بدأت “المجالس المحلية” التابعة لتركيا استعداداتها لاستقبال العام الدراسي الجديد في مدارس عفرين شمال سوريا، حيث سيتم تطبيق مناهج تعليمية اقرتها “حكومة الائتلاف في عنتاب” على طلاب المدارس وهي مواد دراسية تطبع تحت اشراف وزارة التربية والتعليم التركية وتبرز فيها دور تركيا وثقافتها كدولة عظمى وتمجد فترة الحكم العثماني للمنطقة.
وقال نائب رئيس “المجلس المحلي” في منطقة “شيا”، أحمد خليل، إن “اللجان التابعة للمجالس الموكلة من قبل تركيا تجري جولات على مدارس المنطقة لتفقّدها وتقدير الأضرار التي لحقت بها، ومن ثم البدء بإصلاحها”. علما أن الكثير منها تم تحويلها إلى مقرات عسكرية أو مراكز اعتقال.
وأضاف خليل أن “المدارس الغير مستولى عليها من قبل الفصائل السورية والقوات التركية ستكون جاهزة في غضون شهر، وسيتم تأمين كافة متطلبات التعليم و اللوازم الدراسية ، ويبدأ العام الدراسي الجديد مطلع شهر أكتوبر/تشرين الأول القادم”.
وتابع نائب رئيس “المجلس المحلي” في منطقة “شيا”، أن “مدارس المنطقة ستطبق المناهج التعليمية التابعة لـ(وزارة التربية) في (الحكومة السورية المؤقتة)، كما سيتم تخصيص دروس باللغة التركية في هذه المدارس” خليل تحدث عن إمكانية السماح بتدريس مادة واحدة فقط باللغة الكردية في بعض المدارس مع استحالة ذلك في ظل سياسة التتريك والتعريب التي تمارسها تركيا وفصائلها السورية في المنطقة .
من جهته قال نائب رئيس “المجلس المحلي” في ناحية “بلبلة”، محمد سيدو، إن “الاستعدادات جارية بهدف تأهيل الكوادر التدريسية، وسيتم الإعلان عن أسماء المدرسين الذين يقع عليهم الاختيار قريباً”.
وأشار سيدو إلى أنه “سيتم افتتاح مدرستين ثانويتين في ناحية (بلبلة)، واحدة في البلدة ذاتها، والأخرى في قرية (كوتانا) التابعة لها، إلى جانب 5 مدارس إعدادية، و30 مدرسة ابتدائية في هذه المنطقة”.
مشيراً إلى “افتتاح 10 مدراس للتعليم العاجل (مدارس مخصصة لتعويض الطلاب الذين فاتهم العام الدراسي)، في الناحية ذاتها، بالتعاون مع (منظمة جودي) ومكتب التعليم التابع لـ(المجلس المحلي) في بلبلة”.
يشار ان الإدارة الذاتية في عفرين كانت قد اعلنت عن خطة دراسية قبل احتلال المدينة من قبل القوات التركية تضمنت تأهيل 324 مدرسة، وبلغ عدد الطلاب 49 الف طالب/طالبة، وعدد الكوادر التدريسيّة تجاوز 2625 معلم/معلمة.
وفي مخيمي روبار والشهباء في عفرين بلغ عدد التلاميذ ( 889 تلميذ)
وتتحكم تركيا بشكل كامل بالعملية التعليمية في مناطق نفوذها المباشر في الشمال السوري، رغم أن المناهج السائدة في المدارس هناك هي ذاتها مناهج “الحكومة المؤقتة” المعدلة عن مناهج وزارة تربية النظام السوري.
إذ طالت تلك المناهج تغييرات في بعض المضامين والإشارات السياسية، أبرزها في مواد التاريخ والجغرافيا، لأنها تحوي “مغالطات” من وجهة نظر تركيا، إذ تم، على سبيل المثال، إزالة أي كلمات تشير إلى “احتلال عثماني” واستبدالها بـ “حكم” عثماني.
وتحاول تركيا تطبيق نظامها التعليمي في هذه المناطق، الأمر الذي أكّده علي رضا ألتون إل، مدير برنامج “التعلم مدى الحياة” في وزارة التعليم التركية، في لقاء مع صحيفة “الشرق الأوسط” في أيلول الماضي، إذ قال إن “الوزارة تعمل على نقل تجربة التعليم في تركيا، وبخاصة نظام التعليم الإلكتروني إلى مناطق درع الفرات خلال فترة قصيرة”.
وتضم هذه المناطق نحو 500 مدرسة، يدرس فيها نحو 150 ألف طالب، وفق تصريحات وزارة التعليم التركية.
بدورها، أصدرت المكاتب التعليمية في مجلس محافظة حلب الحرة، العام الماضي، قراراً يقضي بإدراج اللغة التركية ضمن المناهج الدراسية ابتداءاً من المرحلة الابتدائية حتى المرحلة الثانوية، لكنها لم تطبق في جميع المدارس الفاعلة هناك حتى الآن.
إضافة إلى ذلك، سمّيت العديد من المدارس بأسماء تركية، نسبة إلى قتلى في بعض المعارك خلال عملية “درع الفرات”، فضلًا عن الجمع بين علَمي الثورة وتركيا على أغلفة “الجلاءات” المدرسية.
أما على صعيد الدراسات العليا، فعملت تركيا خلال الفترة الأخيرة على افتتاح فروع لجامعاتها الحكومية في ريف حلب، ومن بينها جامعتا حران وغازي عنتاب، اللتان ستفتحان أبوابهما أمام الطلاب في العام الدراسي المقبل 2018- 2019.
إذ وقع المجلس المحلي في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، في حزيران الماضي، اتفاقية مع جامعة حران التركية لافتتاح فرع لها داخل المدينة، وبحسب ما قال رئيس المجلس، جمال عثمان، في حديث سابق لعنب بلدي فإن الجامعة ستبدأ باستقبال الطلاب في أيلول المقبل.
وأضاف أنّ الجامعة تضم عدة أفرع علمية وأدبية تتركز مبدئياً في كليات الهندسة والعلوم (رياضيات وفيزياء وكيمياء)، على أن يتم مستقبلًا توفير اختصاصات أخرى مثل الطب والاقتصاد.
ومن المقرر أن يقدم فرع جامعة حران في مدينة الباب المنهاج التركي نفسه المعتمد في الفرع الأصلي، ومقره ولاية شانلي أورفا، كما اشترطت الجامعة أن يتقدم الطلاب إلى الفحص الخاص بالطلبة الأجانب “يوس”، من أجل الدخول إلى الجامعة.
كما قررت جامعة غازي عنتاب التركية فتح مدرسة مهنية تتبع لها في مدينة جرابلس بريف حلب الشمالي، في حزيران الماضي، بعد الحصول على موافقة من مجلس الوزراء التركي. .