لا تزال القوات المسلحة التركية والجماعات السورية المقاتلة تحت اسم (الجيش الوطني) تواصل جرائمها ضد من تبقى من أهالي عفرين في قراهم وبلداتهم، حيث شنت تلك القوات عشية عيد نوروز، حملة اعتقالات ومداهمات واسعة في مناطق متفرقة من مدينة عفرين وبلداتها وأريافها وتزامنا مع الذكرى الثانية لإعلان تركيا سيطرتها على المدينة في 18 آذار/ مارس 2018 بمساعدة ومساندة من مجموعات مسلحة منضوية تحت مسمى (الجيش الوطني السوري) المرتبطة بالحكومة السورية المؤقتة، التابعة للائتلاف السوري ارتكبت خلالها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحسب شهادات ووثائق وتقارير من منظمات محلية ودولية ذات صلة.
وذكر شهود عيان إنّ دوريات مشتركة خرجت تجوب شوارع وأحياء مدينة عفرين، واعتقلت 9 مواطنين خلال حملة اقتحامات عشوائية لعدد من الأحياء وجرى نقلهم إلى مراكز التحقيق والتوقيف المختلفة، عرف من المعتقلين (المواطن عابدين عطنة وهو من ناحية معبطلي \قرية حبو) و (المواطن حسن حسن).
وفي ناحية شيخ الحديد انتشر عناصر من ميليشيات (العمشات) في الشوارع لساعات واعتقلت 3 مواطنين كانوا عائدين من سوق المدينة، كما وأشار مصدر في الناحية أنّ مليشيات (سعد بن أبي وقاص) أقدمت على اعتقال المواطن “بكر أحمد حجي”بعد مداهمة وتفتيش منزله في قرية (انقلة) وذلك للمرة الثالثة حيث بلغ مجموع مبالغ الفدية التي تم دفعها للفصيل 8 آلاف دولار، ومازال يطالبونه بالفين للإفراج عنه. كما اعتقل مسلحون ذات الفصيل المواطن بكر أحمد حجي من منزله في قرية انقله بناحية شيه.
ونفذت القوات التركية برفقة سيارات تحمل عناصر من فصيل (فيلق الشام) حملات دهم وتفتيش بعدة مناطق في ريف عفرين شمال حلب، اعتقلت خلالها تسعة مواطنين.
وقالت مصادر محلية إنّ العشرات من المواطنين تم اعتقالهم على الحاجز في قرية ترندة وهي إحدى قرى ناحية المركز، عرف من الذين اعتقلوا (المواطن صلاح إيبو وهو من قرية كورزيلة \ ناحية شيروا )
ونقلت مصادر إنّ العشرات من مسلحي الجيش الوطني داهموا ناحية جندريسه واعتقلوا المواطن شيراز صالح في قرية كفردليه بعد تفتيش منزله.
واختطف مسلحون من فصيل (لواء سعد بن أبي وقّاص) الشاب ( بكر بن حجي أحمد ) من قرية أنقله التّابعة لناحية شيه بتهمة “الاحتفال بنوروز”، ويطالبون ذويه بدفع فدية ماليّة (ألف دولار) غرامة لإطلاق سراحه.
وفي ناحية راجو اقتحم فصيل فصيل (السلطان محمد الفاتح) منزل المواطن مصطفى بكو واعتقله مع ابنه، مطالبا بفدية مالية (مليون ليرة سورية) للافراج عنهم
إلى جانب ذلك لاتزال عمليات قطع الأشجار وتخريب ونبش المزارات الدينية والمواقع العسكرية متواصلة، وهي تجري تحت أعين القوات التركية وبإشراف مباشر من قادة الفصائل المسلحة الموالية لها، حيث تم قطع ما لا يقل عن 270 شجرة حراجية (السرو والصنوبر والسماق) في قريتي غوزيه وكونده مازن التابعة لمركز مدينة عفرين، بقصد المتاجرة بالحطب وبيعه كمادة تدفئة، وتشكل عمليات القطع الجائرة والمستمرة تلفا للغطاء النباتي في المنطقة برمتها حيث بلغت الأضرار التي تمكنا من رصدها حتى الآن تلف وقطع 300 ألف شجرة زيتون، وأكثر من 330 ألف شجرة حراجية معمرة، ونحو 10 آلاف شجرة سنديان، والحرائق طالت 12 ألف هكتار من الأراضي الزراعية في عفرين منذ 18 آذار/مارس العام 2018.
وقال (مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا) عبر تقرير استند إلى معلومات جمعها راصدون طيلة سنتين إنّ الهجوم التركي على عفرين تسبب حتى الآن في مقتل ( 690) شخص من بينهم أطفال ونساء ومسنين، إضافة لتعرض (4900) للخطف والاعتقال من قبل فصائل الجيش الوطني السوري وإنّ مصير 2500 مدنيا معتقلا مازال مجهولا. كما وثق التقرير تعرض (1120) شخص لجروح نتيجة مداهمة المنازل أو شظايا المتفجرات والالغام أو نتيجة تعرضهم للضرب من قبل المسلحين.
كما وثق التقرير 190 حادثة اقتتال داخلي بين المجموعات المسلحة في الأحياء السكنية، ووثق تحويل (56) مركز تعليمي ومدني إلى مقرات عسكرية ومصادرة (910) منزل وتحويلهم إلى سجون أو مراكز عسكرية، أو مساكن كما وثق التقرير (98) حالة حرق متعمد لممتلكات الأهالي (المنازل والمحلات وبساتين). ووثق هدم ( 110) منزل. وجرف (1800) قبر.
كما أشار التقرير أنّ ممارسات من مثيل فرض الإتاوات تحت اسم الزكاة، تهجير السكان من منازلهم لتحويلها إلى مساجد أو مساكن، إجبار الايزيدين على الصلاة، منع الأهالي من التوجه لبساتيهم ومنع حصادها، مصادر أراضيهم واستثمارها والاستيلاء عليها وعلى ممتلكاتهم ومنازلهم. ومصادرة محصول الزيتون والأشجار واحتطابها وبيعها ماتزال مستمرة.
واعتبر التقرير أنّ هذه التجاوزات تعتبر انتهاكات ترتقي لمستوى جرائم الحرب والجرائم الإنسانية التي بموجب القانون الدولي لن تسقط بالتقادم، ولن يفلت مرتكبوها من العقوبة.