قامت المجموعات السورية المسلحة التابعة لتركيا بمشاركة عناصر من المخابرات التركية على تفريغ المقبرة التي تضم رفاة الدكتور نوري ديرسمي وزوجته فريدة في عفرين/ناحية شرا. المقبرة كانت تسمى “مزار حنان” او “عبد حنان” وأصبحت مزارا ومكانا مقدسا يتم زيارته من مختلف المناطق.
وأظهر مقطع فيديو متداول الطريقة التي تمت فيها إفراغ المقبرة وإخفاء آثارها خاصة، كما وتضم المقبرة رفات العديد من الشخصيات الوطنية والدينية من منطقة عفرين.
وتقع زیارة حنان أو عبد الحنان جنوبي قریة ” مشعلة ” ، بجانب الطریق العام حلب – عفرین، وھي زیارة معروفة لدى سكان المنطقة.
كان البناء الأساسي القدیم لزیارة حنان صغیراً فيه ضريح، وفي عام 1964 وسع المرحوم الدكتور نوري دیرسمي مبناھا ، وبنى منارتھا ، وأحاطھا بسور وحولھا إلى مسجد، وجھز لنفسه ولزوجته قبرین داخل السور، ودفنا ھناك بعد وفاتھما، كما دفنت هناك أيضاً السيدة روشن بدرخان زوجة العلامة الكردي مير جلادت بدرخان
الدكتور نوري ديرسمي هو أحد قادة ورموز “الثورة الكردية في مدينة ديرسم” في تركيا سنة 1937 . ولد في آذار 1894 في قرية آخزونيك التابعة لولاية ديرسم، أبوه إبراهيم، وأمه زليخة، ينتمي إلى عشيرة ملان، بدأ بممارسة السياسة وهو شاب، حيث قام بتأسيس اتحاد طلبة كردستان مع بعض زملائه واستمر حتى المرحلة الثانوية.
توفي الدكتور “نوري ديرسمي” في عام 1973 أما زوجته “فريدة” فتوفيت في العام 1994 ودفنا في فناء مبنى المزار، ويتدرج أصل نوري ديرسمي من أكراد تركيا هرب إلى سوريا في الأربعينيات من القرن الماضي بسبب طغيان الأتراك وعاش بمدينة “حلب” حتى وفاته.
كان يسكن في حي محطة بغداد، وقلبه مع كل مناضل كردي في وطنه، يتابع أخبارهم، وفي يوم 22/8/ 1973 فارقته المنية عن عمر يناهز 81 عاما، وكان المرحوم قد أوصى بأن يدفن في مقبرة زيارة حنان القريبة من عفرين في قبر أعده بنفسه له ولزوجته منذ عام 1963، وأن يمر موكب جنازته من أمام القنصلية التركية بحلب.
وسبق أن قامت الفصائل بتخريب وتدمير العديد من المواقع الأثرية والتاريخية في منطقة عفرين ونبشها بحثا عن الاثار ومنها “كنيسة مار مارون وكنيسة جوليانوس التي تضم ضريح القديسين في قرية براد، وهي موضوعة على لائحة موقع التراث العالمي، وتعد من أقدم الكنائس المسيحية في العالم حيث بنيت نهاية القرن الرابع للميلاد.