقطت فيها طائرة حربية تركية طائرة حربية روسية بالقرب من الحدود السورية التركية في 24 نوفمبر 2015، قالت وزارة الدفاع الروسية إنّها حصلت على دليل على أن الرئيس أردوغان وعائلته كانوا يستفيدون من التهريب غير المشروع للنفط من الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم داعش الارهابي في في سوريا والعراق. توصل أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى اتفاق، وتوقفت روسيا عن الكشف عن أي تفاصيل أخرى بخصوص هذه القضية.
قال السفير الأرميني في روسيا فاردان توجانيان، في سبتمبر الماضي، إنّ تركيا نشرت حوالي 4000 مقاتل سوري متمرد لدعم حليفتها الوثيقة أذربيجان في صراعها المتصاعد مع أرمينيا على إقليم ناغورنو كاراباخ.
ونفت الحكومة الأذربيجانية هذه المزاعم. لكن مقاتلا من جيش النخبة التابع للجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا قال لرويترز في سبتمبر إنّه من المقرر نشر ما يقرب من ألف سوري في أذربيجان.
كشف اثنان من المتمردين السوريين لرويترز أنّهما سوف يتلقون من قادة الألوية السورية حوالي 1500 دولار شهرياً.
تجنيد المرتزقة من السوريين استثمار آخر لأردوغان ونظامه في الأزمة السورية المريرة:
أفادت وسائل إعلام دولية إنّ تركيا نشرت مئات الجنود وآلاف المقاتلين السوريين دعما لحكومة الوفاق الوطني الليبية لحماية طرابلس من هجمات قوات الجنرال خليفة حفتر.
دعت الأمم المتحدة ووزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش جميع المقاتلين الأجانب إلى المغادرة ، بما في ذلك القوات التركية ، لكن مع ذلك فإنّ تركيا تواصل تعزيز وجودها العسكري في ليبيا.
أفادت قناة العربية التلفزيونية ومقرها دبي إنّ جماعات سورية مدعومة من تركيا كانت تحتج على أنقرة في عفرين إما لعدم دفع رواتبهم أو لدفع أقل من 50 دولاراً. قالت ليلى محمد أحمد، وهي امرأة كردية تبلغ من العمر 63 عاماً، أفرج عنها لواء السلطان مراد بعد دفع رشوة، وقالت إنّ كتائب الجيش الوطني السوري المدعومة من تركيا تواصل ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان بما في ذلك الاغتصاب والخطف والانتهاكات العرقية كما اتهمتهم بتجنيد الأطفال في غزوات تركيا في ليبيا وأذربيجان.
صرح زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي في تركيا، كمال كيليجدار أوغلو، مراراً وتكراراً إنّ حزبه سيعيد السوريين إلى بلادهم، مما يثير المزيد من كراهية الأجانب بين الشعب التركي. عارض كبار الجنرالات الأتراك العمليات العسكرية التركية في سوريا، لكن أردوغان أبعد أولئك الضباط رفيعي المستوى في الجيش منذ محاولة الانقلاب الغامضة في 15 يوليو 2016، بينما يواصل جيشه الموازي تجنيد السوريين.
والنتيجة، أصبحت سوريا أرضاً خصبة لأردوغان الذي يسرق النفط والزيتون والقمح وحتى الشباب السوريين لتنفيذ سياسته الخارجية التوسعية في المنطقة.
بينما تستفيد عائلة أردوغان ونخبة النظام من محنة السوريين ، المواطن التركي العادي هو الذي سيتحمل في النهاية ضغوط تدفق اللاجئين السوريين إلى تركيا.