منذ قيام تركيا بتأسيسه “الجيش الوطني السوري” يعلن للمرة السادسة سحب مسلحيه من المدن

أعلنت فصائل تابعة لـ”الجيش الوطني السوري” الذي شكلته تركيا في شمال سوريا، عن بدء نقل المقرات العسكرية التابعة له إلى خارج مدينة عفرين وذلك للمرة السادسة.

وجاء في بيان نشره “الفيلق الثالث”، أنّ إفراغ المقرات في عفرين يبدأ الاثنين، المقبل وقد يستمر لأسبوع.

ونقل عن المتحدث باسم “الجيش الوطني” يوسف حمود، أنّ العمل بدأ على إنهاء التواجد العسكري لفصائل “الجيش الوطني” في كل مدن وبلدات الشمال السوري”.

وهذه ليست المرة الأولى التي ينشر الجيش الوطني الموالي والمدعوم من تركيا نبأ سحب المسلحين من المدن لكن بدون تنفيذ.

وتابع حمود: “منذ بداية تشكيل الجيش الوطني، والخطة موجودة، والآن اكتملت عناصر تنفيذها، من خلال تواجد الشرطة المدنية وقدرتها على ضبط الأمن بعيدا عن الحاجة للتشكيلات العسكرية”.

وأضاف حمود، أنّ تحييد أو نقل ثكنات “الجيش الوطني” إلى معسكرات، يعطي المجال لتأهيل الجيش، والتركيز على تنمية مهاراته القتالية، بعيدا عن المدنيين والشأن المدني.

وقال إنّ “الغرض الأساسي من العمليات العسكرية التي نفذها الجيش السوري الحر بدعم من الجيش التركي، كان العمل على إيجاد مناطق آمنة للمدنيين، تقوم الشرطة المدنية بتولي أمنها”.

وبحسب حمود، فإنّ إفراغ المدن من العسكريين سيتزامن مع زيادة التدابير الأمنية، وذلك لمنع حدوث اختراقات أمنية في المدن، من قبل الجهات المعادية.

وقبل أيام كانت فصائل في منطقة “نبع السلام” قد نشرت بيانات مشابهة، حيث أعلنت فرقة “السلطان مراد” وفرقة “الحمزة” إخراج مقراتهما من مدينة رأس العين، بريف الحسكة الغربي لكن على الأرض لم ينفذ الاعلان.

ويبدوا  أنّ الهدف من الخطوة، هو ضبط الأمن والتقليل من المظاهر المسلحة داخل التجمعات السكانية،  بغية تفعيل دور الأجهزة الأمنية.

وتشهدت مدينة عفرين وبقية المناطق الخاضعة لتركيا شمال سوريا تفجيرات واغتيالات واقتتال بين الفصائل يسقط نتيجتها ضحايا من المدنيين. كما تشهد تظاهرات شعبية وحركات احتجاج تطالب بخروج الفصائل من المدينة، بسبب فشلها في حماية المدنيين والتسبب في إصابة ومقتل العشرات.

تعرف على تشكيلات “الجيش الوطني السوري” الموالي لتركيا:
أعلن عن تشكيل الجيش الوطني، في 30 كانون الأول/ ديسمبر 2017، وهو يتبع أسميا إلى “الحكومة المؤقتة”، التابعة للائتلاف السوري الخاضع لتركيا .

وانبثق عن “الجيش الوطني” ثلاثة فيالق، وأصبحت لاحقا بعد الاندماج مع “الجبهة الوطنية للتحرير” ثلاثة فيالق، بالإضافة إلى تشكيلات الجبهة المكونة من 15 فصيلا لم يتم هيكلتها على أساس الفيالق.

وتتفرع الفيالق الأساسية في الجيش الوطني بدورها إلى ألوية، وتتبعها بها شرطة عسكرية و”وطنية”.

وبعد الانتهاء من تشكيل الفيالق في الجيش الوطني، كان من المفترض أن تحل الفصائل تشكيلاتها المسلحة وأن تتجرد من المسميات، وتوزع على ثلاث فرق في كل فيلق، وثلاثة ألوية ضمن كل فرقة، إضافة إلى ضم كل لواء لثلاث كتائب من المسلحين، وهو ما لم يتم تطبيقه.

وقوام “الجيش الوطني” المعارض، يصل إلى 80 ألف مسلح بحسب بياناتهم وبحسب “الائتلاف السوري” الذي تتبع له “الحكومة المؤقتة” لكنه رقم مشكوك فيه.

ويقود الجيش الوطني اللواء سليم إدريس رئيسا لهيئة الأركان ووزيرا للدفاع في الحكومة المؤقتة، كما تسلم العقيد فضل الله الحجي منصب نائب رئيس الأركان عن منطقة إدلب، وهو الذي كان يشغل منصب القائد العام للجبهة الوطنية للتحرير، قبل أن تندمج مع الجيش الوطني، فيما تقلد العميد عدنان الأحمد منصب نائب رئيس الأركان عن جبهة حلب.

وبذلك، ينقسم التشكيل في الجيش إلى قطاعين أساسيين: قطاع ريف حلب، الذي تتواجد فيه الفيالق: الأول والثاني والثالث، وقطاع إدلب، الذي تنشط فيه “الجبهة الوطنية للتحرير”.

قياداتها وأبرز فصائلها:

في قطاع حلب (الجيش الوطني) بقيادة عدنان الأحمد:

الفيلق الأول بقيادة: معتز رسلان، وأبرز تشكيلاته كتلة الجيش الوطني.
الفيلق الثاني بقيادة: محمود الباز، وأبرز تشكيلاته السلطان مراد ويعمل في شمال حلب وكذلك جيش الإسلام الذي انتقل من الثالث إلى الثاني.
ويضم أيضا “فرقة الحمزة” و”لواء المعتصم”، و”كتائب الصفوة”.
الفيلق الثالث بقيادة: أبو أحمد نور، وأبرز تشكيلاته الجبهة الشامية وكذلك فيلق الرحمن.

وفي قطاع إدلب (الجبهة الوطنية للتحرير) بقيادة فضل الله الحجي:
في إدلب: “فيلق الشام” و”جيش إدلب الحر” و”الفرقة الأولى مشاة” و”الجيش الثاني” و”جيش النخبة” و”جيش النصر” و”لواء شهداء الإسلام في داريا” و”لواء الحرية” و”الفرقة 23″.

في ريف حمص الشمالي ومنطقة الحولة وريف حماة الجنوبي: حركة أحرار الشام، ولواء الحق، وفيلق حمص، وعدد من الفصائل والكتائب الفاعلة في المنطقة.

وفي اللاذقية: “الفرقة الساحلية الأولى” و”الفرقة الساحلية الثانية” وغيرها.

مناطق درع الفرات: جرابلس والباب والراعي في حلب..

انطلقت العملية العسكرية في 24 آب/ أغسطس 2016، وتمكن الجيش التركي من غزو مساحة 2055 كيلومترا مربعا من الأراضي شمال سوريا. وانتهت العملية العسكرية في 29 آذار/ مارس 2017، بعد أن استطاعت القوات التركية احتلال مدينة جرابلس الحدودية عبر صفقة عقدتها مع تنظيم داعش قضت باعادة دمج قادة التنظيم وعناصره ضمن الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا، ومرورا بمناطق وبلدات مثل الراعي ودابق وأعزاز ومارع، وانتهاءً بمدينة الباب.

وباتت المنطقة اليوم تحت نفوذ الجيش التركي بشكل مباشرة وأنشأ فيها عدد من المقرات الأمنية والقواعد العسكرية.

مناطق غصن الزيتون: عفرين ومناطق في ريف حلب الشمالي..

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 20 كانون الثاني/ يناير عام 2018، عن بدء الهجوم على مدينة عفرين، وتمكن من احتلالها في آذار 2018. الهجوم تسبب في نزوح ثلثي سكان عفرين، وأزمة إنسانية لا سيما وأنّ تركيا والقوات الموالية لها ارتكبت جرائم حرب ولاتزال تواصل خطف واعتقال المتبقين من سكانها، ضمن عملية تغيير ديمغرافية واسعة.

مناطق نبع السلام: رأس العين وتل أبيض..

شن الجيش التركي بمشاركة “الجيش الوطني السوري”، في 9 تشرين الأول/ أكتوبر 2019، هجوما بريا سبقه قصف جوي على مدينتي تل أبيض ورأس العين، القصف امتد ليشمل ريف الرقة بكامله، والحسكة وريفها. وفي 17 من الشهر ذاته، علق الجيش التركي العملية بعد توصل أنقرة وواشنطن إلى اتفاق يقضي بانسحاب قوات “قسد” من المنطقة، وأعقبه اتفاق مع روسيا في سوتشي في الـ22 من الشهر ذاته. الهجوم تسبب في نزوح قرابة 300 ألف من السكان ودمارا واسعا للبنية التحتية وتسبب في مقتل وإصابة قرابة 2000 مدني.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك