أعلنت السلطات الألمانية، في بيان صحفي، الاثنين 22 حزيران يونيو 2020، اعتقال طبيب عمل في المخابرات العسكرية السورية، متهم بارتكاب جرائم خطيرة ضد الإنسانية وهو يعيش ويمارس المهنة في ولاية هيسن منذ أيار 2015.
ووفقًا لقوانين الخصوصية الألمانية، قامت السلطات بتسمية الرجل فقط باسم “علاء م”، وقالت إنّه تم احتجازه في 19 يونيو حزيران الجاري، وتم وضعه قيد الاحتجاز السابق للمحاكمة في اليوم التالي.
وبحسب المدعي العام في ألمانيا، فإنّ “علاء م” يواجه اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية والتسبب في أذى جسدي شديد، مضيفًا أنّه كان طبيبًا في سجن عسكري تابع للحكومة السورية، ومتهم بتعذيب المعتقلين على الأقل.
وأوضح البيان الصحفي للمدعي العام في ألمانيا، أنّ “علاء م”، كان طبيباً في السجن العسكري التابع للحكومة السورية في مدينة حمص في عام 2011، واعتباراً من 23 أكتوبر / تشرين الأول 2011، ألقي القبض على أحد الضحايا تمت الإشارة إليه ب” أ “، واحتجز في منشأة حمص العسكرية، بعد مشاركته في المظاهرات المناهضة لحكم بشار الأسد.
وبعد تعرضه للتعذيب في السجن، أصيب الضحية ” أ ” بنوبة صرع، وطلب معتقل آخر أن يأتي طبيب، ولكن عند وصوله، قام المتهم بضرب المعتقل بأنبوب بلاستيكي، واستمر “علاء م”، بحسب بيان المدعي العام الألماني، في ضرب المعتقل حتى بعد أن سقط على الأرض وبدأ في ركله أيضاً.
في اليوم التالي تدهورت حالة الضحية، بشكل ملحوظ، وطلب محتجزون آخرون مساعدة طبية، وبعد ذلك ظهر “علاء م” وطبيب آخر، وبدأ كلاهما بضرب الضحية الضعيفة بالفعل بأنبوب بلاستيكي حتى فقد وعيه، ثم وضع الحراس الضحية على بطانية وأخذوه، وتوفي بعد ذلك بوقت قصير، ولكن لا يمكن تحديد سبب الوفاة بالضبط.
وكانت السلطات الألمانية قد فتحت تحقيق بشأن الطبيب السوري، بعد تعرف شاهدين على هويته، وشهادة طبيبين ضده، ما فتح الباب لمزيد من المحاكمات الخاصة بسوريين اقترفوا جرائم خطيرة في بلدهم.
حيث أجرت أول تحقيق في القضية اليوم الجمعة (22 مايو/ أيار 2020) وذلك موازاة مع محاكمة هي الأولى من نوعها عبر العالم لعنصرين سابقين في الاستخبارات السورية بتهم تعذيب متظاهرين معارضين للنظام.
وينفي الطبيب المعني بشدة هذه الاتّهامات، مؤكدا أنّ الاتهامات قادمة من “افتراءات من أوساط إسلامية متطرفة”.
لكن زميليه السابقين يرويان أنّه تباهى بإجراء عملية جراحية لمعارض مصاب من دون تخدير، كما أنّه سكب الكحول فوق العضو التناسلي لمعارض داخل سيارة إسعاف وأضرم فيه النار. وبحسب إفادة أخرى فقد تعرّض في تشرين الأول/ أكتوبر 2011 بالضرب لشاب مصاب بالصرع وأجبره على إقحام حذاء في فمه.
واستقبلت ألمانيا 700 ألف لاجئ سوري مدى تسع سنوات، وهي تجري منذ العام 2011 تحقيقا حول الجرائم المرتكبة في سوريا وتجمع وثائق وشهادات حول هذه الانتهاكات.