لعل مقولة الررئيس التركي رجب أردوغان في أنه سيطبق نموذج التنمية، والديمقراطية، والحريات التركي في سوريا انقلب عكسا، فالاوضاع في تركيا اليوم مثل سوريا إن لم يكن اسوء… فالرئيس التركي الذي كان يندد بقتل الأسد للمتظاهرين واعتقال المعارضة، اليوم بات جنوده يقتلون في سوريا المتظاهرين السوريين، ويعتقل كل صوت معارضة في تركيا وسوريا ويزجه في السجون.
الأحد قتل مدني وجرح العشرات، أثناء تفريق القوات التركية والشرطة التابعة للمعارضة السورية الموالية له في مدينة الباب بريف حلب الشرقي متظاهرين أمام مقر قيادة الشرطة بالهراوات والغاز المسيل للدموع.
وقتل مدني وأصيب آخر الأحد في مواجهات اندلعت بين متظاهرين غاضبين في مدينة الباب في شمال سوريا وعناصر شرطة محلية تدعمها أنقرة، غداة توقيف متهم بتفجير سيارة مفخخة أوقعت قتلى، منددين بحالة الفلتان الأمني، رافعين شعارات تطالب بخروج القوات التركية من المدينة.
وانفجرت السبت سيارة مفخخة في مدينة الباب التي تسيطر عليها فصائل سورية موالية لأنقرة، كانت مركونة عند نقطة تجمع لسيارت الأجرة وحافلات نقل الركاب، ما تسبب بمقتل 14 شخصاً وإصابة 54 آخرين.
وفي محاولة لتفريق المحتجين، أطلق عناصر الشرطة النار بشكل كثيف في الهواء، ما أدى إلى مقتل مدني وإصابة آخر بجروح.
ووصف سكان في مدينة الباب الأوضاع في مدينتهم “بأنها خرجت عن السيطرة، وأن قوات الشرطة الحرة أطلقت الرصاص الحي في الهواء لتفريق المتظاهرين ولكنها لم تطلق الرصاص بشكل مباشر عليهم”.
وتشهد مدينة الباب بين الحين والآخر فوضى أمنية وعمليات اغتيال لقياديين في صفوف الفصائل الموالية لأنقرة. كما تشكل مسرحاً لتفجيرات بسيارات ودراجات مفخخة تبنى تنظيم الدولة الإسلامية تنفيذ عدد منها.
من جهتها اتهمت قوات المجلس العسكري لمدينة الباب التابعة لقوات سوريا الديمقراطية القوات التركية بالوقوف وراء مثل هذه التفجيرات، مستهدف المدينة كونها كانت السباقة في تنظيم تحركات احتجاجية رافضة للوجود التركي في المدينة. وهذا الاتهام جاء عقب اعتقال شخص متورط في التفجيرات تبين أنه عضو سابق في الجيش الوطني المدعوم من تركيا.
وشهدت مدينة الباب، إضراباً عاما حداداً على الشهداء الذين قضوا أمس بالتفجير العنيف الذي ضرب المدينة. كما يأتي الإضراب الشعبي تعبيراً عن استياء المواطنين من الفلتان الأمني المتصاعد ضمن مناطق سيطرة الفصائل، دون أي خطوات جدية من قبل تلك الفصائل المدعومة من قبل القوات التركية.
ويأتي هذا التفجير بمؤشرات تدل على التعثر التركي في شمال سوريا، رغم مزاعم أنقرة بقدرتها السيطرة على الوضع وإعادة الحياة لمنطقة مضطربة.
وتواجه تركيا تحديات أمنية فيما تهتز الدعاية للمنطقة الآمنة على وقع هجمات دامية من حين إلى آخر. وسبق أن حذرت تقارير من أن التوغل التركي في شمال سوريا سيوقع بها في مستنقع يصعب الخروج منه.
كما حذرت دول غربية من أن الهجوم التركي في منطقة شرق الفرات، سيعيد الحياة لتنظيم الدولة الإسلامي، عبر عودة الخلايا النائمة التابعة لتنظيم داعش وتأهيل صفوفها.