يتناول كتاب مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، جون بولتون “الغرفة التي شهدت الواقعة” بشكل خاص السياسة الخارجية لرئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، خلال الفترة التي قضاها بولتون كمستشار للأمن القومي (نيسان/ أبريل 2018 إلى أيلول/ سبتمبر 2019). لكن بولتون يتحدث أيضا عن علاقته بالرئيس وكيفية تعيينه في المنصب وتفاصيل لقاءاته الأولى بالرئيس.
في الشق السوري الذي نركز عليه أشار الكتاب إلى ترامب حيث بدا يسير ببطء نحو اتخاذ إجراءات مع أنباء هجمات النظام السوري بالأسلحة في دوما بريف دمشق، في نيسان/ أبريل 2018. وقال إنّ موقف ترامب جاء على عكس الرد على الأمريكي بعد الهجوم بغاز السارين في خان شيخون عام 2017.
وفي السياق ذاته، بدا متهجما على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قائلا إنّه شعر بأنّ نبرة أردوغان في الحديث الهاتفي بدت كـ”خطاب الشرفة لموسوليني”، وهو يعرض خبراته و”يلقي علينا الدروس” وملاحظاته التي تتم ترجمتها مباشرة لترامب وفريقه؛ عندما اتصل به الأخير لمناقشة الوضع، بعد ضغوط من الرئيس الفرنسي إماونويل ماكرون، وحينها لم يعده أردوغان بالمشاركة في أي عمل عسكري، لكنه وعده بأنّه سيتصل ببوتين.
وقال بولتون إنّه قبل الاتصال بأردوغان، طرح على ترامب “المعادلة الصحيحة”، وتتضمن خطة لعملية عسكرية ثلاثية بمشاركة بريطانية وفرنسية، ومجموعة متكاملة من الخطوات، سياسية واقتصادية مدعومة بالقوة العسكرية، ثم عملية مستمرة ومثابرة وليس “طلقة واحدة”.
وبدا ترامب مقتنعا، لكنه خرج للإعلام ليحمل سلفه باراك أوباما المسؤولية عن تطورات الأوضاع في سوريا.
وفي موضع آخر، يتطرق بولتون للعلاقة الملتبسة والمعقدة بين ترامب وأردوغان. وفي هذا السياق يتحدث عن النقاش بين الرئيسين حول قضية القس الأمريكي برانسون الذي كان معتقلا في تركيا. وينقل بولتون أنّ ترامب أبلغ نظيره التركي أنّه “رغم الصداقة” بينهما، إلا أنّه لا يستطيع تجاوز مسألة احتجاز القس ومنعه من العودة إلى الولايات المتحدة، قبل أن يتحول لاحقا للتهديد بالعقوبات على مسؤولين أتراك.
كما يتحدث الكتاب عن اتصال بين أردوغان وترامب؛ تحدث الأخير خلاله على عزم الولايات المتحدة الانسحاب من سوريا إذا كانت تركيا مستعدة لتولي مهمة ملاحقة بقايا تنظيم الدولة في سوريا.
وفي اتصال آخر أبلغ ترامب أردوغان بموافقته على دخول القوات التركية إلى شمال سوريا، شرط عدم التعرض للقوات الأمريكية أو القوات الكردية، وأنّ على الأتراك ملاحقة عناصر تنظيم الدولة وأنّ الولايات المتحدة يمكن أن توفر الدعم عند الحاجة.
في المقابل تحدث أردوغان عن حبه للأكراد، لكنه اتهم حزب العمال الكردستاني والوحدات الكردية في سوريا بالسيطرة على الأكراد، مؤكدا أنّ تركيا ستحارب الإرهابيين فقط.
وبدا بولتون مرة أخرى مهاجما أردوغان، متهما إياه بتكرار البروباغندا للدولة التركية، رغم أنّ بولتون وجه انتقادا لأوباما باعتباره من بدأ سياسة الاعتماد على “الأكراد””، قائلا إنّ رأي تركيا في هذا الصدد فيه بعض الوجاهة.
كما اتهم أردوغان في موضع آخر باتخاذ الديمقراطية كوسيلة للوصول إلى الحكم فقط.
وكان واضحا اهتمام بولتون بعلاقة ترامب مع أردوغان وبوتين، فورد ذكر الأول 95 مرة على الأقل والثاني 251 مرة، وغالبيتها في سياق سلبي ضدهما.
وفي هذا الإطار، كتب بولتون قائلا إنّ وزير الخارجية بومبيو مرر له ورقة كتب عليها تعليقا “إنّه رجل مليء بكل التفاهات أو البراز”. ويقول بولتون “وافقت” على ما قال.
ويكشف كتاب بولتون أنّ ترامب وعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالتدخل في تحقيقات وزارة العدل المتعلقة ببنك خلق المتهم بالتحايل على العقوبات الأمريكية ضد إيران.
وعندما قدم أردوغان مذكرة أعدتها الشركة القانونية التي تمثل البنك في لقاء على هامش قمة العشرين في بيونس أيرس عام 2018 تصفحها ترامب سريعا وقال إنّه يؤمن ببراءة البنك ووعد بحل المشكلة.
ويعلق بولتون: “هذا كلام عديم القيمة”، لأنّ وزارة العدل مستمرة في التحقيق ضد البنك أيا كان الرئيس.
تحميل كتاب جون بلتون “الغرفة التي شهدت الواقعة”.
The Room Where It Happened – John Bolton