مع انسحاب قوات سوريا الديمقراطية وفقاً للاتفاق الروسي- التركي، بدأت معالم السيطرة تتوضح يوماً بعد يوم شمال سوريا، حيث باتت المنطقة الممتدة من القامشلي إلى عين ديوار تحت النفوذ الأميركي، بينما المنطقة الممتدة من القامشلي إلى رأس العين (سري كانييه) ومن تل أبيض إلى كوباني تحت النفوذ الروسي، أما المنطقة الممتدة من رأس العين إلى تل أبيض فتخضع للنفوذ التركي والفصائل الموالية لها، مع تواجد مُتزايد لقوات النظام السوري في مدينة القامشلي وما حولها، في الوقت الذي تشهد فيه محاور بمنطقة أبو رأسين وريف تل تمر الواصل إلى رأس العين اشتباكات متجددة بين “قسد” والفصائل الموالية لأنقرة حالها كحال المنطقة الواقعة بين عين عيسى وتل أبيض.
كما تجري تحضيرات أميركية على قدم وساق في شمال وشرق سورية لبناء ثلاث قواعد عسكرية مشتركة مع التحالف الدولي.
ونقل المرصد، عن مصادر وصفها بالموثوقة، أن الهدف من القواعد هو الاحتفاظ بسيطرة على المجال الجوي للمنطقة وضمان عدم وقوعه بأيدي الآخرين، إضافة إلى السيطرة على المنشآت النفطية.
وتشمل”عملية تقاسم النفوذ” في مناطق شمال شرق سورية، في ظل التواجد الروسي والأميركي المشترك داخل المنطقة نفسها، بعد أن كانت القوات الأميركية انسحبت ثم عادت مرة أخرى، ودخلت القوات الروسية إلى المنطقة وفقًا لاتفاق تمّ التوصل إليه الشهر الماضي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان.
ووفقا للمعلومات الجديدة، فإن القوات الروسية سيطرت على منتجع يسمى “النادي الزراعي” في القامشلي على مقربة من منطقة المطار لاتخاذه مقرا لقواتها، في وقت حصل فيه المرصد السوري على معلومات بشأن احتمالات تأجير النظام السوري مطار القامشلي إلى القوات الروسية لتتخذه مقرا لها لمدة ٤٩ عاما، على غرار ما حدث في قاعدة حميميم، وفي وقت تسعى فيه الولايات المتحدة إلى إنشاء قاعدة عسكرية جديدة لها في القامشلي.
وأمس تفقد وفد عسكري أميركي مواقع عسكرية للمقاتلين الأكراد بالقرب من القامشلي، رغم إعلان واشنطن سحب قواتها من هذه المنطقة.
ودعم التحالف الدولي بقيادة واشنطن لسنوات قوات سوريا الديمقراطية في قتال تنظيم الدولة الإسلامية، لكن إعلان الأميركيين الشهر الماضي انسحابهم من مواقع في شمال شرق سوريا أفسح المجال أمام هجوم عسكري تركي ضد القوات الكردية.
وانسحب الأميركيون من قواعد عدّة في المنطقة، قبل أن تعلن واشنطن إرسال تعزيزات “لحماية حقول النفط” في مناطق أخرى من سوريا.
وأوضح مصدر عسكري في قوات سوريا الديمقراطية رفض كشف هويته، أن القوات الأميركية بحثت مسألة الحفاظ على وجود عسكري لها في القامشلي، وذلك بعد مشاركته في اجتماع بين الأميركيين والمقاتلين الأكراد.
وكان مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية، أكد أنه لا بدّ من اعتماد النهج السياسي، وإجراء المفاوضات لحل المشكلة السورية، رغم انعدام الثقة بالنظام السوري، وحلفائه الروس.
واعتبر في مقابلة صحفية أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “لا يخفي للعالم خطته لذبح شعبنا ويُهدّد جميع من لا يساعدونه في تنفيذ مشروعه”.
وسبق أن دعت قوات سوريا الديمقراطية الولايات المتحدة، إلى “تحمل مسؤولياتها الأخلاقية” تجاهها في مواجهة الهجوم التركي المستمر ضد مناطقها في شمال شرق البلاد.
واتهمت القوات الولايات المتحدة بالتخلي عن حليف لها محذرة من أن الهجوم التركي سيكون له “أثر سلبي كبير” على الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
-------------------------------
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا عن طريق إرسال كتاباتكم عبر البريد : vdcnsy@gmail.com
ملاحظاتك: اقترح تصحيحاً - وثق بنفسك - قاعدة بيانات