يتذمر الكثير من السوريين من سوء المعاملة، والدونية التي يعاملهم بها الجنود الأتراك، ومسلحوا الفصائل ضمن الجيش الوطني المقربين منهم، كما وبات غالب السوريين يشعرون بالخيانة والغدر، الذي تعرضوا له، وغالبهم فقد منزله، ونزح من مدينته، أو اضطر للقتال إلى جانب الجيش التركي، أو أجبر على التوقيع على عقد لتأجير أرضه، ومنزله…
حالتان تمكنا خلال يومين من الاتصال بهم، من مئات الحالات المشابهة، غالبهم يخاف التحدث أو التصريح بشيء، خشية الانتقام، لكن البعض قرر كسر حاجز الصمت.
قطعوا أشجاري، جرفوا الأرض ويرفضون دفع مستحقات تأجيرهم الأرض:
يبدو أنّ تدهور الاقتصاد التركي ألقى بظلاله على دورهم في سوريا، فالقوات التركية المتمركزة في نقاط “المراقبة” والقواعد العسكرية التابعة لها في شمال سوريا، تمتنع عن دفع مستحقات إيجار الأرض القائمة عليها تلك النقاط أو القواعد العسكرية، حيث تتهرب وتتنصل من دفع مستحقات إيجار الأرض القائمة عليها.
المواطن مصطفى المصطفى، أحد الذين تمكنا من الاتصال بهم، وأرسل لنا صور خاصة بعقد إيجار أرضه في مدينة مورك، حيث بنت تركيا قاعدة عسكرية هناك، مصطفى أكد أنّه لم يكن مخيرا لمناقشة قبول منحهم الأرض وإنّما كان مجبرا، لكنه أبدى تذمره من قيام الأتراك ومنذ اليوم الأول بمخالفة بنود العقد وقطع مئات الأشجار وتخريب وجرف وحفر التربة.
وأشار أنّ القوات التركية تتهرب من دفع مستحقات إيجار أرضه في تل مورك التي تتبع ناحية صوران في منطقة حماة التابعة لمحافظة حماة القائمة عليها نقطة مراقبة تركية، حيث تتهرب و تتنصل من دفع مستحقات واجبة الدفع منذ ما يزيد عن عام، على الرغم من اتفاق صاحبها (مصطفى المصطفى) مع فصيل (فيلق الشام) الذي يعتبر ذراع تركيا في المنطقة، على دفع المستأجر مبلغ 700 دولار أمريكي مقابل كل دونم واحد من الأرض.
كما أنّ العقد المبرم انتهى مطلع حزيران / يونيو 2019، دون تجديده على الرغم من بقاء القوات التركية في مواقعهم، بل على العكس من ذلك تمددت القوات التركية في الأرض وعاثت فيها فسادا عبر اقتطاع أشجار الفستق الحلبي كما تظهر الصور المرفقة.
تعرضنا للإصابة في معركة رأس العين ولم نتلق أي تعويض
جندت تركيا المئات من النازحين، والمسلحين الفارين من مناطق التسوية وقامت بتسليحهم وتدريبهم وإجبارهم على القتال إلى جانب قواتها في معاركها المتعددة، سواء أكان في سوريا أو ليبيا، وتعهدت بتقديم الكثير من الدعم والمساعدات لهم و لعوائلهم، ورعاية أسر من يقتل، وتقديم معونات شهرية، ومساعدات لمصابي الحرب، وذلك بهدف اغراء الشبان الذين لا يملكون فرص كبيرة للاستقرار، كون العمل المتاح فقط هو “العسكرة” كما يقول النازح من مدينة حمص محمد عبد الله، الذي نمتلك ملفات صوتية أرسلها لنا عبر تطبيق التلغرام.
يقول عبد الله، وهو مقاتل سابق ضمن فصيل السلطان مراد، إنّهم أجبروهم على التطوع، والذهاب للقتال إلى جانب الجيش التركي في معركة رأس العين شرق الفرات، وإنّه أصيب بلغم في المعركة، أدى لبتر في يده، وكسور في الرجل، وهو مقعد اللآن ويعيش في منطقة الباب بريف حلب الشرقي… يضيف ” لم أتلق أيّة معونات كما أخبرونا، عائلتي بالكاد تجد الخبز ولا استطيع العمل، أو القيام بشيء لاعالتهم…. يقول ” خدعونا، التركي خدعنا، قادة الفصائل خدعونا…نواصل زيارتهم ولا يردون على اتصالاتنا….” وأبدى عبد الله تذمره وندمه من خوض لهذه التجربة، التي أجبر على قبولها، كونه كان مخيرا بين الذهاب لمعركة رأس العين، أو الطرد والتهجير والاعتقال…..