تزداد معاناة أهالي منطقة عفرين النازحين إلى مخيمات الشهباء بريف حلب، نتيجة سوء الأحوال المعيشية وانتشار الأمراض والأوبئة ونقص الأدوية.
منظمة “الهلال الأحمر الكردي” ناشدت المنظمات والجهات الدولية بالتدخل لتقديم الدعم اللازم من الأدوية، جراء انتشار الأمراض في تلك المخيمات المنتشرة في مناطق الشهباء بريف حلب.
وفي الصدد؛ قال عضو الهلال الأحمر الكردي، والمطلع على الوضع الصحي في المخيمات رشيد رشو في نداء للمنظمات الحقوقية والإنسانية : “تنتشر أمراض مثل مرض التهاب الكبد A التهاب الكبد E ومرض السل، وخصوصاً بين النازحين القاطنين في مخيمي برخودان وسردم، نظراً لقلة الأدوية التي تعالج بها هذه الامراض”.
وأضاف رشو، “أن هؤلاء المرضى يعانون من نقص في الأدوية لأمراض التهاب الكبد A والتهاب الكبد E ومرض السل، لذلك نحن بحاجة ماسة لأدوية للحد من انتشار هذه الأمراض”.
ويقطن أكثر من 75 ألف نازح من أبناء عفرين في مخيمات مؤقتة غير مجهزة بالشكل الكافي في الشهباء بريف حلب، حيث نزحوا مع بدء تركيا حملتها العسكرية والتي انتهت باحتلال مدينة عفرين، وتجاوزت أعداد النازحين منها 25 ألف نسمة موزعين في المخيمات ( فافين، الشهباء، تل سوسن، وتل قراح، عفرين)
انتشار التهاب الكبد بين مهجري عفرين في منطقة الشهباء:
يهدد مرض التهاب الكبدي الوبائي (Hepatitis) حياة أكثر من 40 نازحاً من مقاطعة عفرين يقيمون حالياً في منطقة الشهباء، في ظل قلة الأدوية والمعدات الطبية اللازمة لمعالجة هذا المرض المعدي.
في الـ 18 من آذار/مارس الماضي، وبعد الاحتلال التركي لمدينة عفرين بمساعدة مجموعات سورية مسلحة كانت تقاتل سابقا تحت راية الجيش الحر بهجوم بري وجوي واسع قتل على إثرها أكثر من 500 مدني وأجبر ما يزيد عن 200 ألف آخرين على النزوح إلى مقاطعة الشهباء، وهم يعيشون في ظروف صعبة في مخيمات تفتقر إلى الحد الأدنى من الخدمات أو في منازل مؤقتة لا تلبي الاحتياجات الاساسية لهم .
وانتشر مؤخراً مرض التهاب الكبد الوبائي ليهدد حياة أكثر من 56 نازحاً من عفرين. غالبها من الحالات الحرجة من نوع ،a,b,c /النمط a منها ٢٧ طفل مصاب و 23 حالة من النمطين b,c منهم 7 نساء و 4 اطفال/ وهو ما ينذر بكارثة صحية وسط تجاهل المنظمات الدولية المعنية و ظروف الحرب السورية المعقدة.
عضو الهلال الأحمر الكردي والمطلع على الوضع الصحي رشيد رشو، قالبأنهم يعانون من نقص في أدوية لأمراض التهاب الكبد A والتهاب الكبد E ومرض السل، لذلك نحن بحاجة ماسة لأدوية للحد من انتشار هذه الأمراض”.
وناشد رشو كافة المنظمات بتقديم الأدوية، مشيراً أنهم يناشدونها مراراً وتكراراً “إلا أنهم حتى الآن لم يتلقوا أي دعم”.
مصطفى سيدو وهو نازح من قرية عداما بمنطقة راجو في مقاطعة عفرين، الذي أجبر على الخروج من قريته والتوجه إلى قرية تل شعير بناحية فافين يعاني من التهاب الكبد الوبائي. ولا يقتصر المرض على سيدو فقط بل أصيبت زوجته وأطفالهما الثلاثة وسط مخاوف من فقدان حياتهم بسبب انعدام العلاج وسوء حالتهم المادية التي تسبب عجزهم عن شراء العلاج من خارج المقاطعة.
ويعاني من المرض، كل من عبد الرحمن البالغ 8 سنوات وسلام البالغ من العمر 3 سنوات والرضيعة روهيف البالغة من العمر 7 أشهر، وهم أطفال مصطفى سيدو.
وبسبب التكلفة الباهضة للعلاج، وخاصة لقاح هذا المرض الذي يصل سعره إلى 75 ألف ل.س، لا تستطيع العائلة الحصول عليه، نتيجة وضعهم المادي السيء.
ويقول سيدو ” مرض التهاب الكبد سيطر على عائلتي ولا أستطيع تأمين العلاج لهم بسبب ظروفي المادية الصعبة ولا يوجد لديّ أي مورد خارجي ولا توجد أي إمكانية لمعلاجتهم في مقاطعة الشهباء”.
ورصدت منظمة الهلال الأحمر الكردي بمقاطعة الشهباء، 48 إصابة بالتهاب الكبد الوبائي بالأنماط الأربعة، بحسب آخر إحصائية أجرتها.