أتاوة قدرها مليون دولار على مزارعي عفرين الذين تقع أراضيهم ضمن حدود سيطرة ميليشيا العمشات

ريف حلب ( عفرين في 22 ديسمبر 2020 ):

تواصل الفصائل المدعومة من تركيا عمليات نهب منظمة في منطقة عفرين، دون الاكتراث بالدعوات الدولية، ودعوات منظمات حقوق الإنسان لوقف الانتهاكات، وجرائم الحرب التي تطال سكان المدينة، التي اضطر 80 % منهم من النزوح قسرا هربا من الخطف والموت.

يؤكد عدد من المزارعين الذي التقيناهم في ( مركز التوثيق ) أنّ مزارعي الزيتون في عفرين يعانون مأساة كبرى بسبب هيمنة فصائل المعارضة السورية الموالية لتركيا على المنطقة وفرضهم لـ”ضرائب وإتاوات” كبيرة، مما يزيد من معاناتهم مع الفقر والحاجة، ويؤكدون أنّ الإتاوة تلاحق حتى النازحين منهم، حيث يتم الاتصال بهم وتخييرهم بين إرسال ( الإتاوة ) أو سيتم جني كامل المحصول، وقطع الشجار، وقد تصل الإتاوة في بعض الأحيان إلى 25 ألف دولار.

وتكشف مصادرنا، ومصادر محلية، ومعلومات استقيناها من الاتصال بضحايا الانتهاكات في منطقة شيخ الحديد ( شيه ) التي أن يسيطر عليها فصيل ( سليمان شاه ) المعروف باسم ( العمشات ) بقيادة محمد الجاسم، أبو عمشة أنّ عناصر الفصيل قاموا بالاستيلاء على مئات المنازل، وعلى محطة الوقود العائدة ملكيتها لآل كوجر، وبستان عائلة شيخ إسماعيل زادة بمساحة تقديرية 5 هكتارات من أشجار التفاح و الإجاص الكائنة ما بين طريق قنديلة – دوبر حيث قام ( أبو عمشة ) بتحويلها ألى مركز إيواء للخيول وحلبة سباق وتدريب، والاستيلاء على معصرة الزيتون العائدة ملكيتها لعائلة شيخ إسماعيل زادة وتحويلها لمقر عسكري، وقاموا بالاستيلاء على المحلات التجارية الكائنة مقابل محطة الوقود، العائدة ملكيتها لآل شيخ مراد وعلى سبعة محلات تجارية تعود ملكيتها إلى عدد من أهالي القرية بغية تحويلها إلى سوبرماركت أو ” مول أبو عمشة “، وأنّهم قاموا بالاستيلاء على حقول الزيتون العائدة للأهالي المهجرين قسراً إلى منطقة الشهبا المقدرة بحوالي 270 ألف شجرة زيتون و الاستيلاء على أكثر من 300 من كروم العنب و بقية المحاصيل، وعلى حقل الزيتون العائدة ملكيتها إلى عائلة كمال آغا والمقدر عدد أشجارها بحوالي 3000 شجرة زيتون.

وعلى صعيد فرض الأتاوات تمكنا من الحصول على معلومات تتعلق باستيلاء ( العمشات ) على نسبة 15% من محصول الأهالي المهجرين قسراً باسم المجلس المحلي للناحية، والذي قاموا ( أبو عمشة ) بقتل أحد أعضاءه وهو ( أحمد شيخو ) تحت التعذيب، بغية إرضاخ المجلس لسيطرته. كما وقام الفصيل بإحداث مكتب اقتصادي لشرعنة السرقة والنهب، حيث فرض مبلغ مالي قدره 8 دولارات أمريكية عن كل شجرة لقاء السماح لجني ثمارها، إضافة لفرض مبلغ مالي قدره 3 دولار أمريكي عن كل شجرة عائدة ملكيتها للأهالي المتواجدين في قراهم، وتحصيل نسبة 1/8 من أجور العمال، وتحصيل ما يقارب 0.5 نصف دولار أمريكي من سعر تنكة الزيت الفارغة. إضافة لفرض الإتاوة على أهالي كل قرية أعداد متفاوتة من تنكات الزيت ( جقلا تحتاني 800 تنكة زيت ، جقلا وسطاني 700 تنكة زيت ، كاخرة 2000 تنكة زيت ) و بقية القرى على ذات المنوال…

إضافة لذلك فقد قام ( العمشات ) بفرض الإتاوة على أصحاب المعاصر 13 الموجودين ضمن الحدود الإدارية للناحية ما يقارب بين ( 250 – 500 ) تنكة زيت. وتحصيل 20 % من مردود المعاصر.

بالنسبة للمهجرين قسرا، أو المقيمين فنذكر عدد من المبالغ المفروضة على كل منهم، وهم أمام خيار إرسال أو دفع المبلغ، أو سيتم جني ثمار مزرعته، وقطع الأشجار أو منعه من الاقتراب من حقله، ونذكر عدد منهم:

  • أحمد علوش الملقب حج قدري فُرض عليه مبلغ مالي قدره 15000 دولار أمريكي.

  • حج عارف علوش فُرض عليه مبلغ مالي قدره 15000 دولار أمريكي.

  • سعيد كوجر فُرض عليه مبلغ مالي قدره 10000 دولار أمريكي.

  • عصمت عرب فُرض عليه مبلغ مالي قدره 8000 دولار أمريكي.

  • وليد بلال فُرض عليه مبلغ مالي قدره 8500 دولار أمريكي.

  • أبو شيخو فُرض عليه مبلغ مالي قدره 7000 دولار أمريكي.

  • محمد بكو فُرض عليه مبلغ مالي قدره 800 دولار أمريكي.

  • محمد رشيد داود الملقب ( تادو ) فُرض عليه مبلغ مالي قدره 2500 دولار أمريكي .

  • عزت بكلرو فُرض عليه مبلغ مالي قدره 300 دولار أمريكي.

  • عصمت بكلرو فُرض عليه مبلغ مالي قدره 300 دولار أمريكي.

  • عزيز بكلرو فُرض عليه مبلغ مالي قدره 400 دولار أمريكي.

  • حنيف بكلرو فُرض عليه مبلغ مالي قدره 2000 دولار أمريكي.

  • يلماز عبو فُرض عليه مبلغ مالي قدره 500 دولار أمريكي.

  • عبدو حنان فُرض عليه مبلغ مالي قدره 1500 دولار أمريكي.

  • رشيد علي طاري من أهالي قرية جقلا وسطاني فرص عليه مبلغ مالي قدره 6000 دولار أمريكي.

  • فخري رفعت من أهالي قرية قرمتلق فُرض عليه مبلغ مالي قدره 14000 دولار أمريكي

  • عبدو جيلو، من أهالي قرية فرض عليه دفع مبلغ 1500 دولار، وحينما عجز عن الدفع تم خطفه، ومازال مصيره مجهولا.

وأسماء أخرى…

وبالمحصلة، فإنّ إجمالي الإتاوات المفروضة من قبل ( العمشات ) على أهالي بلدة شيخ الحديد هو : مركز الناحية 250 – 300 ألف دولار أمريكي، قرية قرمتلق 125 – 150 ألف دولار أمريكي . جقلا ( فوقاني ، وسطاني ، تحتاني ) 150 – 200 ألف دولار أمريكي .

وبذلك يتجاوز المبلغ الإجمالي المفروض على الأهالي مليون دولار أمريكي.

ولا يختلف الأمر بالنسبة لمزارعي عفرين، الذين تقع أراضيهم تحت سيطرة مجموعات مسلحة أخرى مرتبطة بتركيا.

22 مليون شجرة زيتون في عفرين نهبتها الفصائل المسلحة بإشراف تركي

تتزايد انتهاكات القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها بحق أهالي منطقة عفرين في شمال سوريا مع مرور عامين ونصف على بدء الهجوم العسكري عليها واحتلالها لاحقا في مارس 2018، وذلك في ظلّ عدم اهتمام إعلامي وحقوقي دولي كافي، والفظائع التي ترتكب فيها، ورغم تهجير أكثر من 300 ألف من سكانها الأصليين وتوطين عشرات الآلاف فيها مكانهم، ممن يعرفون ب “مسلحي المصالحات” إضافة لأكثر من 3200 مُعتقل، ومقتل 130 شخص تحت التعذيب، والاستيلاء على المُمتلكات والعقارات والبساتين والأراضي عبر عمليات النهب المنظمة والأتاوات والاتجار بالبشر والمُعتقلين وفرض فدىً مالية مُقابل الإفراج عنهم.

وصل عدد أشجار الزيتون في منطقة عفرين إلى 22 مليون شجرة، وكانت وارداتها تمثل 70% من دخل أبناء هذه المنطقة الكردية. وبحسب إحصائيات رسمية من “الحكومة السورية” صدرت عام 1998 فإنّ عدد الأشجار بلغ 16 مليون شجرة مثمرة وثماني مليون في طور الإنتاج وعدد المعاصر أكثر من خمسمائة معصره.

واستولت الفصائل المسلحة على 90% من محصول الزيتون بقوة السلاح وتقوم كل عام ببيعه إلى التجار الأتراك، بينما تحتكر القوات التركية والجماعات المسلحة إخراج الزيت من المنطقة، وإدخاله لتركيا وتصديره إلى أوروبا وأمريكا وبعض الدول العربية على أنّه ( زيت، وزيتون تركي ).

وتقدّر قيمة الزيت المنهوب من قبل تركيا من عفرين بنحو 80 – 150 مليون يورو، وربع ذلك المبلغ هو من حصة الجماعات المسلحة في عفرين، التي تتحكم بحصاده، ونقله إلى تركيا.

هذا واعترف وزير الزراعة التركي في نوفمبر 2018 باستيلاء تركيا على محصول الزيتون في عفرين وبيعه. وجاء اعتراف الوزير ردّاً على اتهام رئيس حزب الشعوب الديمقراطي في جلسة برلمانية بنهب محصول زيت الزيتون في عفرين. وقال الوزير التركي خلال جلسات للبرلمان التركي حول موازنة عام 2019 “إنّنا في الحكومة نريد أن نضع أيدينا على موارد عفرين بطريقة أو أخرى، كي لا تقع هذه الموارد في يد حزب العمال الكردستاني إشارة إلى الأكراد”.

ونقل الصحفي التركي فهيم تاشتكين عن نائب لحزب الشعب الجمهوري التركي المعارض في البرلمان قوله إنّ 50 ألف طن من زيت الزيتون تم تهريبه من عفرين إلى تركيا. وأكد ذلك النائب عن حزب الشعوب الديمقراطي نور الدين ماجين بقوله “إنّ المسلحين لم يكتفوا بتهريب 50 ألف طن من زيت الزيتون من عفرين بل قاموا بتدمير حقول الزيتون أيضا”.

ويعمل التجار الذين يشترون إنتاج الزيت مع الجماعات المسلحة المنتشرة في عفرين، ويقومون بنقل الزيت إلى تركيا مباشرة، عبر معبر افتتحته تركيا خصيصا لهذا الغرض.

قطع وحرق مليون ونص شجرة:

لا يقتصر الأمر على الاستيلاء على قسم كبير من موسم الزيتون، بل يقوم المسلحون وعوائلهم أو جماعات مرتبطة بهم بقطع آلاف أشجار الزيتون وبيعها حطباً في تركيا وفي إدلب وريف حلب بهدف الكسب المادي. وبلغ إجمالي عدد الأشجار التي تم قطعها ( مليون و550 الف ) منها ( 600 ألفا ) من أشجار الغابات وقرابة المليون هي أشجار مثمرة (الزيتون، اللوز، الرمان، الفستق ….) ومن الأماكن الأكثر تضررا وتمت فيها عمليات قطع الأشجار(جبل خاستيا في ناحية شيه حتى جندريس باتجاه جبال قازقلي وجبل جوبانا وجبل هاوار في ناحية بلبل وراجو …).

معاصر الزيتون أيضا:

إضافة لذلك استولت الفصائل المسلحة الموالية لتركيا على معامل ومصانع ومعاصر الزيتون والزيت والصابون والبيرة في عفرين، فمن أصل 500 معصرة ومعمل يعمل الآن 191 و80 معصرة منها تعرض للنهب والسرقة، فيما تدير جماعات مرتبطة بالفصائل 53 معصرة:

عدد مراكز ومعاصر الزيتون في منطقة عفرين بـ / 500 / معصرة منها:

  • 188 معصرة فنية بدائية ذات طاقة إنتاجية ضعيفة بحدود / 80 / شوال إلى / 250 / شوال خلال / 8 / ساعات عمل.

  • 98 معصرة فنية حديثة ذات طاقة إنتاجية كبيرة تصل بحدود / 500 / شوال خلال / 8 / ساعات عمل.

المعاصر التي تم الاستيلاء عليها وماتزال تعمل:

مدينة عفرين المركز: / 17 / معصرة تعمل حاليا و / 7 / معاصر تعرضت للسرقة والسطو المسلح.

ناحية جنديرس: / 37 / معصرة تعمل حاليا و / 6 / معاصر تعرضت للسرقة والسطو المسلح.

ناحية شيخ الحديد: / 18 / معصرة تعمل حاليا و / 2 / معصرتان تعرضتا للسرقة والسطو المسلح.

ناحية راجو: / 19 / معصرة تعمل حاليا و / 8 / معاصر تعرضت للسرقة والسطو المسلح.

ناحية المعبطلي: / 21 / معصرة تعمل حاليا و / 6 / معاصر تعرضت للسرقة والسطو المسلح.

ناحية بلبل: / 10 / معاصر تعمل حاليا و / 12 / معصرة تعرضت للسرقة والسطو المسلح.

ناحية شرّان: / 24 / معصرة تعمل حاليا و / 4 / معاصر تعرضت للسرقة والسطو المسلح.

80 معصرة، تعرضت للنهب والسرقة ومنها تعرضت للتدمير نتيجة القصف الجوي، المدفعي التركي.

إضافة لمعاصر الزيتون فإن عدد معامل البيرين في منطقة عفرين كان/ 18 / معملا. فقط / 11 / منها يعمل وباتت تحت سيطرة الفصائل المسلحة، و / 7 / منها متوقفة عن العمل بسبب تعرضها للسرقة والسطو المسلح.

وكذلك بالنسبة لمعامل الصابون، عددها في منطقة عفرين يبلغ / 10 / معامل جميعها تعرض للتخريب والسرقة.

للمزيد حول هذا التقرير تابع هذا الملف

زيت الزيتون العفريني.. في رحلة تهجير إلى أوروبا ودول الخليج

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك