تتنوع الوسائل والطرائق التي تتبعها الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا في مناطق سيطرتها في الشمال السوري، فعدا عن طريقة التعذيب التقليدية في مئات المعتقلات الموجودة في المدن وتجاوز أعداد المعتقلين فيها 6 آلاف تعرض مايزيد عن ألف منهم لتعذيب وهو ما أدى لوفاة قرابة 68 مختطفا حتى الآن، هذه الفصائل باتت تتبع أساليب جديدة في التعذيب والإهانة. آخر تلك الممارسات كانت إجبار أطفال على تنظيف (مراحيض)، و(دورات المياه) بالأظافر.
Sharan police station in #Afrin is using detained and abducted children in cleaning the department toilets in such unimaginable way. Osama al-Mahmoud from Mare' city is the police department officer and is appionted directly in this position by #Turkey. pic.twitter.com/vSEIBZ4y0H
— VdC-NsY (@vdcnsyEnglish) September 27, 2019
كما ظهرت اليوم حالة جديدة في مدينة أتارب غرب مدينة حلب والواقعة تحت سيطرة مسلحين مدعومين من تركيا، حيث تم ربط شاب اعتقل في سابق بتهمة السرقة بكلب وتصويره ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي.
A new method used by the Syrian opposition to torture detainees Turkey & NATO-backed groups tie detainees to dogs and then post their photos on social media
This is the opposition that the European Union Turkey & other NATO countries support and describe them as democracy. pic.twitter.com/ZNUumCFIVq— VdC-NsY Northeastern Syria (@vdcnsy) February 19, 2020
كثرت الأدلة والشهادات التي تثبت تورط الجماعات السورية المسلحة المدعومة من تركيا في عمليات تعذيب ممنهجة، وقتل داخل معتقلاتهم في المناطق الخاضعة لسيطرتها في شمال سوريا. عمليات التعذيب تجري بعلم المخابرات التركية، والجيش التركي الذي يشرف على تلك المعتقلات.
وأظهرت صور حديثة تعرض المواطن (محمد خالد الخلف) لتعذيب شديد بعد اختطافه من منزله في قرية (أم عشبة) شرقي مدينة رأس العين بريف الحسكة، والخاضعة لسيطرة المسلحين المدعومين من تركيا. الصور كشفت تعرضه لثقب في قدميه وتعرضه للكثير من الرضوض والكسور في منطقة الصدر نتيجة الضرب حيث أكدت شهادات لذويه أنه بقي محروما من الطعام والعلاج والماء مدة أيام، واضطروا للإفراج عنه بعد تدهور صحته، حيث أسعف في حالة حرجة إلى تركيا لغرض العلاج.
كما قام فصيل “جيش الشرقية” باقتحام منزل مواطن نازح من إدلب وهو من مهجري “الغوطة الشرقية”، وتم الاعتداء عليه بالضرب المبرح أمام أفراد عائلته بسبب رفضه الخروج من المنزل بحجة أن المنزل مستملك لصالح فصيل “جيش الشرقية”، علماً أن المواطن قام باستئجار المنزل من أصحابه المتواجدين في جنديرس، وفرض عليه أيضا أن يتقاسم المنزل مع إحدى عائلات عناصر الفصيل، لكن رغم ذلك قام قائد الفصيل بإرسال تهديدات للمواطن عبر عناصره بالقتل في حال عدم خروجه من المنزل على الفور، مما اضطر المواطن إلى مغادرة المنزل.
إضافة لذلك تم توثيق 5 حالات لعمليات تعذيب ووفاة نتيجة التعذيب منذ بداية فبراير الجاري في سجون الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا في شمال سوريا.
عُثر على جثة المواطن (سعيد رشيد مجيد) مرمية على أطراف أحد الطرقات قرب “جبل حسه (ميركان )” في ناحية معبطلي بعفرين. الفحص الأولى أوضح تعرضه للتعذيب، وهو ما تسبب في وفاته.
وأتهم فصيل أحرار الشرقية باختطافه أثناء عودته من مدينة عفرين إلى منزله في قرية عطمانلي، بتاريخ 3 نوفمبر 2019 حيث كان يعمل في تجارة الزيوت، وتم طلب فدية مالية للافراج عنه. مصدر من عائلة سعيد أكد أنهم اضطروا لدفع مبلغ 10 ألآف دولار، لكن الخاطفين قطعوا التواصل معهم بعد استلام المبلغ، ليتعرفوا اليوم على جثته.
Saeed Majeed body was found in Ma'batli area after two months of his kidnapping by Turkish-backed Ahrar al-Sharqiya gangs despite the fact that his family paid a ransom of $20k. Majeed (55-year-old), from Raju district in Afrin, was olive oil trader and was kidnapped on Nov 3,19. pic.twitter.com/RVb3OsUdqe
— VdC-NsY Northeastern Syria (@vdcnsy) February 2, 2020
في عفرين : تعرض المواطن (خالد المحمد) لجروح بليغة نتيجة إصابته بطلق ناري في منطقة (شيخ الحديد) من قبل القيادي في الجبهة الشامية (المدعومة تركيا) ويدعى ” أبو القاسم شامية “وذلك بسبب تأخره في إبعاد أغنامه أثناء مرور المدعو (أبو قاسم شامية) بإحدى الطرق.
Khaled al-Muhammed, a shepherd, was seriously injured after being shot by Abu Qasim Shamiya (a leader of Turkish-backed Jabhat al-Shamiya faction) in Sheikh al-Hadid area in Afrin. The victim was shot after failing to remove his sheep quickly on the road Abu Qasim was passing by. pic.twitter.com/K67GIRhl0D
— VdC-NsY Northeastern Syria (@vdcnsy) February 2, 2020
وفي مدينة عفرين تعرض طفلين نازحين من ريف إدلب للاعتداء والضرب من قبل عنصر ينتمي لفصيل (السمرقند) المدعوم من تركيا وذلك لأنهم رفضوا إخلاء منزل يسكنون فيه مع أمهم حيث كان الفصيل قد قرر تحويله لمقر عسكري.
Pro-Turkish Samarkand elements assaulted 2 children in Afrin after refusing to evacuate the house they live in along with their mother. They were reportedly forced to flee from Idlib countryside&settle in Afrin but the faction wanted 2 turn their place into a military headquarter pic.twitter.com/lnv5i7OOXV
— VdC-NsY Northeastern Syria (@vdcnsy) February 2, 2020
مجموعة عسكرية تابعة لجيش الشرقية (المدعومة تركيا) تقوم بتعذيب شاب مدني نازح في منطقة جندريسه بعفرين بتهمة السرقة.
Turkish-backed Jaish al-Sharqiya militias arrested and tortured brutally a displaced civilian in Jenderes area in Afrin on charges of stealing. pic.twitter.com/ipv9LWY0Dg
— VdC-NsY Northeastern Syria (@vdcnsy) February 2, 2020
مدني تم اطلاق نار عليه من قبل عنصر ينتمي للجيش الوطني / جماعة الموالي / في بلدة رأس العين.
مدني تم اطلاق نار عليه من قبل عنصر ينتمي للجيش الوطني / جماعة الموالي / في بلدة رأس العين. pic.twitter.com/lQqKrDiEl3
— VdC-NsY (@vdcnsyEnglish) February 2, 2020
وثق “مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا” في بيان أصدره حول واقع السجون في مناطق الشمال السوري الخاضعة لتركيا مقتل 68 شخصا تحت التعذيب في سجون ومعتقلات الفصائل والجماعات المسلحة التي تدعمها تركيا؛ شمال سوريا كما وكشف أن هذه الفصائل اعتقلت ما لا يقل عن ( 6001 ) شخصا، منذ آذار 2018 وتعرض ( 709 ) شخصا منهم للتعذيب.
ويأتي التقرير وسط قيام المركز بتوثيق المزيد من حالات التعذيب في السجون، رغم صعوبة الوصول إلى المعلومات، والحصول على تفاصيل متعلقة بهذا الشأن نتيجة قيام السلطات التركية بإغلاق المناطق التي احتلتها في شمال سوريا أمام وسائل الاعلام، وأمام المنظمات الحقوقية المحلية والدولية وهو ما يمنح الفصائل مزيدا من القوة والثقة في المضي بتعذيب المعتقلين في السجون دون مراعاة القواعد الأساسية التي تضمن حقوق المعتقل. من الاحتجاز التعسفى كإحدى الانتهاكات الخطيرة، و“الحرمان من الحرية” بدون سند قانوني. حيث ينص الإعلان العالمى لحقوق الإنسان في مادته التاسعة على مايلي: “لا يجوز اعتقال أى شخص أو حجزه أو نفيه تعسفيا”. كما ينص فى مادته العاشرة على: “لكل إنسان، على قدم المساواة التامة مع الآخرين، الحق فى أن تنظر قضيته محكمة مستقلة ومحايدة، نظرا منصفا وعلنيا، للفصل في حقوقه والتزاماته وفى أية تهمة جزائية توجه إليه”.
في عفرين لايزال مصير نحو 2350 معتقلا من أصل 5576 معتقلا مجهولا، حيث يُفترض أنهم إما موتى أو لايزالون قيد الاحتجاز. فضلا عن ذلك، لقي حوالي 53 شخصا “حتفهم تحت التعذيب”، في حين يموت الكثيرون جراء أوضاع تعتبر مزرية ومنهم من يموت بعد الإفراج عنه، فيما يمكن وصف ما يحدث “بالإبادة”.
لقد حظيت عمليات الاختطاف والقتل التي ارتكبها النظام السوري باهتمام كبير في الغرب، لكن فصائل المعارضة السورية المدعومة من تركيا احتجزت أشخاصا كثر أيضا، وقتلت الكثير منهم تحت التعذيب. ويبدو أن نظام السجون بات جزءا لا يتجزأ من جهود السلطات التركية في تحقيق التغيير الديمغرافي، التي تتضمن تهجير من تبقى من السكان .
نزح أو هجر من عفرين قرابة \ 200- 250 ألف\ باتخاذ إجراءات عديدة تنفذها الفصائل التابعة لتركيا من استيلاء على الملكيات العقارية والزراعية والتجارية إلى اعتقالات وخطف وقتل وتهديد وابتزاز واغتصاب. ومثل ذلك الرقم أيضا نزح من مدينتي تل أبيض ورأس العين، لعل صمت المجتمع الدولي عن جرائم الحرب التي ارتكبتها وتواصل ارتكابها الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا كان حافزا لتقوم تركيا باطلاق هجومها البري لاجتياح منطقة شرق الفرات التي كانت مستقرة وآمنة ومتعايشة.
ورغم أن تركيا تمارس سياسة الصمت وترفض الرد على التقارير الحقوقية التي تتهم قواتها بارتكاب جرائم حرب في منطقة عفرين، فإن بعضا من بيانات الفصائل التي تدعمها تؤكد بالفعل حدوث انتهاكات، وهي تعترف ضمنيا باعتقال وموت العشرات وهم رهن الاعتقال، لا سيما مع اعلانهم اعتقال أعضاء ورؤساء بعض الأجهزة الأمنية وقادة وأعضاء الفصائل بتهم التعذيب والاغتصاب والفساد وغيرها أو تأتي كرد على بعض التقارير والصور والفيديوهات المسربة، تتضمن إقرار بأن الحادثة “حالة فردية” وأنه سيتم معاقبة المتورطين، وهو العقاب الذي لا يتم….وكأنهم يقولون “لقد ارتكبنا هذا، ولن يُعاقبنا أحد”، ضمن منهجية “التعذيب لمجرد التعذيب، التعذيب من أجل الثأر والقتل والحقد وإهانة الأفراد، وكسب الأموال ….”.
يعتبر نظام الاعتقال في سجون الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا شمال سوريا نسخة من النظام، ذاك الذي بناه الرئيس السوري السابق حافظ الأسد، وابنه بشار الأسد. ففي سنة 1982، سحق الأسد الأب انتفاضة مسلحة للإخوان المسلمين في حماة، وسوّى جزءا كبيرا من المدينة بالأرض، كما اعتقل عشرات الآلاف من الناس؛ منهم الإسلاميون والمعارضون اليساريون والسوريون بشكل عشوائي وذلك ردا على تمرد تنظيم الاخوان المسلمين طمعا في السلطة.
وعلى مدى عقدين من الزمن، اختفى حوالي 17 ألف محتجزا في غياهب سجون النظام الذي يمتاز بطرق تعذيب تمت استعارتها من المستعمرين الديكتاتوريين الإقليميين والنازيين.. وعندما خلف بشار الأسد والده في سنة 2000، أبقى نظام الاعتقال على حاله وحينما انشق عنه عناصر من المخابرات، وقادة من جيشه وموظفين تحولوا لصفوف المعارضة، أسسوا هناك نظاما يماثل النظام الذي انشقوا عنه، وبنفس الممارسات، حيث تم تأسيس أجهزة أمنية موازية كجهاز الشرطة العسكرية، وجهاز الأمن السياسي والجنائي والمخابرات وسجون ومعتقلات سرية ومتعددة وغير ذلك، لا بل كانت هذه الأجهزة هي الأسوأ كونها تفعل ما تشاء بدون رقابة ولا تخشى من العقاب وتمضي في ارتكاب المزيد من الانتهاكات، فلكل فصيل مسلح أجهزة أمنية خاصة به، يسيطر عبرها على قرى وبلدات يفرض فيها من يشاء.
ضرب وتعذيب الأطفال في "مديرية شرطة شران" بمدينة عفرين والذين جرى تشغيلهم في تنظيف "دورات المياه" بأياديهم واظافرهم ولسانهم.
وتقع المديرية تحت إمرة الضابط في جهاز الشرطة أسامة المحمود وهو من مدينة مارع ومعين في منصبه من قبل تركيا.https://t.co/wSvmt7AOUH pic.twitter.com/sAvSQ3oM8G— VdC-NsY (@vdcnsyEnglish) September 28, 2019