تفيد الأنباء الواردة من قرى وبلدات مدينتي تل أبيض ورأس العين والتي باتت خاضعة لسيطرة جماعات مسلحة مدعومة من تركيا، عن تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية، نتيجة توقف تام للأعمال وغياب فرص العمل والخدمات ما زاد من معاناة الأُسر هناك بعدما كانت المنطقتان تعتبران من أكثر المناطق ازدهارا ونشاطا للتجارة والاعمال.
في حين، تشهد المنطقة برمتها استمرار عمليات الاعتقال المتكرر بقصد الابتزاز لقاء مبالغ مالية تصل الى 2 مليون ليرة، ضمن مساومة تقوم بها الجماعات المسلحة، كما يتم اعتقال الأشخاص لأكثر من مرة بهدف الابتزاز من قبل تلك الجماعات، حيث تعتبر كل جماعة منفصلة عن الأخرى وتزور سكان القرى وتختار العوائل وتبلغهم بدفع مبلغ معين أو سيتم اعتقال فرد أو أثنين ثم يعودون ضمن مهلة محددة لقبض المبلغ أو مداهمة المنزل واعتقال المطلوبين بداعي ارتباطهم إما بالادارة الذاتية أو أنهم خلايا نائمة.
ومنذ أوائل يناير الجاري، من العام الحالي، تمكنا في مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا ورغم التعتيم الحقوقي والإعلامي عبر حظر نشاط المنظمات الحقوقية والإعلامية من توثيق عدد من الحالات هي:
تل أبيض:
المواطن حج مصطفى محمود رمو، تم مداهمة منزله بتاريخ 18 يناير، وتم منحه مهلة مدتها 3 أيام لدفع مبلغ 2 مليون ليرة سوري، أو سيتم اعدامه ميدانيا أمام عائلته….وخلال تلك المهلة ظلت القرية محاصرة، فقام بدفع المبلغ.
المواطن الأرمني، ساكو داوو سكيرو، تم تخييره بين دفع مبلغ 3 مليون ليرة سوري أو سيتم ذبحه، وحتى دفع المبلغ تم اختطافه، وظل يتواصل عبر الهاتف مع عائلته حتى تم دفع المبلغ.
المواطن محمد بن نعسان جول بك، تم تخييره بين دفع مبلغ مليون ليرة سوري، أو سيتم إحراق منزله، وقبل انقضاء المهلة تم إحراق المنزل بعد سرقة كافة محتوياته، محمد هرب الى مدينة كوباني خشية القتل.
المواطن محمود إسماعيل تم اعتقاله من منزله في قرية متكلطة، وبعد 3 أسابيع دفع ذويه مبلغ مليون ونصف للافراج عنه، حيث كان مختطفا في قرية تنوزه بريف مدينة تل أبيض.
المواطن مصطفى الأحمد المصطفى، المواطن ياسين الأحمد المصطفى، المواطن عزيز ياسين المصطفى، المواطن اسماعيل حسن الإدريس وهو من سكان الحي الشرقي في تل أبيض تم اختطافه، وطلب فدية مالية 2 مليون ليرة سورية للافراج عنه، او سيتم قتله.
المواطن محمد عبدالله، تم اختطافه بتاريخ 17 يناير، ودفع ذويه مبلغ مليون ونصف مليون ليرة حتى تم الافراج عنه، حيث كان تعرض للتعذيب وكسر في الاصابع.
المواطن عيسى عبد العزيز، مع ابنه عدنان 8 سنوات اختطف من قبل الجيش الوطني على الحاجز في المدخل الغربي لمدينة سلوك، بتاريخ 20 يناير ومازال مصيره مجهولا، حيث تلقت عائلته اتصالا بعد 10 ساعات من فقدان التواصل معه يطالب عبر الخاطفون مبلغ مليونين ليرة سورية للافراج عنه، ورفضوا السماح لهم بالحديث مع عائلته.
كما نفذت حملات اعتقال في قرية (الحويجة) بريف مدينة تل أبيض، لم نتمكن من توثيق الأسماء حتى الآن..
محمد حسين، 55 عام أبلغ أن الابتزاز ليس فقط عن طريق اعتقال الأشخاص واجبارهم على دفع مبالغ مالية معينة لمرة أو أثنتين، بل امتد إلى قيام المسلحين الذين يتلقون دعما تركيا بفرض الإتاوات على الأهالي وعلى إدخال البضائع إلى القرى والبلدات بريف تل أبيض ورأس العين، كما أن الحواجز تطلب مبالغ مالية كبيرة لقاء مرور المدنيين بسياراتهم والركاب أيضا.
مريم المصطفى/ 50 عام، تتكون عائِلتُها من ثمانية أفراد، مُهجَّرة من إحدى قرى رأس العين/سري كانية قالت “عدنا بعد انتهاء الهجوم التركي إلى منازلنا…أتى مسلحون واقتادوا بعض الشبان في “الحارة” إلى جهات مجهولة، بينهم ابن خالي أسمه أحمد العواد وقريب لي أسمه محمد المسطو وبعد أيام ذهبنا واستلمنا جثثهم من المشفى”.
تضيف مريم ” رافقنا مسلحون وطلبوا منا دفنهم على عجل ودون إقامة مراسم دفن، او فتح توابيت الجثث…” وقالت ” رغم ذلك تمكنا من فتح الأكفان، كانت آثار التعذيب واضحة، تمت خياطة اعينهم وأفواههم بأسلاك معدنية وكانت آذانهم مقطوعة”.
وتأتي هذه الحملات الممنهجة بهدف تهجير من تبقى من السكان في قراهم وبلداتهم تتزامن مع مخطط تركي واسع لتغيير ديمغرافية المنطقة لا سيما وأنها تتزامن مع استقدام لعائلات المسلحين الموالين لها من مناطق إدلب وحماة وحمص وجرابلس والباب إعزاز، وتوطينهم في هذه المنطقة.
وبحسب معلومات الأخيرة فإن 1500 عائلة من عوائل عناصر ” لواء السلطان مراد، ولواء الشام” قد دخلوا مدينة رأس العين قادمين من مدينة جيلان بنار في تركيا وتم توطينهم في منازل المدنيين ضمن حيي خرابات والحوارنة .