في تصعيد خطير شنت القوات المسلحة التركية هجمات جوية عنيفة وممنهجة على شمال شرق سوريا، استهدفت المراكز الحيوية والبنية التحتية والاحياء السكنية والمشافي، الهجمات أدت لمقتل واصابة العشرات.
لقد تصاعدت الهجمات العسكرية التركية بشكل ملحوظ منذ بداية العام الجاري، واستهداف الأبرياء والمرافق الحيوية في عدة مناطق في ريف حلب والرقة والحسكة، بهدف فرض حالة من عدم الاستقرار، في وقت ما يزال فيه السكان يكافحون لمواجهة آثار الدمار والتهجير نتيجة الهجمات التركية السابقة واحتلال مدينتي تل ابيض وراس العين ومدينة عفرين، إضافة لتبعات الحرب ضد التنظيمات الإرهابية بما فيها تنظيم داعش بعد 12 عاماً من الحرب، وأزمة إنسانية غير مسبوقة.
إن هذه الهجمات الإرهابية، هي انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، الذي يحظر صراحة استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية، وإن الاستهداف المتعمد للأحياء السكنية والمدارس والمشافي والمرافق العامة هو عمل يدل على تجاهل كامل لحياة الإنسان وتعمد لقتل المدنيين وكافة مسببات استقرارهم وسبل عيشهم.
وإذ يطالب مركز التوثيق المجتمع الدولي بضمان حماية المدنيين في سوريا والتمسك بمبادئ حقوق الإنسان والنزعة الإنسانية، بإيجاد صيغة تضمن توقف تركيا عن الاستهداف الممنهج للسكان، ودعم التنظيمات الإرهابية، فإنه في الوقت نفسه تؤكد ضرورة محاسبته على هذه الهجمات الشنيعة والانتهاكات الجسيمة واتخاذ إجراءات حاسمة لوضع حد لهذه الهجمات المتواصلة على أرواح الأبرياء وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة.