كشفت مصادر تتابع شؤون الجماعات الجهادية ( المتطرفة ) أن تنظيم القاعدة يعزز نفوذه في ريف حلب الخاضع لسيطرة القوات المسلحة التركية ، وذلك كقاعدة ثانية في حال تمكنت القوات المسلحة السورية بدعم روسي – ايراني من طرده من مدينة إدلب .
المصادر أشارت أن “الهيئة ط جبهة النصرة سابقا” أوفدت مسؤول العلاقات العامة جهاد عيسى الشيخ المعروف باسم أبو أحمد زكور الى تلك المناطق عبر الانسيق مع القوات التركية وميليشيات الجيش الوطني التابعة للائتلاف السوري.
وتؤكد صور نشرها حساب زكور على تويتر تواجده في مدينة أعزاز وهو في مدينة أعزاز بريف حلب ” أنا بأعزاز الآن بجولة على قيادات الجيش الوطني ”
الى جميع الجهات التي يقصدها هذا الولد @MzmjerSh و التي لا يقصدها أنا ب #أعزاز الآن بجولة على قيادات الجيش الوطني نسأل الله التوفيق https://t.co/n23HTjjbkh pic.twitter.com/rwiBDj9Qm8
— جهاد عيسى الشيخ (@ahmedzakor1) July 2, 2021
من هو أبو أحمد زكور ؟
أبو أحمد زكور ، أحد أبرز قادة جبهة النصرة سابقاً والهيئة لاحقاً ، متورط بارتكاب جرائم خطف وقتل وتعذيب المدنيين والاستيلاء على الممتلكات.
اسمه جهاد عيسى الشيخ وهو من أهالي منطقة النيرب بريف حلب عشيرة البقارة، لا يملك أي تحصيل علمي وكان يعمل مع أبيه في تجارة الأعلاف .
كانت بداية قصة ( زكور ) مع “التيار الجهادي ” بعد غزو العراق، حيث بدأ الالتزام دينياً بعد حضوره لخطب ودروس دينية وجهادية في حي الصاخور في مدينة حلب للمدعو ” محمود أغاسي ” أو أبو القعقاع كما اشتهر ، والذي تبين لاحقاً ارتباطه بالمخابرات السورية.
ومن هنا تعرف (زكور ) على المدعو ” عمر خطاب” الذي تم تعيينه من قبل أبو مصعب الزرقاوي كمسؤول للقاعدة في مدينة حلب وذلك بعد بيعة جماعة “التوحيد الجهاد” بقيادة الزرقاوي لتنظيم القاعدة وأسامة بن لادن ، فقام عمر خطاب بتعيين (زكور ) كسائق شخصي لديه ..
عمل زكور لفترة كسائق شخصي لدى مسؤول القاعدة في حلب، وكان يرافقه في تحركاته وتنقلاته دون الاضطلاع عليها، إلا أن كميناً للمخابرات السورية أودى بحياة ” عمر خطاب” وزوجته فانتقلت إمارة القاعدة في حلب إلى “زكريا عفش ” وأصبح زكور يعمل لدى الأمير الجديد “عفش”
وفي هذه الفترة ارتقى (زكور) من مجرد سائق لا قيمة كبيرة له على عهد “عمر خطاب” إلى شخص يعمل في المضافات السرية في حلب تحت اشراف أمير القاعدة ” عفش” – والتي كانت مهمتها تهريب المقاتلين السوريين والعرب والأجانب إلى العراق للقتال مع تنظيم القاعدة هناك.
وبعد الخلاف بين جبهة النصرة وتنظيم الدولة الاسلامية وبدء القتال بينهم أكتشف الجولاني أن المكتب المالي في النصرة لا يملك سوى 100 ألف دولار في حين زكور وقطاع حلب يملك ملايين الدولارات، وذلك بسبب عمليات النهب والسرقة والفساد التي كان يمارسها زكور في حلب خاصة سرقة المصانع والمعامل فيها ، ليقوم الجولاني بمكافئته على سرقاته فتم تعيينه مسؤولاً عن الملف الاقتصادي في جبهة النصرة، وتمكن من خلالها من سرقة ملايين الدولارات لصالح جبهة النصرة ولمصالحه الشخصية وأفتتح العديد من الاستثمارات في تركيا تحت اسم أخيه المقيم في “عنتاب” حينها .
وبعد خلاف زكور مع أبي هاجر الحمصي وأبي حسن تفتناز وما يتمتعان به من نفوذ كبير في النصرة حينها .. تم عزل ( زكور ) من منصبه، ثم تم ارضاؤه فمنحه الجولاني منصب أمير الحدود، وفي هذه الفترة أشترك زكور في قضية خطف الصحفيات الايطاليات في الأتارب بمشاركة مع قيادات في حركة الزنكي.
كما أصبح زكور في فترة إمارته لقطاع الحدود المسؤول الأبرز عن عمليات التهريب من وإلى تركيا، واستطاع تشكيل مافيا اقتصادية تحتكر معظم المواد الأساسية في المنطقة، وبقيت تلك المافيا حتى اليوم مسيطرة على “كل شيء” إلا أنها أصبحت تدار اليوم من قبل “تجار مدنيين” كواجهة.
وبعد ضغوط مجدداً من أبو هاجر الحمصي وقادة آخرين في الهيئة على الجولاني بسبب فساد زكور وعمليات السرقة والاحتطاب التي يقوم بها تم عزله من إمارة قطاع الحدود شكلياً، فأشاع زكور وعبدالله سندة لاحقاً أبان فترة حرب هيئة تحرير الشام على فصائل الثورة أنهم اعتزلوا الهيئة وانشقوا عنها.
ثم ما لبث أن عاد زكور إليها كونه أحد اللصوص والمجرمين الكبار الذين يعتمد عليهم الجولاني في تنفيذ سياسته وادارة استثماراته، فتم تعيينه بمنصب قائد “جيش حلب” التابع للهيئة ثم تم تعيينه كمسؤول للعلاقات مع فصائل “الجيش الوطني” في الشمال السوري .
ورغم أن زكور أحد أبرز وجوه الإجرام والفساد في القاعدة سابقاً وفي الهيئة اليوم ومتورط في جرائم خطف وقتل وتعذيب والفتنة بين الجماعات المسلحة ودفعها للاقتتال فيما بينها، إلا أن بعض قيادات “الجيش الوطني ” كفرقة سليمان شاه وغيرها فتحت ذراعيها له وتجري لقاءات مستمرة معه ضمن مساعي تعزيز نفوذ القاعدة في المنطقة الى جانب أبو ماريا القحطاني.