الطائرات المسيّرة سلاح أردوغان «المدمر» يقتل المدنيين


مع إحباط الرئيس التركي رجب أردوغان بسبب فشله في مشروع إقامة “المنطقة الآمنة” المزعومة، شمال سوريا التي يسعى إليها منذ 5 سنوات ازداد مؤخراً اعتماده على الطائرات بدون طيار، مسبباً وقوع أعداد كبيرة من المدنيين.

في ظلام الساعات الأخيرة من الليل، ارتطم صاروخ بسيارتهم التي كانوا للتو حمّلوها بما يستطيعون من حاجياتهم الأساسية من منزلهم؛ فمزق أجسادهم وأدى لبتر ساق فتاة ووفاة شقيقين.

طائرة تركية الصنع دمرت حياة أسرة
لم يكن مصدر الصاروخ الذي دمر حياة هذه العائلة طائرة مقاتلة، ولا دبابة، ولا مدفعية هاون -التي كانت لفترة طويلة المذنب الأساسي في تاريخ الدولة التركية في قتل الأكراد سواء في تركيا أم خارجها- بل طائرة بدون طيار يصنعها صهر الرئيس التركي براءة البيرق.

وبدأ يزداد استخدام الطائرات بدون طيار المُدجَّجة بالأسلحة في الهجمات التركية في منطقة عفرين وفي الحملة الأخيرة التي استهدفت منطقة شرق الفرات، مصحوباً بارتفاع معدلات الخسائر البشرية.

هجمات ترقى لجرائم حرب:
تشير تقارير المنظمات الحقوقية إلى أنَّ الغارات الجوية تسببت في مقتل نحو 65 % من أصل 456 مدنياً قضوا منذ بدأ أردوغان، هجومه لغزو منطقة شرق الفرات في شمال سوريا؛ الغنية بالنفط وموارد الطاقة والقمح والمياه، والتي تعتبر سلة سوريا الغذائية وكانت توصف بالآمنة والمستقرة في 9 أكتوبر / تشرين الأول.

تسبب الهجوم التركي على منطقة شرق الفرات، في شمال سوريا بمأساة أنسانية، وأدى لدخول المنطقة برمتها في حالة من الفوضى، سيكون لها تبعات كثيرة. وكانت منطقة شرق الفرات معروفة بمستوى عال من الاستقرار وقلة التوترات العرقية. وقد تفاقم هذا إلى حد كبير نتيجة للتدخل التركي.

وتحولت منطقة شرق الفرات بفعل الهجوم التركي إلى منطقة قتال وفلتان أمني، كما فاقم الهجوم الأوضاع الإنسانية وأدى لنزوح غالب سكان المناطق التي شهدت عمليات عسكرية.

وبعد الهجوم الذي شنه الجيش التركي والميليشيات السورية في 9 تشرين الأول  2019 على منطقة شرق الفرات، والسيطرة على مدينتي تل أبيض ورأس العين، ازدادت التوترات العرقية في المنطقة سوءًا.

وتسببت الحملات التركية في نزوح السكان المحليين في الوقت الذي تسعى فيه تركيا لتكرار تجربتها في منطقة عفرين وتعمل على توطين عشرات الآلاف من الأشخاص الذين جرى نقلهم من ريف دمشق ومناطق أخرى في سوريا إلى هذه المناطق بهدف توطينهم في منازل سكان تل أبيض ورأس العين المهجرين قسرا والسعي للاستيلاء على أراضي المهجرين وممتلكاتهم.

كما ويتعرض السكان المحليين الباقين في منازلهم للاعتقال والممارسات التمييزية وانتهاكات حقوق الإنسان الخطيرة على أيدي الميليشيات المسلحة.

و ارتفع عدد النازحين إلى 370 ألفا، بينهم 35 ألف طفل، و 20 ألف امرأة.
– عدد القتلى \ الشهداء المدنيين بفعل الهجوم التركي وصل إلى 517 مدنيا، بينهم 46 طفلا، و41 امرأة، وعدد الجرحى 2754 بينهم 130 طفلا، و140 امرأة.

وبلغ عدد القتلى \ الشهداء العسكريين 256 من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية، وعدد الجرحى وصل إلى 1419 مقاتلا.

فيما عدد أسرى قوات سوريا الديمقراطية لدى الجيش التركي 73 مقاتلا، بينهم 6 مقاتلات.
أما عدد المدارس المدمرة بفعل القصف التركي، وقصف الجماعات المسلحة الموالية لها بلغ 21 مدرسة، وتعطلت 810 مدرسة، فيما حرم 86 ألف طالب\وطالبة من التعليم.

وبلغ عدد المشافي، والنقاط الطبية المدمرة، والتي تعرضت للقصف بلغ 22 نقطة طبية، وتم إصابة 7 أشخاص عاملين بالمجال الطبي؛ وقتل 5 منهم 3 اعدموا ميدانيا من قبل فصائل الجيش الوطني.

و تسبب الهجوم التركي في إصابة 171 شخص باعاقات جسدية، منهم 29 مدني، و 142 من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية، كما وأصيب 17 باعاقات جسدية في التفجيرات التي جرت في منطقتي تل أبيض ورأس العين عقب الغزو التركي، حيث ظلت المدينة في مأمن من التفجيرات طيلة فترة حكم “الإدارة الذاتية”. كما وأصيب 11 شخصا بإعاقات نتيجة الألغام الغير متفجرة. وبين تلك الحالات هناك 18 طفلا، و 23 امرأة.

و لقي \ 4 \ صحفين مصرعهم وأصيب \ 13 \ بجروح، كما اغتالت القوات التركية والدي صحفي؛ وقامت الفصائل المدعومة منها بالاستيلاء على منزله ومنزل / 5 / صحفيين آخرين في بلدتي تل أبيض ورأس العين.

طائرة تركية تستهدف عائلة سورية نازحة وتقتل وتصيب 5 من أفرادها بينهم شقيقتان

بتاريخ 20 تشرين الثاني \ نوفمبر 2019 حوالي الساعة 18.30 قصفت طائرة تركية مسيرة سيارتهم قرب منزلهم في قرية قرنفل الواقعة 24 كم غربي مدينة تل أبيض، القصف أدى لمقتل شخصين من العائلة، وإصابة آخرين بجروح بليغة.

القتلى : نظام علي محمود\العمر 20 سنة، وابن خاله حجي أحمد \ الجرحى: نيروز محمد 22 عام، روكستان محمود 25 عام.

عائلة محمود علي بيري، كانت تجهز نفسها لمغادرة القرية، نتيجة اقتراب المعارك بعد تقدم المسلحين المدعومين من تركيا والسيطرة على مزيد من القرى في المنطقة.

نيروز محمود علي البالغة من العمر 24 عاماً، كانت مدرسة في القرية روت تفاصيل المجزرة” كنا نعد الاحتياجات الضرورية بأسرع وقت لنخرج من قريتنا هرباً من القصف العشوائي، فجأة سقطت قذيفة علينا، وحينها لم أر سوى الدماء تسيل مني ومن حولي، وإلى جانبي أخي وقد فارق الحياة، وشقيقتي التي كانت الدماء تسيل منها بكثرة”.

محمود علي والد الضحايا في مجزرة قرية قرنفل قال ” إحدى بناتي بُترت قدميها، والأخرى تعاني من نفس الإصابة، ولكن لم يتضح بعد فيما إذا ستُبتر قدميها أم لا، كونها لاتزال تحت العلاج وهي فاقدة للسمع إثر الإصابة”.

وبحسب التقارير الطبية الصادرة من مشفى كوباني ومراجعة الطبيب المعالج فإن المصابة نيروز تُعاني من كسر في الفخذ الأيسر والساق اليسرى، ومن حروق متعددة في الوجه من الطرفين العلويين، وكذلك في البطن نتيجة شظايا متعددة.

وقد أُجري لها عملية جراحية لتثبيت جهاز خارجي مؤقت لحين تحسن حالتها العامة لإجراء الطور الثاني من العملية الجراحية لها، بينما شقيقتها روكستان فإن إصابتها في أنحاء الجسم وأدى ذلك الى بتر أطرافها السفلية على مستوى الثلث العلوي، بالإضافة إلى إصابتها بحروق من الدرجة الثانية على جدار البطن الأمامي وإصابة الدماغ، وإصابة الجمجمة بكسور.

طائرات سيئة وكثيرة الاعطال وغير دقيقة:
كشفت وثيقة عسكرية مسربة في اليونان أنّ الطائرات المسيرة التي تنتجها تركيا، ضعيفة الأداء وكثيرة الأعطال، وأدت أحيانا إلى تأجيل هجمات مهمة للجيش التركي، خصوصاً في سوريا.

الطائرات المقصودة هي من طراز بيرقدار وتنتجها شركة مملوكة لسلجوق بيرقدار، صهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وذكر موقع ptisidiastima الإخباري المعروف بقربه من المراجع العسكرية والأمنية في أثينا، أن مصدر الوثيقة جنود أتراك فروا إلى اليونان أثناء وبعد الانقلاب الفاشل في تركيا منتصف يوليو 2016.

وتتناول الوثيقة أحد الأعطال التي تصيب هذا النوع من الطائرات المسيرة، وأن إحدى العمليات العسكرية الحساسة تأخرت بسبب هذا، خصوصا عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون داخل الأراضي السورية.

وفي الوثيقة أيضاً أنّ محطات المعطيات المتقدمة لطائرات بيرقدار “تتعطل كثيراً، وحتى عندما تجرى صيانة لها تتعطل من جديد” وهي غير دقيقة في التصويب وتخطأ كثيرا.

وتكشف الوثيقة، التي تحمل توقيع الجنرال عوني آنغون الذي كان حينذاك رئيس أركان الجيش التركي، عن حجم التأثير الشخصي على مبيعات الأسلحة التركية من جهة، وتضاؤل تنافسية هذا النوع من الطائرات بسبب كثرة الأعطال من جهة ثانية.

-------------------------------

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com

ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات

تابعنا : تويتر - تلغرام - فيسبوك