يقف عشرات الرجال في طابور منظم أمام مبنى النفوس في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي للحصول على بطاقات شخصية. الجميع وافدون من إدلب بعد أن تمدد النظام إلى مناطقهم. ويقولون إنّهم جزء من عدد كبير جداً دخل المناطق التي تقع تحت إشراف مباشر من الحكومة التركية ضمن عمليتي (درع الفرات) و(غصن الزيتون).
ممسكاً بالأوراق اللازمة للحصول على هوية شخصية يمنحها المجلس المحلي في اعزاز قال “أبو العز” وهو وافد من مدينة الأتارب بريف حلب الجنوبي، “جئنا بعد أن تقدم النظام وتعرضت المدينة لقصف مروع.. أعيش حالياً في مخيم يقع في الحي الشرقي.. الحياة هنا أفضل والأمان يعم المنطقة”.
من جملة النازحين الذين فروا من القتال المندلع بين تشرين الثاني/نوفمبر ووقف إطلاق النار في 5 آذار/مارس أحصى فريق “منسقوا استجابة سوريا” 183 ألف شخص استقروا في مدينة عفرين وريفها، و151 ألف شخص توزعوا في بقية المدن بشمال سوريا والخاضعة لسيطرة تركيا وهي اعزاز والباب وجرابلس والراعي وغيرها من مدن وبلدات المنطقة.
وهناك فارق كبير في إدارة المنطقة عن مدينة اعزاز و(درع الفرات) الخالية من الوجود العسكري مقارنة مع عفرين التي تم تقسيمها على أساس عسكري وتضم وجوداً مكثفاً لفصائل الجيش الوطني الذي لا تنتهي الحماقات التي يرتكبها في المنطقة من انتهاكات يومية.
وخلف الهجوم التركي على منطقة عفرين وسيطرتها نزوح قرابة 350 ألفا من سكانها يعيش قرابة 100 ألف منهم حاليا في 5 مخيمات أقيمت في ريف حلب، ضمن ما يسمى بمناطق الشهباء في ظروف انسانية صعبة، وهؤلاء تمنع تركيا وفصائلها المسلحة التي تسيطر على عفرين عودتهم، حيث استولت على منازلهم وأراضيهم، وعقاراتهم كما واستولت على القسم القليل من السكان الذين فضلوا البقاء في قراهم ومنازلهم وهؤلاء نسبتهم أقل من 30% واشرفت تركيا على توطين الآلاف في عفرين وهم من الذين انتقلوا من مناطق ريف دمشق، لا سيما الغوطة الشرقية وبقية المناطق، وأغلبهم من عوائل المسلحين الذين أعادت تركيا تجنيدهم للقتال في شرق الفرات وغزو منطقتي تل أبيض و رأس العين، وما رافقها من نزوح جديد للسكان، ولاقت حربها تنديدا دوليا واسعا، كما لاقت كذلك تنديدا من الذين جندتهم وارسلتهم الى ليبيا للقتال كمرتزقة.