“الميليشيات الاسلامية المدعومة من تركيا ارتكبت جرائم حرب وتطهير عرقي.” هذا ماكتبه السفير والدبلوماسي الامريكي الرفيع، نائب مبعوث الادارة الامريكية الى شمال وشرق سوريا، وليام روباك، في مذكرة قاسية ارسلها الى مسؤولي الادارة الامريكية، البيت الابيض، وزارة الخارجية والدفاع.
روباك انتقد ادارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب لعدم محاولة بذل جهد اكبر، كان من الممكن ان يوقف الغزو التركي، معبرا “ان الناس ستتسائل لماذا لم يقم المسؤولون بالمزيد لوقف ذلك, أو على الأقل التحدث بقوة أكبر لإلقاء اللوم على تركيا بسبب سلوكها: عملية عسكرية غير مبررة أسفرت عن مقتل حوالي 200 مدني ، وتركت أكثر من 100,000 من المدنيين مشردين وبلا مأوى”.
من جهته قال المتحدث باسم البنتاغون جوناثان هوفمان، اليوم الخميس، إن الولايات المتحدة تتوقع أن تفتح تركيا ملف تحقيقات يتعلق بجرائم حرب ارتكبها عناصر من الجيش التركي في شمال شرق سوريا.
وأشار المتحدث إلى أن واشنطن على علم بما يجري هناك. وقال للصحفيين: “نحن على دراية بافتراضات تفيد بأنه تم ارتكاب جرائم حرب فردية في سوريا. ونحن على اتصال مع تركيا، وسنقدم ما في حوزتنا من معلومات، بشأن ما حدث هناك. نتوقع أنهم (الأتراك) سيفتحون تحقيقا في هذا الشأن، كما نتوقع منهم أيضا محاسبة هؤلاء الأفراد. ونحن بدورنا سنواصل دفع السلطات التركية للقيام بذلك”.
اتهمت منظمة العفو الدولية الجمعة القوات التركية والميليشيات السورية الموالية لها بارتكاب “جرائم حرب” في هجومها ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا.
وذكرت المنظمة في تقرير أن “القوات التركية وتحالف المجموعات المسلحة المدعومة من قبلها أظهرت تجاهلاً مخزياً لحياة المدنيين، عبر انتهاكات جديدة وجرائم حرب بينها عمليات قتل بإجراءات موجزة وهجمات أسفرت عن مقتل وإصابة مدنيين”.
ووثق مقتل 72 مدنياً بنيران القوات التركية والفصائل الموالية لها، بينهم من جرى إعدامهم ميدانياً بإطلاق النار عليهم من قبل مقاتلين موالين لأنقرة.
وتحدثت منظمة العفو الدولية مع 17 شخصاً، بينهم عاملون في مجالي الصحة والإغاثة، ونازحون، كما تحققت من أشرطة فيديو جرى تداولها بعد مراجعة تقارير طبية.
وأكدت المنظمة أن “المعلومات التي جرى جمعها توفر أدلة دامغة حول هجمات دون تمييز على المناطق السكنية، بينها منزل وفرن ومدرسة”، فضلاً عن “عملية قتل بإجراءات موجزة وبدماء باردة بحق السياسية الكردية هفرين خلف على يد عناصر فصيل أحرار الشرقية”.
ونقلت المنظمة عن صديق لخلف قوله إنه حاول الاتصال بها هاتفياً، ورد عليه شخص عرف عن نفسه بأنه مقاتل في المعارضة المسلحة، وقال له “أنتم الأكراد خونة”، وأبلغه بمقتلها.
وقال الأمين العام لمنظمة العفو الدولية كومي نايدو إن “تركيا مسؤولة عما تقوم به المجموعات السورية المسلحة التي تدعمها، وتسلحها”، مضيفاً أن “تركيا أطلقت العنان لهذه المجموعات المسلحة لارتكاب انتهاكات جديدة في عفرين”، المنطقة ذات الغالبية الكردية التي سيطرت عليها تركيا والفصائل الموالية لها في العام 2018.
ودعا نايدو تركيا “لوقف تلك الانتهاكات، ومحاسبة المسؤولين عنها”.
ونقلت المنظمة عن أحد المتطوعين في الهلال الأحمر الكردي مشاهداته أثناء عمله على نقل ضحايا غارة جوية تركية استهدفت منطقة قريبة من مدرسة في قرية الصالحية في الـ12 من تشرين الأول/أكتوبر.
وقال المتطوع “لم أتمكن من تحديد ما إذا كانوا فتيان أو فتيات لأن الجثث كانت متفحمة”.
كل شيء يتم تحت أنظار، واشراف الجنود الأتراك :
تواجه الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا اتهامات بارتكاب جرائم حرب، وذلك مع انتشار مقاطع فيديو مسجلة بهواتف محمولة تُظهر أعمالا وحشية واعدام ميدانية وتمثيلا بالجثث.
وحذرت منظمة الأمم المتحدة من إمكانية تحميل تركيا مسؤولية أفعال حلفائها، بينما وعدت أنقرة بالتحقيق في الأمر.
وأظهر فيديو رجالا ملتحين يهتفون “الله أكبر”، وفي خلفية المشهد جثث لمقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية، بينما يقول الرجل الذي سجّل المقطع بهاتفه “نحن مجاهدون من فيلق المجد”.
وفي مكان آخر، تظهر مجموعة من الرجال يضعون أقدامهم على جثة امرأة غارقة في الدماء، وأحدهم ينعتها بـ”العاهرة”.
وهذه التسجيلات المصورة تتجاوز في بشاعتها تلك التي كان ينشرها تنظيم الدولة الإسلامية.
لكن الرجال الذين ظهروا في التسجيلات الأخيرة ليسوا أعضاء بتنظيم الدولة، وإنما ينتمون لائتلاف يُعرف باسم “الجيش الوطني السوري”، والذي يتلقى التدريب والمعدات والتمويل والأجور من تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو). ويخضع هؤلاء لقيادة الجيش التركي.
وصُور الفيديو في يوم 21 أكتوبر/ تشرين الأول بشمال سوريا. والمرأة التي تظهر تحت أقدام المقاتلين تُدعى أمارة ريناس، وهي عضو في “وحدات حماية المرأة” المكونة من مقاتلات كرديات، والتي لعبت دورا بارزا في هزيمة تنظيم الدولة.
وقتلت أمارة في الهجمات التركية الأخيرة على القوات الكردية في شمال سوريا.
وفي بداية الهجوم التركي 9 اكتوبر 2019، ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي العديد من المقاطع التي يُزعم أن المسلحين الموالين لتركيا صوروها. وظهر في أحدها مقاتل يهتف بالعربية: “جئنا لقطع رؤوس الكفار والمرتدين”.
وفي فيديو آخر، ظهر مقاتل مقنع متشح بالسواد ممسكا بامرأة يتملكها الفزع وسط عدد من المقاتلين، أحدهم يصورها، بينما يصيح آخر “خنزيرة”، ويقول ثالث “اقطعوا رأسها”.
وتبين لاحقا أن هذه المرأة إحدى المقاتلات الكرديات في “وحدات حماية المرأة”، وتُدعى جيجك كوباني.
وقال مسؤولون في الولايات المتحدة إن بعض الممارسات التي ظهرت في تسجيلات الفيديو هذه قد تعتبر جرائم حرب.
وقال جيمس جيفري، المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، أمام البرلمان إن: “الكثير من الناس فروا من منازلهم مدفوعين بمخاوف من ممارسات قوات المعارضة السورية الموالية لتركيا”.
وأضاف: “نرجح أن قوات المعارضة السورية الموالية لتركيا والتي تعمل بإمرة القيادة العامة للجيش التركي ارتكبت جرائم حرب في حادث واحد على الأقل”.
نقطة عبور
تواجه تركيا منذ فترة طويلة اتهامات بالتقاعس في مواجهة الجهاديين في سوريا.
وقال بريت ماكجروك، المبعوث الأمريكي الخاص السابق لسوريا: “لقد تابعت حملة تنظيم الدولة. 40 ألف مقاتل أجنبي، وهم جهاديون من 110 دول حول العالم، جاءوا كلهم إلى سوريا لخوض هذه الحرب عبر تركيا”.
وذكر أنه حاول إقناع تركيا بإحكام قبضتها على الحدود لتفادي عبور عناصر تنضم إلى تنظيم الدولة، مضيفا “قالو إنهم لا يستطيعون فعل ذلك. لكن بمجرد سيطرة الأكراد على مناطق حدودية، تم الإغلاق بجدار”.
وقال مسؤولون أمريكيون إنهم طالبوا تركيا بتفسير لجرائم الحرب المزعومة التي ارتكبتها عناصر المعارضة السورية الموالية لها.
وقال كامران ماتن، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ساسيكس البريطانية: “هناك أدلة دامغة على أن العقود الأربعة الماضية شهدت جرائم حرب ممنهجة وانتهاكات لحقوق الإنسان ارتكبها الجيش وقوات الأمن في تركيا أثناء الصراع مع حزب العمال الكردستاني الذي قاتل من أجل استقلال الأكراد في تركيا لعقود”.
يتلقى مقاتلو الجيش الوطني السوري الدعم تركيا
في السنوات العشر الماضية، ظهرت صور وفيديوهات بشعة، يُزعم أنها من تصوير أفراد بالجيش التركي وقوات الأمن، توثق قتل معارضين من الأكراد.
وفي فيديو نُشر قبل سنوات ظهر من يُشتبه في أنهم جنود أتراك وهم يقطعون رؤوس جثامين مقاتلين تابعين لحزب العمال الكردستاني. وفي فيديو آخر، تظهر مقاتلتين من حزب العمال الكردستاني وأيديهما مقيدة خلف ظهريهما أعلى جرف جبلي وخلفهما من يُعتقد أنهم جنود في الجيش التركي. وأطلق الرجال النار على المرأتين من مسافة قريبة قبل أن يركلوهما من أعلى الجرف.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2015، انتشر على نطاق واسع فيديو آخر لأفراد بقوات الأمن التركية وهم يسحلون الممثل حاجي لقمان بيرليك في شوارع مدينة شرناق الكردية بجنوب شرق تركيا، وقد التف حبل حول عنقه. ويبدو أن بعض لقطات الفيديو تم تصويرها من داخل سيارة الشرطة. وزعم مسؤولون أتراك في ذلك الوقت أن الجثة ربما كانت مفخخة.
واتهم نشطاء حقوقيون أكراد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالتقاعس عن إدانة تركيا واتخاذ أي إجراء عقابي مؤثر تجاه أنقرة.
وقال ماتن: “الاتحاد الأوروبي يتجاهل عن قصد انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها تركيا نظرا لعضويتها في حلف شمال الأطلسي، والعلاقات الاقتصادية بينهم، والخوف من رد فعل عنيف من ملايين الأتراك المقيمين في دول أوروبا، وخاصة ألمانيا”.
وبعد بداية الحرب الأهلية في سوريا، ظهر عامل جديد “فرض قيودا على ردود الأفعال الأوروبية تجاه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ترتكبها تركيا”، بحسب ماتن، الذي يوضح أن هذا العامل هو “اللاجؤون السوريون”، قائلا “لقد هدد الرئيس أردوغان مرارا بإغراق أوروبا بهم”.
ويبدو أن الدول الأوروبية تريد تفادي حدوث هذا بأي ثمن.
قالت ممثلة الادعاء ومحققة الأمم المتحدة السابقة كارلا ديل بونتي في مقابلة نشرت يوم السبت إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يجب أن يخضع للتحقيق ويواجه اتهامات بارتكاب جرائم حرب فيما يتعلق بالعملية العسكرية التي نفذتها بلاده في سوريا.
وأضافت ديل بونتي، التي كانت عضوا في لجنة تحقيق الأمم المتحدة في سوريا، أن تدخل تركيا في سوريا يشكل انتهاكا للقانون الدولي وأنه أشعل شرارة الصراع في سوريا من جديد.
وقالت ديل بونتي ”تمكُن أردوغان من غزو أرض سورية لتدمير الأكراد أمر لا يصدق“.
وديل بونتي شغلت في السابق منصب المدعي العام في سويسرا وشاركت في تمثيل الادعاء في قضايا جرائم حرب في رواندا ويوغوسلافيا السابقة.
وتابعت قائلة في المقابلة التي أجرتها صحيفة شفايتز أم فوخنإنده ”يجب إجراء تحقيق معه ويجب توجيه اتهامات له بارتكاب جرائم حرب. لا يجب السماح له بالإفلات من المحاسبة“.
وانتقد حلفاء تركيا في حلف شمال الأطلسي، بما شمل الولايات المتحدة، توغلها العسكري في شمال شرق سوريا خشية أن يقوض الحرب ضد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية.
لكن ديل بونتي قالت إن الدول الأوروبية ترددت في مواجهة تركيا بشأن تحركاتها في سوريا بعد أن هدد أردوغان ”بفتح البوابات“ للاجئين للتوجه لأوروبا.
وقالت ”أردوغان يستخدم اللاجئين ورقة ضغط“.
محققة سابقة بالأمم المتحدة: يجب محاسبة أردوغان على ارتكاب جرائم حرب في سوريا
قالت ممثلة الادعاء ومحققة الأمم المتحدة السابقة كارلا ديل بونتي في مقابلة نشرت يوم السبت إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يجب أن يخضع للتحقيق ويواجه اتهامات بارتكاب جرائم حرب فيما يتعلق بالعملية العسكرية التي نفذتها بلاده في سوريا.
وأضافت ديل بونتي، التي كانت عضوا في لجنة تحقيق الأمم المتحدة في سوريا، أن تدخل تركيا في سوريا يشكل انتهاكا للقانون الدولي وأنه أشعل شرارة الصراع في سوريا من جديد.
وقالت ديل بونتي ”تمكُن أردوغان من غزو أرض سورية لتدمير الأكراد أمر لا يصدق“.
وديل بونتي شغلت في السابق منصب المدعي العام في سويسرا وشاركت في تمثيل الادعاء في قضايا جرائم حرب في رواندا ويوغوسلافيا السابقة.
وتابعت قائلة في المقابلة التي أجرتها صحيفة شفايتز أم فوخنإنده ”يجب إجراء تحقيق معه ويجب توجيه اتهامات له بارتكاب جرائم حرب. لا يجب السماح له بالإفلات من المحاسبة“.
وانتقد حلفاء تركيا في حلف شمال الأطلسي، بما شمل الولايات المتحدة، توغلها العسكري في شمال شرق سوريا خشية أن يقوض الحرب ضد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية.
لكن ديل بونتي قالت إن الدول الأوروبية ترددت في مواجهة تركيا بشأن تحركاتها في سوريا بعد أن هدد أردوغان ”بفتح البوابات“ للاجئين للتوجه لأوروبا.
وقالت ”أردوغان يستخدم اللاجئين ورقة ضغط“.
العفو الدولية تتهم أنقرة بارتكاب جرائم حرب في سوريا
اتهمت منظمة العفو الدولية الجمعة القوات التركية والميليشيات السورية الموالية لها بارتكاب “جرائم حرب” في هجومها ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا.
وذكرت المنظمة في تقرير أن “القوات التركية وتحالف المجموعات المسلحة المدعومة من قبلها أظهرت تجاهلاً مخزياً لحياة المدنيين، عبر انتهاكات جديدة وجرائم حرب بينها عمليات قتل بإجراءات موجزة وهجمات أسفرت عن مقتل وإصابة مدنيين”.
ووثق مقتل 72 مدنياً بنيران القوات التركية والفصائل الموالية لها، بينهم من جرى إعدامهم ميدانياً بإطلاق النار عليهم من قبل مقاتلين موالين لأنقرة.
وتحدثت منظمة العفو الدولية مع 17 شخصاً، بينهم عاملون في مجالي الصحة والإغاثة، ونازحون، كما تحققت من أشرطة فيديو جرى تداولها بعد مراجعة تقارير طبية.
وأكدت المنظمة أن “المعلومات التي جرى جمعها توفر أدلة دامغة حول هجمات دون تمييز على المناطق السكنية، بينها منزل وفرن ومدرسة”، فضلاً عن “عملية قتل بإجراءات موجزة وبدماء باردة بحق السياسية الكردية هفرين خلف على يد عناصر فصيل أحرار الشرقية”.
ونقلت المنظمة عن صديق لخلف قوله إنه حاول الاتصال بها هاتفياً، ورد عليه شخص عرف عن نفسه بأنه مقاتل في المعارضة المسلحة، وقال له “أنتم الأكراد خونة”، وأبلغه بمقتلها.
وقال الأمين العام لمنظمة العفو الدولية كومي نايدو إن “تركيا مسؤولة عما تقوم به المجموعات السورية المسلحة التي تدعمها، وتسلحها”، مضيفاً أن “تركيا أطلقت العنان لهذه المجموعات المسلحة لارتكاب انتهاكات جديدة في عفرين”، المنطقة ذات الغالبية الكردية التي سيطرت عليها تركيا والفصائل الموالية لها في العام 2018.
ودعا نايدو تركيا “لوقف تلك الانتهاكات، ومحاسبة المسؤولين عنها”.
ونقلت المنظمة عن أحد المتطوعين في الهلال الأحمر الكردي مشاهداته أثناء عمله على نقل ضحايا غارة جوية تركية استهدفت منطقة قريبة من مدرسة في قرية الصالحية في الـ12 من تشرين الأول/أكتوبر.
وقال المتطوع “لم أتمكن من تحديد ما إذا كانوا فتيان أو فتيات لأن الجثث كانت متفحمة”.