أثارت قضية العثور على جثة مجهولة الهوية أمس وكانت مرمية قرب بلدة أعزاز، جدلا واسعا لا سيما مع تضارب البيانات الصادرة عن الأجهزة الأمنية في مدينة أعزاز الخاضعة لسيطرة القوات المسلحة التركية، ووسائلهم الإعلامية.
جهاز المخابرات سرب صورة من أرشيف البحث الجنائي لإحدى الوسائل الإعلامية الموالية، وقال إنّ الجثة التي عثر الأهالي عليها مرمية في أرض زراعية بقرية الفريزية بريف مدينة أعزاز هي لشابة كردية اسمها “ملك نبيه خليل جمعة” 16 عاما وإنّها من أهالي قرية درويش التابعة لناحية شرا، ومطلوبة لديهم بتهم جنائية.
ملك كانت قد اختطفت من قبل عناصر فرقة السلطان مراد العاملة ضمن الجيش الوطني السورية الموالي لتركيا بتاريخ 23 أيار مايو 2020. عائلة ملك التي توجهت لمشفى مدينة إعزاز نفت أن تكون الجثة عائدة لابنتهم، وطالبوا بكشف مصيرها.
قسم الشرطة في مدينة أعزاز نفى أن تكون الجثة عائدة لفتاة أسمها ملك عبر بيان، لكنه تهرب من كشف مصيرها، ورفض استقبال عائلتها التي تواجدت في المشفى ومازالوا يبحثون عن أبنتهم “المخطوفة”.
القضية أعادت للواجهة مسألة اختطاف النساء، في عفرين، وبقية المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية المسلحة المدعومة من تركيا، لا سيما وأنّ اقتحام سجن الحمزات في عفرين كشف بالفيديو عن وجود أكثر من 11 امرأة كردية معتقلة مع طفل يبلغ عمره عام، في سجن الفصيل بطريقة غير قانونية، وأنّ أجهزة الأمن والقضاء في عفرين لم يكونوا على اطلاع على هوية وسبب وتاريخ اعتقال هذه النسوة، وسجن “الحمزات” واحد من العشرات من السجون السرية في مدينة عفرين، لا يخضع لرقابة الأجهزة الأمنية، ولا أجهزة القضاء عموما.
المعلومات كشفت أنّ اقتحام مقر الحمزات جاء على خلفية خلافات بين أحد عناصر فصيل “الحمزات” وأهالي من الغوطة الشرقية وأنّ النساء المعتقلات ضمن السجن كانوا عاريات، وهي معلومات أكدتها وسائل إعلامية محسوبة على المعارضة نفسها، ومن ضمنها تلفزيون أورينت.
ومن النساء المختطفات من قبل الجيش الوطني نذكر “ناديا حسن سليمان ” العمر 24 عام من أهالي قرية قزلباش التابعة لناحية بلبل في ريف عفرين، اعتقلت في 3 أيلول 2018 من قرية زوجها ( بيلان )، ومصيرها مجهول حتى الآن .
والأخوة “حمزة شعبان إبراهيم مواليد 1992″ و”اسيا شعبان إبراهيم، مواليد 2002” من قرية خليلوكو التابعة لناحية بلبل في ريف عفرين، اختطفا بتاريخ 23 آذار 2018 في مفرق قرية حسنديره بعفرين من قبل مسلحين تابعين للجيش الوطني.
الانتهاكات بحق النساء في مناطق خاضعة لتركيا شمال سوريا:
وثق مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا استشهاد 186 امرأة، وإصابة 458 منذ بدأ التوغل التركي والهجوم على مدينة عفرين في 20 يناير 2018، والحملة العسكرية شرق الفرات 9 أكتوبر 2019 حتى 30 أيار / مايو من العام الجاري.
وتضمن التقرير توثيق مقتل 58 امرأة من قبل الجندرمة التركية على الحدود السورية، كن يرغبن في اللجوء إلى تركيا فارين من المعارك الدائرة في بلادهم، إضافة لمقتل 84 طفلا دون الـ 14 سنة، من أصل 462 لاجئا قتلوا منذ آذار 2011. إضافة لإصابة 130 لاجئة بجروح من أصل 470 من الفارين باتجاه الحدود التركية،ومقتل 5 نساء على الأقل ضمن ما يطلق عليه “جريمة شرف” وذلك دون محاكمة وقضاء وتحقيقات.
كما كشف المركز قيام القوات التركية، والفصائل السورية الموالية باعتقال 385 امرأة، من أصل 6200 شخصا في المعتقلات منذ آذار 2018، ومازال مصير نصفهم مجهولا.
وتم توثيق 25 حالة على الأقل لتعذيب نساء، واعدامات ميدانية، منها اغتيال السياسية الكردية هفرين خلف على يد ميليشيا أحرار الشرقية الموالية لتركيا، إضافة لإعدام ممرضتين من الفريق الطبي على طريق بلدة تل أبيض في 12 أكتوبر.
واعتقال جيجك كوباني وجرها للذبح بشعارات “الله أكبر” من قبل مسلحي فيلق المجد بالإضافة إلى التمثيل بجثة المقاتلة أمارة، بالقرب من بلدة عين عيسى.
واعتقال عاملة في الهلال الأحمر، وتصوير مقطع فيديو لمسلحين من السلطان مراد وهم يتوعدون بقتلها، كما وقام مسلحون تدعمهم أنقرة بالتمثيل بجثة المقاتلة الكردية بارين كوباني / أمينة عمر، التي لقيت حتفها على أثناء مقاومة الهجوم التركي في قرية “قرنة” بعفرين في الأول من فبراير/شباط عام 2018.
والجمعة 15 نوفمبر؛ تعرضت فتاة كردية قاصر من قرية غزاوية بريف منطقة عفرين أسمها “رويا هنانو مصطفى” من مواليد 2004، لعملية خطف من قبل مسلحين يعتقد إنّهم من فصيل “فيلق الشام” حيث كانوا يستقلون سيارة هونداي مغلقة من نوع “فان”، وبرفقتهم نساء منقبات.
شهادة من ذوي رويا أكدوا أنّ عائلتها تعرضت مرارا للابتزاز والتهديد من قبل عناصر من فيلق الشام، واتهموا قيادة هذا الفصيل باختطاف ابنتهم بغرض المطالبة بالفدية.
بتاريخ 16 نوفمبر اعتقل جهاز الشرطة العسكرية ( الأمن السياسي ) ثلاثة أشخاص هم “فرهاد محمد كولين شيخ عبدي البالغ من العمر 40 عاماً، و “سعيد غريب حسو، وزوجة سعيد “غالية حسن” في مدينة عفرين، وتم اقتيادهم لمكان مجهول.
كما اعتقلت “المواطنة شيرين عبد القادر” بسبب تقديمها شكوى ضد العناصر المسلحة بتهمة سرقة سيارتها، العائدة لزوجها “كاميران منان علي” 45 عاماً الذي فقد حياته إثر التفجير في سوق الهال بتاريخ 12 حزيران كما داهموا منزل شقيقتها وقاموا باختطافها برفقة ابنها.
وداهم مسلحون من جهاز “الشرطة العسكرية” منزل المواطن المسن “نوري قرة” وتم اعتقاله برفقة ابنتيه. في مركز مدينة عفرين اعتقل جهاز الشرطة العسكرية 6 أشخاص، بينهم 5 نساء، وهم:” خديجة قره علي، أمينة قره علي، حياة قره علي، فضيلة محمد، فضيلة كريكو، فضيلة سيدو والمسن “نوري قره علي”، تم الإفراج عن ثلاثة منهم وهم كل من فضيلة كريكو وحياة قره علي ونوري قره علي، بسبب وضعهم الصحي، أما النساء الأخريات لايزال مصيرهن مجهولا.
وقتلت الفتاة الايزيدية نرجس ميرزا داوود، من قرية “كيمار” بعفرين، كانت بعمر 23. من قبل مسلحي الفصائل السورية الموالية لتركيا في عفرين يوم 17/تشرين الثاني حيث عثر على جثتها برفقة زميل لها موظف في الدفاع المدني وقد سرقت منهم أجهزة الهاتف وما معهم من أموال حيث كانوا عائدين بعد قبض رواتبهم ومكان الجريمة لا يبعد إلا 100 متر عن حاجز للجيش الوطني.
كما وثق المركز إجبار 54 فتيات من الزواج من مسلحي الفصائل في منطقة عفرين، تحت تهديد وابتزاز ذويهم، و 8 حالات زواج قسري في مدينة جرابلس وواحدة في مدينة اعزاز والباب، كما وثق تعرض 22 امرأة للاغتصاب من قبل قادة وعناصر الفصائل ثلاث فقط أبلغن عن الحادثة، تم قتل واحدة منهن في جرابلس تحت ذريعة “جريمة شرف” فيما تم طي ملف القضية الثانية التي كانت موجهة ضد قائد فصيل سليمان شاه، المعروف باسم محمد أبو عمشة.
كما ووثق قتل 4 نساء واحدة في مدينة جرابلس والثانية في مدينة عفرين في الحديقة العامة.
وكل تلك القضايا لم يتدخل فيها لا القضاء ولا الأجهزة الأمنية.
كشف هوية عدد من النساء المختطفات في أحد سجون الفصائل الموالية لتركيا السرية بعفرين
ليس فقط في عفرين يختطفون النساء… توثيق خطفت عشرات النساء من مناطق خاضعة لتركيا في شمال سوريا
كشف هوية عدد من النساء المختطفات في أحد سجون الفصائل الموالية لتركيا السرية بعفرين
ملف صوتي وصور .. فصيل في “الجيش الوطني” يعتدي على نساء وأطفال لإجبار أزواجهم على تسليم أنفسهم
بعد اعتقال زوجها في عفرين، قاموا بابتزازها وخطفها… ام تناشد كشف مصيرها ابنتها المختطفة في إدلب
