تركيا ترفض منح تأشيرة الدخول لمحامي سوري بارز مقيم في ألمانيا

قال المحامي السوري أنور البني إنّ السلطات التركية رفضت منحه تأشيرة دخول أراضيها رغم أنّها سبق وأن اعطته الموافقة مدة عام.

ويعتقد أنّ حلقة بثت على قناة أورينت بتاريخ سابق التي تسببت في اغضاب تركيا ، ومعاقبتها ” البني ” وحظر دخول أرضيها.

وشهدت حلقة البرنامج السياسي اليومي (تفاصيل) على قناة أورينت ( 17 كانون الأول 2020 ) صداماً غير متوقع وتراشقا عنيفا بالألفاظ بين المحامي أنور البني وعضو هيئة التفاوض السورية وما يسمى “اللجنة الدستورية” يحيى العريضي، المحسوب على تركيا وذلك بسبب اتهامات وجهها البني لهم بقتل القضية السورية عبر حضورهم مؤتمرات جنيف واجتماعات اللجنة التي قال إنّهم يساقون اليها كـ “النعاج”.

وكان برنامج تفاصيل يناقش ما صدر عن المبعوث الأممي غير بيدرسون في كلمته أمام مجلس الأمن حول مصطلح العدالة التصالحية الذي أثار ولايزال غضباً في أوساط السوريين، واستدعى مناقشة دور اللجنة الدستورية التي أفضت إلى هذا المسار العقيم وما أنتجه من تنازلات، كما يرى الرافضون لتشكيلها أنّه لا يحق لنظام مجرم قانونياً ولا إنسانياً ولا حقوقياً المشاركة في كتابة الدستور.

وكان يحيى العريضي ( وهو من المحسوبين على تركيا ) اعتبر أنّ هذه الجلسات “هي الشيء الوحيد المتوفر الآن، ولأجل عدم موت القضية السورية وإبقائها حية”.

وانتقد أنور البني الجماعات السياسية التي تحتكر اسم المعارضة السورية بعنف، واعتبر أنّ “من يقتل القضية السورية هو ذهابهم إلى جنيف، القضية السورية حية بوجود الشعب السوري، بوجود اللاجئين ومعاناتهم، وبوجود المعتقلين، هذا ما يجعل القضية السورية حية وليس وجود جنيف، جنيف تقتل القضية السورية وشاهدنا ماذا نتج عن جنيف.. العدالة التصالحية.. هذا ما يريدون أن ينتج عن جنيف.. هم يساقون كالنعاج (المعارضة) كما يسوقهم بيدرسون، وكان دي ميستورا ساقهم قبله وما قبله وما قبله… ينساقون كالنعاج إلى مقتلة الشعب السوري”.

وأضاف البني موجهاً كلامه للعريضي “سيدي لا نريد سيناريو، دع العالم يقف دون سيناريو ولا تنغمسوا في سيناريو لقتل الشعب السوري وتدمير القضية السورية والقضاء على كرامة وحرية الشعب السوري”، مؤكداً أنّ شخصيات المعارضة “لم يطالبوا بإطلاق سراح معتقل، لم يقولوا يوماً واحداً لا لن نحضر.. ليقولوا ذلك مرة واحدة فقط.. لا يملكون لا؟.. أي سوري هذا يقول إنّه معارض وحر ولا يملك أن يقول لا، عجيب غريب أمر هؤلاء الناس الذين يدعون إنّهم يمثلون الشعب السوري وهم لا يملكون إلا حتى أنفسهم كسوريين”.

وتحدث البني عن أوراق وملفات قوية بيد المعارضة السورية يمكن أن تواجه فيها المجتمع الدولي وتكشف إجرام نظام أسد منها قانون قيصر والملفات التي أقيمت ومذكرات التوقيف التي صدرت بحق بشار أسد، وتقرير منظمة الأسلحة الكيماوية التي يتهم بشار وماهر أسد باستخدام الكيماوي.

ووصف البني اجتماعات جنيف بأنّها “مسرح والحاضرون هم دمى تتحرك بالخيوط، ويقولون هناك مسرحية تعوا اتفرجوا يا ناس”.

كما قال إنّ المعارضة “مهزومة من الداخل ومستسلمة وأنّهم يزينون الجحيم ويسهلون درب الجحيم للسوريين بالورود”، قائلاً ” ارجعوا لكرامتكم وسوريتكم وإنسانيتكم لحظة واحدة بس.. عيب عيب.. حاج تضحكوا على حالكم قبل ما تضحكوا علينا، الدكتور يحيى عم يضحك على حالو قبل ما يضحك علي”.

وختم البني حديثه بتوجيه اتهام لغالب الشخصيات التي تتصدر المشهد بأنّهم “عملاء للنظام”، وقال رداً على حديث العريضي بإنّه يدافع عن القضية السورية “كتير ناس قالوا نحنا مع الشعب السوري ومع الثورة السورية وطلعوا عملاء للنظام وأنور رسلان واحد منهم وفي كتير ناس آخرين، لا بهمني أن يقول أنا ضد النظام بهمني أفعاله وين عم تروح بالأخير.. لما بشوف أفعاله عم تصب لصالح النظام ما عندي شك أبدا إنو لساتو مع النظام.. ما أقصد يحيى أو غيروا، بقصد كتير ناس طلعوا وقالوا نحنا مع الشعب السوري وثورته وطلعوا من البدايات وانغمروا في المعارضة وطلعوا مع النظام.. بهمني أفعاله وين رايح عم تخدم النظام ولا فعلا عم تخدم الشعب السوري… ما حدا يبيض علينا بقصة أنا مع الشعب السوري”.

والبني هو محامٍ سوري بدأ منذ منتصف الثمانينات بالدفاع عن قضايا حقوق الإنسان في سوريا لصالح نشطاء وأشخاص بصرف النظر عن انتمائهم السياسي. وأمضى هو وأفراد عائلته 73 سنة في سجون النظام السوري بتهم سياسية وحقوقية مختلفة، وتسلم البني، والذي يعيش في برلين منذ سنوات الاثنين (10 كانون الأول/ديسمبر 2018) جائزة ألمانية ـ فرنسية وذلك تكريما لشجاعته في الدفاع عن حقوق الإنسان ودولة القانون في سوريا. وثمن وزير الدولة في وزارة الخارجية الألمانية في برلين، نيلس آنن نشاط المحامي، البالغ من العمر 59 عاماً، في كلمته خلال حفل تسليم الجائزة واصفا إياه بأنّه واحد من الشجعان الذين يدافعون عن حقوق الإنسان حتى لو كلف ذلك حياته.

يشار إلى أنّ المحامي أنور البني كان حتى قبل اندلاع حركة “الربيع العربي” في سوريا من أبرز الناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، حيث كان يدافع عن النشطاء الحقوقيين والمطاردين من قبل النظام السوري. وقضى البني عدة سنوات في السجون السورية، لكنه تمكن في عام 2014 من الهرب إلى الخارج واللجوء على ألمانيا، حيث يعيش في برلين منذ ذلك الوقت.

وفي برلين برز نشاط النبي في مجال متابعة المسؤولين السوريين الكبار وجمع الأدلة ضدهم لتقديمهم إلى العدالة وذلك بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

وقال وزير الدولة الألماني لشؤون الخارجية نيلس في كلمته خلال حفل تسليم الجائزة “كنت دوما مستعدا لدفع ثمن باهظ من أجل قناعاتك العميقة”، مضيفا “لقد عشت وشاهدت في سوريا فظاعات وبشاعة كثيرة لا يمكن تصورها بصفتك محامي يدافع عن حقوق الإنسان”. وشاركت سفيرة فرنسا في برلين آنا ـ ماري ديسكوت في حفل تكريم المحامي أنور البني.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك