رونيا فيصل…أجبرت تحت الإكراه والتهديد أن تتزوج من رجل يكبرها بـ 18 عاماً، وهي في سن الـ 14، خرجت من مخيم الهول، إلى البيت الإيزيدي في إقليم الجزيرة، في الـ 25 من شهر نيسان \أيار الجاري، حيث ظلت تعيش مع أسرة روسية ضمن المخيم.
رونيا قالت في لقاء أجرته معها وكالة هاوار المحلية “كنت صغيرة عندما تم الهجوم على منطقتنا شنكال من قبل عصابات داعش، ومن ثم اختطفونا إلى مدينة الموصل مع والدتي وأشقائي، وبعدها إلى تلعفر، ومن ثم تم بيعنا لسوريا، وبعدها افترقت عن والدتي بسبب بيعها لرجل آخر”.
رونيا…تتكلم اللغتين الروسية والعربية بطلاقة، كونها كانت لدى أسرة من داعش روسية، وأوضحت بالقول “عندما كنت في قبضة داعش كنت أعيش في منزل أم طالب، وكانت هذه المرأة من أصول روسية، لذا أتحدث الروسية بطلاقة”.
وتضيف بالكردية، “تنقلت في كافة الأماكن التي كان يتواجد فيها داعش، الرقة، الميادين، الباغوز، وآخر مكان كنت فيه هو مخيم الهول”.
بعد مرور أكثر من عام لم تكن رونيا قادرة على الخروج من خيمتها في مخيم الهول أو الذهاب لأحد لإخبارهم بأنّها إيزيدية، كون الأسرة الروسية التي كانت تتواجد معها قامت بإخافتها بأنّ أهلها سيقتلونها.
ولكن رونيا فيصل، التي اضطرت إلى أن تُسلِم تحت التهديد وتتزوج في عمر الـ14 من رجلٍ يكبرها بـ18 عاماً رغما عنها تقول “لم أكن أريد الزواج، وأنا في هذا العمر، ولكن تم تزويجي رغماً عني”.
ولفتت رونيا، أنّها وبعد أن حصلت على الأنترنت تواصلت مع خالها وهو بدوره أعطاها رقم البيت الإيزيدي في إقليم الجزيرة، تقول “اتصلت بهم سرا لكي يخرجوني من المخيم، وأعود إلى أسرتي في شنكال”.
وحول لقائها مع إيزيديات أخريات أثناء سيطرة داعش على الكثير من المدن، أشارت رونيا إلى علاقتها مع الفتيات الإيزيديات قائلة ً “كنت ألتقي مع فتيات إيزيديات ولكن لم نتحدث عن الهروب أبداً، لأنّهم كانوا يعذبون ويقتلون من يتحدث باللغة الكردية، ويقولون عنهم كفار ولا يوجد دين غير الإسلام”.
واجهت رونيا الكثير من المصاعب في الفترة التي قضتها مع داعش، ولعل أكبر هذه المصاعب فراق والدتها وأشقائها، وتقول “أصعب مرحلة قد مررت بها وأنا في قبضة داعش عندما ابتعدت عن والدتي، وأتمنى الرجوع إلى أسرتي في أقرب وقت ممكن وأعيش حياة طبيعية بعيدة عن القصف والخوف”.
عضو البيت الإيزيدي في إقليم الجزيرة محمود معمي، قال إنّ التأخر في إخراج أو إيجاد الإيزيديين المختطفين من قبل داعش داخل مخيم الهول، هو التهديد المستمر من قبل أسر التنظيم، وبث الأخبار الكاذبة بأنّ أسرهم ستقتلهم في حال خروجهم من المخيم بحجة أنّهم أسلموا.
وأوضح محمود “استغرق إخراج الطفلة رونيا فيصل من مخيم الهول عدة ساعات، والآن هي موجودة في البيت الإيزيدي، وسيتم إرسالها لأسرتها في قضاء شنكال في وقت لاحق”.