تحدثت الأم وهو مفطورة القلب والعين، كيف أن قوات حرس الحدود التركية أستهدفتهم بشكل مباشر، أثناء اقترابهم من الساتر الحدودي الذي يفصل تركية عن سورريا… وتقول، وبجانبها ابنتها المصابة، البالغة من العمرر 11 سنة، والثانية بعمرر 5 سنوات:
أنا أم لستة أطفال يتامى، توفي والدهم… قررت الانتقال للعيش مع عائلتي المقيمة في تركيا، بسبب الظروف الصعبة في سوريا والقصف والفقر…
وتضيف اقتربنا من الحدود التركية في مدينة حارم، وقبل أن نصل الجدار الحدودي ب 20 متر، خرج الجندرمة الأتراك وبدون أي انذار بدؤا باطلاق الرصاص باتجاهنا بشكل كثيف، كانت معنا عائلة ثانية، تمددنا على الأرض كنت مع أطفالي الستة…واستمروا في اطلاق الرصاصة مدة 15 دقيقة، كان الرصاص في كل مكان… أطفالي يصررخون نتيجة الإصابة…اندفع شاب وحمل ابنتي الصغيرة المصابة في رأسها ورفعها باتجاه الجنود الأتراك ليتوقفوا عن اطلاق الرصاص، وأنهم يريدون اسعافها والعودة من حيث أتو…بدون فائدة، لم يتوقف الجنود الاتراك عن امطارهم بالرصاص…وحينما ألح الشاب وتحدث بالغة التركية معهم راجيا اسعاف الفتاة المصابة، طلبوا منه المغادرة… وحينما دار ظهره نحوهم قاموا بقتله باطلاق الرصاص عليه وإصابته في الظهر..
وتابعت الأم ” ارتفعت أصواتنا، كنا نساء وأطفال..أغلبنا أصيب، وكان ينزف…رغم ذلك لم يتوقف الجنود الأتراك عن اطلاق الرصاص وبقينا على الأرض طيلة ساعتين…فلم نجد بدا الا الزحف إلى الوراء حتى ابتعدنا عن الحدود مسافة كافية..”
وأضافت ” بناتي جميعا قد أصبن، إصابة إحداهن كانت في الرأس وكانت تنزف…أعتقد في البداية أن إحدى بناتي تمكنت من النجاة والهروب…لكن لاحقا اكتشفت أنها بقيت حيث تعرضنا لإطلاق رصاص ونزفت حتى الموت بعد إصابتها بعدة رصاصات…”
وأضافت” تمكن عدد من الشبان من انقاذنا… وسحبنا إلى إحدى القرى القريبة… توفيت ابنتي، وقتلت فتاة ثانية أيضا…وشاب كان يرافقنا، وهو الذي طلب من الجنود الأتراك وقف إطلاق الرصاص وكان يتحدث معهم باللغة التركية…قتلوه بعد أن أدار ظهره وهو يحمل ابنتي المصابة بين يديه محاولا اسعافه..”
الأم أكدت أنهم كانوا على مسافة قريبة جدا من الجنود الأتراك، وأن الجنود تأكدوا أنهم لاجئين، أطفال ونساء… لكن رغم ذلك اطلقوا الرصاص عليهم…ولم يتوقفوا عن إطلاق الرصاص رغم أنهم قرروا العودة والابتعاد عن الحدود…
وارتفع عدد اللاجئين الذين قتلتهم قوات حرس الحدود التركية إلى 430 لاجئا، بحسب احصائية من مركز توثيق الانتهاكات Vdc-Nsy بينهم ( 81 طفلا دون سن 18 عامًا، و 48 امرأة) كما وارتفع عدد الإصابات بطلق ناري أو اعتداء إلى 360 شخصا.
وتتكرر حالات استهداف “الجندرمة” للاجئيين السوريين الذين يحاولون عبور الحدود من سوريا هربا من الحرب الدائرة في بلادهم، كما قامت ببناء جدار عازل على طول حدودها الذي يبلغ طوله 911 كم لمنع دخول اللاجئين، ما يسفر عن سقوط قتلى وجرحى مدنيين بشكل مستمر.