يبدو أنّ مسؤولي قطاع التربية في مدينة اٍعزاز لا يشاهدون أنّ الأعلام التركية تغزوا مدينتهم وبقية المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا في شمال سوريا، أو أنّها لا تمثل مشكلة بالنسبة لهم في ظل التقارير الكثيرة عن مخطط التغيير الديمغرافي، والتتريك الذي يُمارس في تلك المناطق بصور وأشكال متعددة لا تتوقف عند حدود رفع الأعلام وإنّما تدخل حتى المناهج التعليمية التي تدرّس للطلاب، الذين بات ولائهم لتركيا أكثر مما هو لسوريا “المعارضة نفسها”.
إدارة مدرسة للصفوف المتوسطة بمدينة إعزاز، وبدعم من المجلس المحلي في المدينة اتفقا على فصل طالبتين (صف سابع) من المدرسة، بتهمة أنّهما رسمتا علم بلادهم – العلم السوري – واعتبر إدارة المدرسة، ومعلمة الطالبتين، والمجلس المحلي ذلك الأمر “جريمة”ويجب معاقبتهم عليها باتخاذ أقصى إجراء وهو الفصل… وتم تعليق قرار الفصل في الساحة العامة، وهو ما شكّل تحريضا كبيرا لبقية الطلاب ضد الطالبتين، رغم أنّه يمكن اعتبار تصرفهما طبيعيا، وليس بدافع الولاء لأي طرف سياسي، فهم بالنهاية أطفال، بالكاد بلغوا سن ال 13 عاما كما قالت إحدى المعلمات في المدرسة نتحفظ على ذكر اسمها.
المجلس المحلي في مدينة اعزاز زاد من الإجراءات واتخذ قرارا بفصل كل طالب أو مدرّس أو شخص عامل في التربية يسيئ إلى ما قال إنّها “الثورة” أو “الثوار” أو يثبتُ تأييده للنظام السوري، لا يستثنى منه حتى الأطفال الأصغر سنا، بعمر سنة أو سنتين أو ثلاثة، في مراحل رياض الأطفال والحضانة.
قرار المجلس المحلي شمل حتى الأطفال في مرحلة الروضة والحضانة.
وتخضع مدينة إعزاز بريف حلب منذ تموز 2012 لسيطرة الفصائل المسلحة المعارضة المدعومة من تركيا.