ننقل في هذا التقرير شهادة حرفية لأحد عناصر فرع شرطة مدينة الباب بريف حلب، والخاضعة لسيطرة القوات المسلحة التركية. وتكشف هذه الشهادة، وتتوافق مع تقارير أخرى نشرناها في مركز توثيق الانتهاكات عن عمليات تعذيب تتم في سجون فصائل المعارضة السورية في المناطق الخاضعة لتركيا شمال سوريا:
نص الشهادة:
في 12 أكتوبر \ تشرين الأول 2020 لم يعد العامل في قسم شرطة الباب ( أحمد الوهب ) إلى منزله، وبعد عدة اتصالات أجرته زوجته، وأمه أخبره أحد زملاءه إنّه اعتقل بناء على أوامر من قائد الشرطة ( محمود الصالح ) ومدير السجن ( سفيان ) بتهمة سرقة ( الهارد ديسك ) الخاص بجهاز الكمبيوتر، وأنّ هنالك عدد من عناصر الشرطة معتقلين وسيفرج عنهم لحين انتهاء التحقيق معهم.
وبعد مرور 5 أيام، (17 أكتوبر 2020) حصلت عائلة ( أحمد الوهب ) على معلومات تؤكد تعرضه للتعذيب، والضرب بهدف انتزاع اعتراف منه. وحينما حالوا زيارته، تم منعهم وتهديدهم.
وبعد يوم واحد، تمت مداهمة منزله، وترويع ساكنيه وتفتيشه في ساعة متأخرة من الليل وتكرر ذلك عدة مرات.
وتمكن والده بعد أيام في 22 أكتوبر من زيارته، وقال إنّ ابنه (احمد) لم يتعرف عليه، كان واضحا أنّه خائف، وقد تعرض للضرب والتعذيب….” لم يعرفني ابني …تارة كان يناديني ب خالو، وأخرى بسيدي…، لقد كانت آثار التعذيب واضحة جدا على جسده”.
ويضيف الشاهد، قاموا بتلفيق قصة أنّ (أحمد ) باع ( الهارد ديسك ) لشخص آخر، مقابل 100 دولار، فهم يجهلون أنّه يمكن نسخ المعلومات على ( فلاشة ) دون انتباه أحمد، بدل فك ( الهارد ).
ويضيف حاول والد أحمد توكيل محامي، وتواصل مع الكثيرين من قادة الفصائل بدون أيّة نتيجة.
بتاريخ 29 أكتوبر 2020 تم نقل ( أحمد ) إلى مشفى مدينة الباب، بعد تدهور حالته الصحية نتيجة الضرب والتعذيب، كان فاقدا الوعي. لم تعلم عائلته، بنقله للمشفى إلا بتاريخ 1 نوفمبر عبر أحد المقيمين في المشفى، أخبرهم الطبيب إنّه أصيب “بفشل كلوي” جراء التعذيب الذي تعرض له، وأصبح بحاجة إلى جلسة غسيل كل ثلاثة أيام نتيجة انحلال العضلات.
يقول والد أحمد : ” ذهبت الى النائب العام ( توفيق العلي) لتقديم شكوى، الذي سبق وماطل ثلاث مرات للتحقيق في قضية احتطاف ابني..” لكنه رفض الشكوى، وادعى أنّ ابني مصاب بالكريب…”.