لم تتوقف حملة المداهمات والاعتقالات خلال فترة أيام “عيد الأضحى” في منطقة عفرين، عشرات الانتهاكات بحق المدنيين من (القتل – الاعتقال – التعذيب – الابتزاز – الاهانات – مصادرة الأملاك – سرقة – النهب)، حيث تم منع الأهالي من زيارة المقابر التي تضم رفات ذويهم والتهديد بتدمير القبور والمزارات وجرفها، ورصد مركز توثيق للانتهاكات في شمال سوريا هذه الخروقات خلال أيام عيد الأضحى في صورة متناقضة لما تروج لها وسائل الإعلام التي تعمل في فلك الحكومة التركية وميليشياته السورية المنتشرة في مناطق درع الفرات.
وزادت وتيرة نزوح المدنيين من مدينة عفرين رغم أن تركيا كانت قد أعلنت عن وقف العمليات العسكرية فيها منذ نيسان من العام الجاري. توقف العمليات العسكرية لم يشمل توقف العمليات الامنية، والتي استغلتها الفصائل والمجموعات السورية الموالية لتركيا في تنفيذ حملات مداهمة واعتقال واختطاف ومصادرة الممتلكات وغيرها من الانتهاكات، إلى جانب الفلتان الأمني في المدينة.
وفي سياق متصل، شهدت منطقة عفرين جملة من انتهاكات ضد الأهالي وممتلكاتهم، حيث واصلت مليشيات ما يسمى ” أحرار الشرقية” بالاستيلاء على مساحات واسعة من كروم الزيتون في منطقة جندريسه التابعة لمقاطعة عفرين، وذلك بعد اضرام النيران بعشرات الآلاف من الأشجار الحراجية والزيتون في المنطقة.
في حين، داهمت مجموعات المسلحة السورية التابعة لتركيا قرية قركوله التابعة لناحية بلبله في عفرين، واعتقلوا أربعة مدنيين. حيث تم تفتيش عدد من المنازل وتدميرها، ومنه منزل عائلة معروفة باسم ” عمر”، وسبق أن قامت كتيبة أحفاد الرسول قد قامت بحرق ونهب عدد من المنازل في قرية ساريا بناحية موباتا، كما قامت كتيبة لواء المنتصر بالله، ولواء محمد الفاتح وأحفاد الرسول كذلك بحرق معمل بطاريات الأهرام في مفرق ناحية بعدينا التابعة لمنطقة راجو.
بينما استمرت الفصائل العسكرية المسلحة التابعة لتركيا في مواصلة مطاردة النساء واعتقالهم في منطقة عفرين ومطالبة ذويهم دفع فدية مالية مقابل إطلاق سراحهم ، حيث جرى اختطاف فتاة “عربية” من عشيرة العميرات أثناء خروجها من منزلها في مدينة عفرين، ليتم إطلاق سراحها بعد دفع فدية مالية من قبل ذويها بلغت “خمسة ملايين ليرة”.
اتهامات وجهت لـ فرقة السلطان مراد باختطاف فتاة اسمها /عائشة عبد الناصر، العمر 20 عاماً” من حي المحمودية الزيدية، ليجري اطلاق سراحها لاحقا بعد دفع فدية لم يكشف ذويها عن المبلغ المدفوع، وعملية الخطف هذه، تضاف إلى سلسلة متكررة من عمليات الاختطاف بحق النساء في عفرين، فقد شهدت في الوقت السابق قرية ميدانا التابعة لناحية راجو، قيام الجبهة الشامية باعتقال كل من حليمة موسى 42 عاماَ وكله نوري 38 عاما، منذ حوالي شهرين بتهمة التعامل مع وحدات حماية الشعب، وتم اقتيادهن إلى سجن المحطة السيئ الصيت الواقع بالقرب من قرية ميدان اكبس.
وتزامناً مع هذه التطورات الميدانية، قامت المجموعات السورية المسلحة التابعة لتركيا بمشاركة عناصر من المخابرات التركية على تفريغ المقبرة التي تضم رفاة الدكتور نوري ديرسمي وزوجته فريدة في عفرين/ناحية شرا، المقبرة كانت تسمى “مزار حنان” او “عبد حنان” وأصبحت مزاراً ومكاناً مقدساً في الذاكرة الجمعية الكردية، حيث يقصده الكثير من السكان من عدة المناطق المختلفة.
بدوره، كشف شهادة مواطن صلاح كنجو من أهالي قرية براد/ ناحية شيروا/ والذي انتقل مؤخراً إلى مناطق الشهباء قادماً من عفرين، بأن عفرين تحولت إلى ساحة للسماسرة التي تعمل في كنف رعاية المجموعات المسلحة التابعة لتركيا للبحث عن تنقيب الأثار والذهب في العديد من المناطق المتفرقة في عفرين بغرض المتاجرة والنهب وسرقة تاريخ المدينة وتدميرها في الوقت نفسه.
وأوضح كنجو بأن أجهزة المخابرات التركية وعن طريق المليشيات المسلحة التي تنشط في عفرين:” توفر الأجهزة المتطورة التي تستخدم في عملية الكشف عن الذهب والمعادن الثمينة، ومن ثم تواصل عملية التنقيب التي تطال بصورة مباشرة في تدمير آثار القرية بحثاً عن الذهب والكنوز”.
وتشتهر قرية براد بغناها بالآثار التاريخية، حيث يتواجد فيها ضريح القديس السرياني وأشهر الشخصيات السريانية في القرن الثاني “مار مارون”، وفي عام 2010 أصبح الضريح قبلة لآلاف المسيحين، بعد بناء كنيسة “جوليانوس” من قبل الرئيس اللبناني ميشيل عون، حيث تعرضت أجزاء من الضريح للدمار .
وفي جندريسه قام مسلحون من “احرا الشرقية” بالاستيلاء على مساحات واسعة من كروم الزيتون وذلك بعد اضرام النيران بعشرات الآلاف من الأشجار الحراجية والزيتون في المنطقة.