نشرت صحيفة صباح الموالية للرئيس التركي رجب طيب اردوغان مقالا لأحد كتابها أوكان مدرس أوغلو وترجمته ترك برس تضمن مخططا للجيش التركي لشن هجوم “مباغت” شرق الفرات لتدمير الادارة الذاتية هناك وتوطين مليون حتى مليونين لاجئ من العرب الموالين لها فيها عبر اقامة مستوطنات سكنية وتقديم خدمات لهم ضمن خطة زعزعة البنية الديموغرافية لشمال سوريا تحت غطاء تهديد الامن القومي التركي.
أوكان قال “نحن الآن في مرحلة اتخاذ الجيش التركي المبادرة الحتمية في شرق الفرات من أجل استكمال الجزء الناقص”.
أضاف “يجب أن تتمتع هذا المبادرة، التي تشتمل على إنشاء المنطقة الآمنة، بعنصر المفاجأة من جهة، وأن تؤدي إلى سيطرة العشائر العربية الموالية لاردوغان في المنطقة”.
اوكان قال ان “الولايات المتحدة منكبة تمامًا على أجندة الانتخابات والقصص المروية عن الماضي المنبوش لمرشحي الرئاسة وعلاقاتهم المشبوهة” وأن الوقت المناسب لاستغلاله لشن الهجوم.
وقال ” الجانب الأمريكي، لم يتقبل تنفيذ الجيش التركي عملية درع الفرات، لكنه لم يتدخل لعرقلة ذلك”.
اضاف “في هذه المرحلة زادت إسرائيل زخم سياساتها الرامية لتصفية فلسطين، وتصاعدت الضغوط الخارجية لزعزعة التوازنات السياسية في إيران، وأصبحت دول الخليج كالجالس على الجمر”.
وقال” من الواضح أن الولايات المتحدة، في هذه المرحلة، لن تتقبل بسهولة عملية عسكرية تنفذها تركيا مباشرة في سوريا، ولهذا السبب بالتحديد تعمل البنتاغون على كسب الوقت من خلال مناورات ليست غريبة أبدًا على الأركان التركية”.
وابدى الكاتب يأسه من ان واشنطن تضع تركيا، “الحليف”، في كفة واحدة تقريبًا مع الادارة الذاتية من “ي ب ك”، و”قوات سوريا الديمقراطية”.
وقال “صحيح أن الفعاليات المخطط لها مستمرة كما تعلن وزارة الدفاع باستمرار، ولكن محتوى تلك الفعاليات وطريقة تقديمها لا تتوافق مع الواقع الميداني”.
وكشف أوكان ان مايقوم به الجيش التركي عبر تسيير الدوريات المشتركة مع واشنطن من تحديد مواقع “ي ب ك” في محيط مدينة تل أبيض ليس كاف، “ليس هناك تقويم واضح من أجل مرحلة انسحاب عناصر قوات سوريا إلى عمق 32 كم وسحب الأسلحة الثقيلة من المنطقة”.
اضاف “الطلعات الجوية التي تنفذها مقاتلات إف-16 التركية في شرق الفرات، يجري الإعلان عنها على أنها في إطار “عملية العزم الصلب”، وهي لا تستهدف مطلقا “ي ب ك”.
وختم مقاله “بدأ الأمريكيون استخدام دبلوماسية عامة، ولأنهم يسعون لممارسة ضغوط على أنقرة عبر شركائهم التقليديين لدى الرأي العام التركي، يبقى خيار “الهجوم المباغت ذات ليلة”!
وكانت قناة TRT التركية نشرت تفاصيل خطة ماتسميه تركيا “المنطقة الآمنة” في شمال سوريا، تتضمن اقامة مستوطنات بتكلفة تصل الى 27 مليار دولار. ويبدو ان السلطات التركية تتوقع ان تقبل واشنطن بخطتها الخبيثة وان تمولها كذلك.
الخطة تتضمن إقامة مناطق سكنية في شمال سورية لمليون شخص، وتضم 10 قطاعات تتسع الواحدة منها لـ 30 ألف شخص، و 140 قرية تتسع ل 5 آلاف.
كما ستضم القرية مسجدين، ومدرستين بسعة 16 قاعة دراسية، ومركزاً شبابياً، وصالة رياضية مغلقة.
أما بالنسبة للبلدات، فستضم بدورها 6 آلاف منزل مؤلفة من 3 أو 4 غرف بمساحة وسطية تبلغ 100 متر مربع.
وستحتوي البلدة على مسجد في مركزها و 10 مساجد أخرى موزعة على الأحياء، و 8 مدارس بسعة 16 قاعة دراسية، وثانوية وحيدة، وصالتين رياضيتين، و 5 مراكز شبابية، واستاد كرة قدم صغير، و 4 ملاعب كرة قدم صغيرة للأحياء، إضافة إلى مرافق اجتماعية أخرى، ومجمّع صناعي صغير.
كما ستضم بلدتان مستشفيين بسعة 200 سرير، إضافة إلى 8 مستشفيات بسعة 10 أسرة موزعة على البلدات الأخرى.
وبحسب الخطة فإن مجموع مساحة القرى والبلدات السكنية سيقدر بنحو 92.6 مليون متر مربع، فيما ستبلغ مساحة الأراضي الزراعية التي ستوزع على سكان القرى نحو 140 مليون متر مربع آخر.
وسيبلغ مجموع الوحدات السكنية في المنطقة الآمنة 200 ألف وحدة، يتم تشييدها بتمويل أجنبي، حيث تقدر ميزانية المشروع بنحو 150 مليار و 965 مليون و 400 ألف ليرة تركية، أي ما يعادل 27 مليون دولار تقريباً.
وحذر جيمس جيفري المبعوث الأمريكي الخاص بسوريا للصحفيين على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة من أي عمل أحادي من قبل تركيا في المنطقة.
وقال جيفري ”أوضحنا الأمر لتركيا على جميع المستويات بأن أي عملية من جانب واحد لن تؤدي إلى تحسن أمن أحد… لدى الأتراك بالطبع خيار التحرك عسكريا“.
وأضاف ”لقد طورنا مقترحا لإنشاء منطقة آمنة مع كل المعنيين، يشمل سحب وحدات حماية الشعب قواتها وأسلحتها الثقيلة لمسافات مختلفة وفقا للموقع ونوع النشاط“، وقال إن الوحدات ستزيل أيضا تحصيناتها في مناطق معينة.
من جهة اخرى حذر القائد العام لقوات سورية الديمقراطية/ مظلوم كوباني من اندلاع حرب ثانية كبرى في سوريا إن هاجمت تركيا قواته شرق الفرات.
وأضاف “بالنسبة لتركيا، ليس من مصلحتنا الدخول في حرب مع تركيا. نحن لا نرغب في قتال مع تركيا. لقد كان هذا موقفنا منذ البداية. لقد كانت تركيا الطرف العدواني ولا تزال كذلك. هاجمونا في عفرين. انهم باستمرار يعملون على مضايقتنا. نطلب من تركيا إنهاء موقفها العدواني، وإذا ساعدت الجهود الحالية التي تبذلها الولايات المتحدة في حوارها مع تركيا على تأمين هذه النتيجة، ومنع الهجمات التركية، فمن الواضح أن ذلك سيكون مفيدًا لنا. نحن ندعم هذه الجهود..” وقال”إذا فشلت الجهود الأمريكية في تحقيق نتيجة إيجابية..ستندلع الحرب..