على غرار ما يحدث في عفرين مناطق درع الفرات وإدلب والغوطة ودرعا وحلب واللاذقية وغيرها من المناطق السورية، يبدو أن الفصائل المسلحة ذات الانتماءات والولاءات المختلفة اعتادت أن تقاتل وتُبيد بعضها، يأتي ذلك وسط تصاعد التوتر والغليان في مختلف المناطق السورية الخاضعة لتركيا في الشمال.
في مدينة تل أبيض التي تسيطر عليها فصائل عملية “نبع السلام” التي تقودها تركيا والفصائل السورية المسلحة الموالية لها، وذلك بعد احتجاجات من عناصر الفصائل منذ بداية آذار \ مارس الجاري تجددت المواجهات المسلحة في منطقة تل أبيض بريف الرقة الشمالي والخاضعة لسيطرة القوات المسلحة التركية وفصائل موالية لها ضمن (الجيش الوطني).
الاشتباكات نشبت بين عناصر تنتمي لفصيل (أحرار الشرقية) و جهاز (الشرطة) رغم أنّ كلا الطرفين يتلقون الدعم من تركيا و خلّفت مقتل وإصابة عدد من المسلحين من الطرفين، كما ودخلت في المواجهات والتي تركزت في منطقة المعبر، فصيل (الجبهة الشامية) الذي يعتبر أحد أكثر الفصائل قربا من المخابرات التركية، ويرافق مسلحيه عادة الدوريات التركية، كما وأنّهم المسؤولون بشكل رئيسي عن أمن المعابر ويتقاسمون الواردات من السلطات التركية، والضرائب.
كما تجدد التمرد من قبل عناصر فصائل الجيش الوطني حيث تجمع عدد من العناصر أمام معبر اليابسة مع تركيا، والواقع في بلدة البابسة “غربي تل أبيض بنحو 3 كيلومترات للمطالبة بتبديلهم ودفع رواتبهم وقاموا باحراق الاطارات.
وكشف مصدر أنَّ سبب تمرد وتململ عناصر “الجيش الوطني” هو تأخر دفع الرواتب من تركيا، حيث لم يتقاضى العناصر رواتبهم من تركيا منذ شهرين، بالإضافة لعدم منح العناصر الإجازات أو تبديل “ورديات” أي إعادتهم إلى منازلهم بمناطق درع الفرات وغصن الزيتون (عفرين) وتبديلهم بمناوبات جديدة في مناطق “نبع السلام” شمالي الرقة والحسكة.
وأشار المصدر إلى أنَّ حالة تأخير الرواتب كانت مرتبطة بإرسال “الجيش الوطني” لعدد معين من المقاتلين إلى ليبيا، ولكنها استمرت حتى بعد اكتمال العدد المطلوب من الجيش الوطني والذي بلغ عدد عناصره بالأراضي الليبية، حتى اللحظة، أكثر من 4000 عنصر.
وكان مقاتلون سوريون موالون لأنقرة أقدموا فور دخولهم إلى وسط مدينة تل أبيض في 15 أكتوبر 2019، على نهب المحلات والاستيلاء على المنازل حيث هجر غالب سكان المدينة نتيجة العملية العسكرية التركية، وهو ما دفع الأوضاع في المنطقة للتدهور بعد أربع سنوات من الاستقرار، بعد طرد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية من المدينة.
وغيّرت القوات التركية والفصائل الموالية لها الكثير من معالم مدينة تل أبيض ورأس العين شرق الفرات، ضمن اتباع سياسة تتريك واسعة في المدينة التي مازال 70% من سكانها نازحين ممنوعون من العودة.
ويروي سكان تل أبيض الذين اختاروا البقاء أنّهم يتعرّضون لانتهاكات مختلفة على أيدي الفصائل السورية الموالية لأنقرة منذ سيطرتها على المنطقة، مُتحدثين عن عمليات خطف مقابل فدية، واستيلاء على منازل وممتلكات، واعتقالات وتعذيب.
ويتهم السكان المحليون ” المسلحين” وعوائلهم بالاستيلاء على منازلهم، وممارسة انتهاكات جماعية بحق أملاكهم، خاصة وأنّ غالبهم ليسوا من المنطقة وهم من جماعة المصالحات في إدلب وحلب وحمص وحماة ودمشق ودرعا.
وقد أقدم عناصر من الجيش الوطني التابع لنبع السلام، على سرقة المحلات التجارية والاستيلاء على المنازل.